الحمد لله وحده،
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،
أما بعد:
فهذه درة نفيسة من نفائس الناقد البصير بألاعيب أهل الأهواء وحامل لواء الجرح والتعديل بحق في هذا العصر..
شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ورفع قدره في الدارين ـ
أضعها هنا ليستفيد منها من وفقه الله للاستفادة ..
ويستفيق من كان حاله يوافق ما جاء في كلام حامل لواء الجرح والتعديل بحق في هذا العصر ..
قال الإمام ربيع السنة ـ بارك الله في جهوده ـ:
((يوجد في الساحة اليوم مثل هذا التلاعب
فهناك من يأتي إلى طرفين مختصمين أحدهما على الحق والآخر مبطل
فيضلل الجميع و لا يرجح جانب الحق،
ويظهر بمذهب جديد يرى أنه هو الوسط،
وهو الباطل بعينه والفسفطة بعينها
وهذا الصنف تيار خطير عماده الكذب والتلبيس...))[1]
وقال ـ أيضًا ـ :
(( فهذا إبليس ما قال لآدم وحواء إني ظالم فاجر بل {وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين}،
وهذا فرعون ما قال لقومه إني كافر ظالم جبار،
بل يقول لهم في حق نبي الله موسى {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}
وقال لقومه {ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}.
وهكذا جل دعاة الضلال والباطل وأعداء الحق،
لا يقول أحد منهم إني فاجر وأريد أن أضلكم،
بل يتعلق بالكتاب والسنة ويدعي حب الرسول والإسلام ويدعي الإخلاص والصدق والنصح،
وفي هذه الأجواء ينشر باطله وضلاله وسمومه))[2]
بحق، إنها كلمات يشع منها نور النصيحة ..
وهي هدية من شيخنا لكل محب للحق وأهله..
فليحذر الصادق والمخلص من التلبُس بهذه الصفات الذميمة ..
ولا يطمئن لأهل الشر ..
فانهم في جهد لإضلال من يقدرون عليه .
فاسأل الله أن يقينا شرور أنفسنا ..
كتب
عبداللطيف بن محمد
ـ عفا الله عنه ـ
27 شوال 1436هـ
[1]- (دحر افتراءات ..، هامش ص191)
[2]- (نفسه...، ص173)
سحاب السلفية