منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي من الصوارف عن الحق ((( العُجــب ))) لفضيلة الشيخ : حَمَد بن إبراهيم العثمان

كُتب : [ 06-15-2015 - 12:33 PM ]

من الصوارف عن الحق



(( العُجــب ))






العجب يحمل صاحبه على تعظيم نفسه ، حتى يفرح بما هو عليه ويستغني بما عنده ، فيرى أن الحق لا يصدر إلا عنه ،
كأنه موكل به ، وهذه صفة الكفار،



قال تعالى : ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) ( غافر 83 ) .



وإذا أُعجب المرء بنفسه واستغنى بما عنده؛ فقد تمت خسارته ؛ لأنه لا يمكن أن يلتفت إلى قول غيره فضلاً عن أن يقبله
إذا كان حقاً .





قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(( إذا رأيت هوىً متبعاً ، وشحاً مُطاعاً ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ؛ فعليك بخاصة نفسك )) .
( رواه أبو داود في كتاب الملاحم ( 4 / 512 , 4341 ) والترمذي في كتاب التفسير (5/ 257- 358 ) ,
ورواه الحاكم ( 4/322 ) وصححه , ووافقه الذهبي , من حديث أبي ثعلبة الخُشني .





والمعجب بنفسه حظه استشعار فضل نفسه ، والنظر إلى ذلك ، وهذا النظر يوجب نقصه وخروجه عنالفضلنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ؛
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( اقتضاء الصراط المستقيم ) (1 / 453 ) ط . الإفتاء السابعة .





قال شيخ الإسلام ابن تيمية :(( ألا ترى أن الذي يعظم نفسه بالباطل : يريد أن ينصر كل ما قاله ولو كان خطأ ؟! )) .
مجموع الفتاوى ( 10 / 292 )






بل ولو قدر أنه كان محقا صدَّاعاً بالحق , فليحذر العجب ؛ فإنه قد يفسد ثمرة عمله الصالح .





قال الحافظ الذهبي – رحمه الله
( فكم منرجلنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نطق بالحق , وأمر بالمعروف , فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده , وحبه للرئاسة الدينية ,
فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء " سير أعلام النبلاء " ( 18 / 192 ) .




والنفس تأنف من الإنقياد والإتباع ، ومر كوزٌ فيها نوع من الكبر ومدافعة المخالف إلا من عصم الله ، لاسيما من لم يُجالس من يُقتدى به من الذين إذا ذكروا بآيات الله لم يَخِرُّوا عليها صُمًّا وعُمياناً .





قال الفضيل بن عياض : (( لو أن المبتدع تواضع لكتاب الله وسنة نبيه لاتبع ما ابتدع ، و لكنه أُعجب برأيه فاقتدى بما اخترع )) التذكرة في الوعظ ( ص 97 ) .







وقال أيضاً عن التواضع :( أن تخضع للحق وتنقاد له , ممن سمعته ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه ).
جامع بيان العلم وفضله " ( ص 226 )





والعجب يقطع صاحبه عن الاستعانة بربه وذلك لاعتداده بنفسه .




قال شيخ الإسلام ابن تيمية :(( والعجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ، فالمرائي لا يحقق قوله : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) والمعجب لا يحقققوله ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة : 5)" ( الفتاوى الكبرى – 5 / 247 – 248 ) .






والعجب والكبر متداخلان ، فلا يُبلى بالعجب إلا متكبر .





قال ابن حبان :(( إنه لا يتكبر على أحد حتى يُعجب بنفسه ، ويرى لها على غيرهاالفضلنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة )) ( روضة العقلاء ص 61 )





وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :(( وأما الكبر ؛ فأثر من آثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل و الظلم ، وترحلت منه العبودية ، ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شزر، ومشيه بينهم تبختر ، ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ،
ولا الإنصاف )) . الروح (2/ 703) .





والعبد مفطور على محبة نفسه والعجب بها ، فإذا لم ينتصف العبد من نفسه أوقعه ذلك في الضلالات .





قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( وحُبُّكَ الشيء يُعمي ويُصم ، والإنسان مجبول على محبة نفسه ، فهو لا يرى إلا محاسنها ، ومبغض لخصمه لا يرىإلا مساوئه)) . قاعدة في المحبة ( 2 / 328 ) , جامع الرسائل تحقيق د . محمد رشاد سالم ).






وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في معنى التواضع : (( أن يتلقى سلطان الحق بالخضوع له ، والذل والانقياد ، والدخول تحت رقه ، بحيث يكون الحق متصرفا فيه تصرف المالك في مملوكه ،بهذا يحصل للعبد خلق التواضع ؛ ولذا فسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الكبر بضده ،فقال(( الكبر بطر الحق وغمط الناس )) .



فبطر الحق : رده ، وجحده ، والدفع فيصدره كدفع الصائل ،



و غمط الناس : احتقارهم ، وازدراؤهم ، ومتى احتقرهم وازدراهم : دفع حقوقهم وجحدها , واستهان بها , ولما كان لصاحب الحقّ مقال وصولةٌ : كانت النفوس المتكبّرة , لا تُـِقـرُّ له بالصولة على تلك الصولة الّتي فيها , ولا سيّما النفوس المبطلة ,
فتصول على صولة الحقّ بكبرها وباطلها.

فكان حقيقة التواضع : خضوع العبد لصولة الحقّ, وانقياده لها, فلا يقابله بصولته عـليه.
مدارج السالكين ( 2 / 346 ) .


*************
كتاب الصوارف عن الحق لفضيلة الشيخ : حَمَد بن إبراهيم العثمان ( ص 35 – 38 )
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:32 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML