السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:
فهذا تفريغي لمقطع من "سلسلة شرف حملة القرآن" الخطبة الثالثة (التمسك بالكتاب والسنة) لفضيلة الشيخ أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان _حفظه الله تعالى_ سائلين الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
إليكم التفريغ: (المادة الصوتية يمكن تحميلها من نفس الموضوع بشبكة سحاب)
عباد الله أمة محمد _صلى الله عليه وعلى آله وسلم_ القرآن حياتكم، القرآن لحمكم، القرآن دماءكم، القرآن عصبكم،القرآن عرضكم، القرآن دنياكم، والقرآن آخرتكم، القرآن العظيم سبب عزكم، القرآن العظيم سبب رفعتكم.
عباد الله القرآن العظيم لو جعلتموه خلفكم كنتم في ذلة وفي مسكنة لأنه حبل الله (واعْتصِمُوا بحَبْل اللهِ جميعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا) فحبل الله دينه وقرآنه المجيد في أظهر أقوال المفسرين.
عار وأي عار أن تتقن الإنجليزية على وجهها كما أنما قد تعلمتها على أهلها ومن ولدوا راضعين لحروفها وآدابها، عار عليك أن تتقن لغة ولغتين وثلاث لغات من لغات الأعاجم ولا تستطيع أن تقيم لغتك العربية في جملة واحدة يفهم منك الفاهم بيانك ويسمع منك الفصيح بلاغتك، عار عليك أن تضع سبب عزتك وتتمسك بأسباب ذلتك، عار عليك فهذا لا يدل إلا على كسولة الرأي ولا يدل إلا على طمس البصيرة.
عار عليك أن يكون كتاب الله _عز وجل_ عندك في بيتك وبين يديك قد عَلاهُ الغُبار، عار عليك أن لا تُقبل على كتاب الله إلا إذا أصابتك المصيبة وإلا إذا لوي منك خلف الظهر الذراع، عار عليك ألا تعود إلى الله إلا إذا مرضت فعجزت، عار عليك أن لا تلتفت إلى نعمة الله عليك، عار عليك أن تجعل القرآن خلفك ظهريا ثم لا تنظر فيه مصبحا وممسيا، عار عليك أن لا تكون فاقها لسورة قصيرة في كتاب الله _جل وعلا_، عار عليك ألا يقوم لسانك بكلام ربك _جل وعلا_.
عباد الله ينبغي علينا أن نثير وينبغي علينا أن نكون عاقلين، ينبغي علينا أن نكون واعين لأننا إذا لم نحرص على صالحنا نحن فلن يحرص على صالحنا أعداءنا وإذا لم نحمي أعراضنا نحن فإنه لا ينتظر من أعداءنا أن يصونوا أعراضنا وإذا لم ندافع عن ديننا نحن فإن الله _جل وعلا_ لن ينزل نصرة من السماء إلا إذا استبدلنا وأذهبنا ظاهرا وباطنا (وَإنْ تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِل قَوماً غَيرَكُم ثُمَّ لاَ يَكونُوا أَمْثَالَكُم)
إلى متى ضــــــــــــياعكم؟
إلى متى خـــــــــلوعكم؟
إلى متى ذلــــــــكم؟
إلى متى قعــــــودكم؟
إلى متى ركــــونكم؟
إلى متى هذا السـبات؟
عباد الله والقرآن المجيد يقرع آذان القلوب في الصباح وفي المساء وما من مجيب، والنبي يشكوكم إلى ربه (وَقَالَ الرَّسُولُ يا ربِّ إِنَّ قومِي اتخذُوا هَذَا القُرْآن مَهْجُورا) تفقهوا في كتاب الله ولا تدعوا يوما يمر من غير أن تنظروا في القرآن العظيم.