إيجاد مجتمع إسلامي صادق

[امل]

*[سلسلة منتقى الفوائد]*

~ إيجاد مجتمع إسلامي ~

قال فضيلة الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله:

(وعلى طلاب العلم الديني أن يغيروا هذا التصور الملحد، ليبينوا للناس أن الدارس للإسلام وشريعة القرآن صالح للقيادة، بل يشترط فيمن يتولى قيادة الأمة الإسلامية أن يكون بعيدا من تلك المواصفات السابقة الذكر، بل يجب أن يؤمن بالله ربا ومعبودا وحده وبالإسلام دينا ومنهجا، وبالقرآن دستورا، وبمحمد رسولا وإماما وأسوة، وأن يكون ذا بصيرة وفقه في الدين، محمدي الأخلاق والسلوك والعقيدة.
وبالله التوفيق.

إذا درسنا الكتاب والسنة بهذه الهمة، وعلم الله منا الصدق والإخلاص في ذلك فسوف يوفقنا الله، ويكلل عملنا بالنجاح بإذنه، لأن الأمر كله له، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وهذا الضرب من الدراسة، نوع من الجهاد، فلير الله منكم الإخلاص، والصدق في جهادكم:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
[العنكبوت69)].

وكل الذي أريد أن أصل إليه أن تعلموا أن هدف الأهداف من دراسة هذا المنهج الذي يدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أن تخرج علماء حقيقين إلى العالم بعد إتمام دراستها، ليساهموا في حركة البناء والإصلاح، لإيجاد مجتمع إسلامي، مبني على أسس ثابتة، مأخوذة من دراسة الإسلام العظيم، وهي:

1- الرضى بالله ربا ومعبودا، وحده، الذي له الحكم وحده، والحكم حكمه، والأمر أمره، والخلق خلقه.

2- الرضى بالإسلام دينا ومنهجا وطريقا إلى العزة والكرامة، وهو الذي فيه الخلاص من جميع المشكلات المعاصرة، رغم أنوف أولئك الذين زعموا أن الإسلام ليس فيه الخلاص من المشكلات، والخروج من المآزق:
{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِﻻ‌َّ كَذِبًا}
[الكهف5)].

3- والرضى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم رسولا وقدوة وأسوة وإماما للمتقين، وهم المتبعون له.

4- والرضى بالقرآن الكريم دستورا ومنهجا للحياة الكريمة، حياة العز والشرف.

5- والرضى بالسنة النبوية كمصدر ثاني من مصادر التشريع الإسلامي، يتوقف المصدر الأول على بيانه، في كثير من مواده، وأحكامه.

إن المجتمع الذي هذه أسس بنائه، هو المجتمع الإسلامي، وكل مجتمع تتخلف في بنائه مادة من هذه المواد وتغيب، فهو مجتمع جاهلي، رضي أو أبى؛ والله الهادي، وحده.
والله ولي التوفيق.
-----------------------


منزلة السنة في التشريع الإسلامي45-44).