قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله: "فالمبتدعون قد نقول: إنهم يُثابون على حسن نيتهم إذا كانوا لا يعلمون الحق، ولكننا نخطِّئهم فيما ذهبوا إليه، أما أئمتهم الذين علموا الحق، ولكن ردوه ليبقوا جاههم، ففيهم شبه بأبي جهل، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن المغيرة، وغيرهم الذين قابلوا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بالرد إبقاءً على رئاستهم وجاههم.
أما بالنسبة لأتباع هؤلاء الأئمة، فينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول: الذين جهلوا الحق، فلم يعلموا عنه شيئا، ولم يحصل منهم تقصير في طلبه، حيث ظنوا أن ما هم عليه هو الحق، فهؤلاء معذورون.
القسم الثاني: من علموا الحق، ولكنهم ردوه تعصُّبا لأئمتهم، فهؤلاء لا يُعذرون، وهم كمن قال الله فيهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}(الزخرف: 22)..."
(القول المفيد على كتاب التوحيد 1/67).
سحاب السلفية