منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي إبطال شبهة دعاء النبي صلى الله عليه سلم على معاوية رضي الله عنه من الصحيحة

كُتب : [ 01-19-2015 - 02:44 AM ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أورد الألباني رحمه
الله في السلسلة الصحيحة حديث:
" لا أشبع
الله بطنه . يعني معاوية " .
برقم 82
ثم قال بعد أن خرجه:
و قد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا منه مطعنا في
معاوية رضي الله عنه ،
و ليس فيه ما يساعدهم على ذلك ، كيف و فيه أنه كان كاتب
النبي صلى الله عليه
وسلم ؟ ! و لذلك قال الحافظ ابن عساكر ( 16 / 349 / 2 ) " إنه أصح ما ورد في
فضل
معاوية " فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود ، بل هو
ما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله صلى
الله عليه وسلم في بعض
نسائه " عقرى حلقى " و " تربت يمينك " . و يمكن أن يكون ذلك منه صلى
الله عليه
وسلم بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه
عليه السلام في أحاديث كثيرة
متواترة .
منها حديث عائشة رضي
الله عنها قالت :
" دخل على رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجلان ، فكلماه بشيء لا أدري ما هو
فأغضباه ، فلعنهما و سبهما ، فلما خرجا قلت : يا رسول
الله من أصاب من الخير
شيئا ما أصابه هذان ؟ قال : و ما ذاك ؟ قالت : قلت : لعنتهما و سببتهما ،
قال : " أو ما علمت ما شارطت
عليه ربي ؟ قلت : اللهم إنما أنا بشر ، فأي
المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة و أجرا " .
رواه مسلم مع الحديث الذي قبله في باب واحد هو " باب من لعنه
النبي صلى الله
عليه وسلم أو سبه أو دعا
عليه و ليس هو أهلا لذلك كان له زكاة و أجرا و رحمة "
.
ثم ساق فيه من حديث أنس بن مالك قال :
" كانت عند أم سليم يتيمة و هي أم أنس ، فرأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم
اليتيمة ، فقال : آنت هي ؟ لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي
فقالت أم سليم : ما لك يا بنية ؟ فقالت الجارية : دعا علي نبي
الله صلى الله
عليه وسلم أن لا يكبر سني أبدا ، أو قالت : قرني ، فخرجت أم سليم مستعجله تلوث
خمارها حتى لقيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ما لك يا أم سليم ؟ فقالت يا نبي
الله ، أدعوت على يتيمتي ؟ قال :
و ما ذاك يا أم سليم ؟ قالت : زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ، و لا يكبر قرنها
قال : فضحك رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال :
" يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي ؟ أني اشترطت على ربي فقلت : إنما
أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ، و أغضب كما يغضب البشر ، فأيما أحد دعوت عليه
من أمتي بدعوة ليس لها بأهل ، أن يجعلها له طهورا و زكاة و قربة يقربه بها منه
يوم القيامة " .
ثم أتبع الإمام مسلم هذا الحديث بحديث
معاوية و به ختم الباب ، إشارة منه
رحمه
الله إلى أنها من باب واحد ، و في معنى واحد ، فكما لا يضر اليتيمة دعاؤه
صلى
الله عليه وسلم عليه بل هو لها زكاة و قربة ، فكذلك دعاؤه صلى الله عليه
وسلم على
معاوية .
و قد قال الإمام النووي في " شرحه على مسلم " ( 2 / 325 طبع الهند ) :
" و أما دعاؤه صلى
الله عليه وسلم على معاوية ففيه جوابان :
أحدهما : أنه جرى على اللسان بلا قصد .
و الثانى : أنه عقوبة له لتأخره ، و قد فهم مسلم رحمه
الله من هذا الحديث أن
معاوية لم يكن مستحقا الدعاء
عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، و جعله غيره من
مناقب
معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له " .
و قد أشار الذهبي إلى هذا المعنى الثاني فقال في " سير أعلام النبلاء "
( 9 / 171 / 2 ) :
" قلت : لعل أن ، يقال : هذه منقبة لمعاوية لقوله صلى
الله عليه وسلم : اللهم
من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة " .
و اعلم أن قوله صلى
الله عليه وسلم في هذه الأحاديث : " إنما أنا بشر أرضى كما
يرضى البشر .. " إنما هو تفصيل لقول
الله تبارك و تعالى : ( قل إنما أنا بشر
مثلكم ، يوحى إلي .... ) الآية .
و قد يبادر بعض ذوي الأهواء أو العواطف الهوجاء ، إلى إنكار مثل هذا الحديث
بزعم تعظيم
النبي صلى الله عليه وسلم و تنزيهه عن النطق به ! و لا مجال إلى مثل
هذا الإنكار فإن الحديث صحيح ، بل هو عندنا متواتر ، فقد رواه مسلم من حديث
عائشة و أم سلمة كما ذكرنا ، و من حديث أبي هريرة و جابر رضي
الله عنهما ،
و ورد من حديث سلمان و أنس و سمرة و أبي الطفيل و أبي سعيد و غيرهم .
انظر " كنز العمال " ( 2 / 124 ) .
و تعظيم
النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما مشروعا ، إنما يكون بالإيمان بكل ما
جاء عنه صلى
الله عليه وسلم صحيحا ثابتا ، و بذلك يجتمع الإيمان به صلى الله
عليه وسلم عبدا و رسولا ، دون إفراط و لا تفريط ، فهو صلى
الله عليه وسلم بشر ،
بشهادة الكتاب و السنة ، و لكنه سيد البشر و أفضلهم إطلاقا بنص الأحاديث
الصحيحة . و كما يدل
عليه تاريخ حياته صلى الله عليه وسلم و سيرته ، و ما حباه
الله تعالى به من الأخلاق الكريمة ، و الخصال الحميدة ، التي لم تكتمل في بشر
اكتمالها فيه صلى
الله عليه وسلم ، و صدق الله العظيم ، إذ خاطبه بقوله
الكريم : ( و إنك لعلى خلق عظيم ) .
اهــ.


 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:08 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML