( صورة مشرقة عن وفاء الطالب لشيخه
الكُتب المهداة من الشيخ ربيع لشيخه العلامة الألباني )
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله ، وصحبه ، و من والاه.
أما بعد:
فلا يُعرف عن الإمام الألباني رحمه الله أنه زكى طالبا من طلابه مثل تزكيته لتلميذه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله و متع به .
و كل من يعرف الشيخ الألباني وشدة تحفظه وتحرزه في تزكية وتعديل الرجال يدرك أن تزكيته للشيخ ربيع بأنه حامل لواء الجرح و التعديل في هذا العصر ليست تزكية عابرة فارغة ، أو أنها كلمات رصت و خيطت في ظروف معينة ، أو ألقيت دون اعتبار لمعانيها واحتياط لآثارها ومآلاتها وعواقبها ، هذا من جهة .
من جهة أخرى لا يُعرف في هذا العصر عن تزكية وقف أهل الأهواء ضدها ، و شحنوا النفوس لمقتها وردها ، ورصوا صفوفهم لتجاوزها و التهوين من قيمتها ، و شحذوا الجهود لطمسها و تأويلها ؛ مثل تلكم التزكية الفريدة ، هي فريدة في كلماتها و قيمتها و وزنها وتأثيرها ، وفريدة من قائلها ، وفريدة في هذا العصر.
و يكفي لمعرفة ثقلها على نفوس أهل الأهواء و ضيق صدورهم منها ، قول أحدهم لما أدرك إفلاس حيلهم ، وفشل كل الجهود في إسقاطها و النيل منها والتنفير منها ؛ استسلم أمامها ، وقال والحسرة تقطع قلبه : غفر الله للشيخ الألباني!!
أقول ما قلته من قبل ، و أنا مدرك أن المرء تزكيه أعماله ، و القوم تعرفهم من ثمارهم ، فهاهي أعمال حامل لواء الجرح و التعديل و انجازاته و ثناء أئمة السنة عليها ، و تلك ثماره ، فهل هناك سني نزيه تخفى عليه ثمار الشيخ ربيع في الأمة ، نحسبه كذلك و الله حسيبه.
لكن لا تعجب من كلامي فقد وجدت من طار بنصف حرف قاله الشيخ الألباني في حقه و أصبحت الأرض على اتساعها لا تقله أو تسَعه.
و بعد كل هذا ، لاشك أن علاقةً وثيقة ربطت بين الطالب و الشيخ ، ووفاءً نبيلاً جمع بينهما ، سأحاول إظهار صورة منه ...
ثم أما بعد :
فلايزال أهل العلم من قديم يتهادون الكتب وسيلة للتواصل و الاعتراف بالجميل و الفضل بينهم ، وعملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (تهادوا تحابوا ).
و من الأمثلة التطبيقية لهذه السنة ؛ إهداء الشيخ ربيع بن هادي المدخلي متع الله به و نفع بعلمه كتبه للشيخ الألباني رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.
و تمثل هذه الإهداءات صورة مشرقة لتلك العلاقة الوطيدة التي جمعت التلميذ بشيخه ، و استمرت زمنا طويلا ، مبرزة وفاء و تقديرا و تبجيلا يكنه التلميذ لشيخه ، وتواصلا صادقا يكشف عن تعاون أصيل ؛ تعاون مبني على البر والتقوى ، رحم الله الإمام الألباني فما عُرف إلا بالنصح للأمة ، و حفظ الله حامل لواء الجرح و التعديل و نفع به.
و لمن أراد الاطلاع على جميع إهداءات الشيخ ربيع ، وعباراته التي دونها على صفحة كتبه المهداة ، وخطه ، و توقيعه ؛ فما عليه إلا تحميل الملف المرفق.
ولمن كان على عجلة ؛ هذه نماذج منها (1) :
كتاب : (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب و فكره ) ، مكتبة الغرباء الأثرية، الطبعة الأولى ، 1413هـ ـ 1993م، المدينة النبوية. من الكتب التي أهداها الشيخ ربيع للشيخ الألباني .
و كتب بخط يده نص الإهداء كما يلي :
( هدية متواضعة لشيخنا الكريم/ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله ووفقه)
وأيضا كتاب : (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) ، دار المنار ، الطبعة الثانية ، 1413هـ ـ 1993م.
كتب الشيخ ربيع بخط يده ما نصه : (هدية متواضعة لشيخنا محدث العصر ناصر الدين الألباني حفظه الله ووفقه لما يرضيه ـ المؤلف ).
فجدير بمن يريد أن يحترمه تلاميذه ويوقروه أن يحترم شيخه ، ويوقره ، ويبجله ، لا أن يرسل عليه الغوغاء للطعن فيه ، و تشويه صورته ، و النيل من مكانته ، و عليه أن يحيلهم و يربطهم بالأكابر ، فمن سار وصل يوما ما.
كتب /
أخوكم أبوعبدالرحمن السلفي
الجزائر : 17 شوال 1430 هـ
حاشية :
(1) ـ هذه النماذج استللتها من كتاب (حصول التهاني بالكتب المهداة إلى محدث الشام محمد ناصر الدين الألباني) لمؤلفه د. جمال عزون، مكتبة المعرف، الرياض، ط. الأولى، 1428هـ ـ 2007م.
رابط تحميل الملف:
http://www.salafisha...XOK/H173I5U.rar سحاب السلفية