منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي كشف التهويش في رسالة "بدر بن طامي" المسماة "جهود الشيخ زهير الشاويش"!

كُتب : [ 08-20-2015 - 09:59 AM ]

كشف التهويش في رسالة "بدر بن طامي" المسماة "جهود الشيخ زهير الشاويش"
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:
إنَّ خير الكلام كلام الله عزَّ وجلَّ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إنَّ القارئ لـ "بيان" بدر بن طامي العتيبي [وهو بتاريخ 5 جمادى الأولى 1431هـ] - الذي فرح به الحلبي وحزبه العنيد ونشروه في موقعهم قبل أيام - الذي عنونه بـ "بيان في دفع افتراء أحمد بازمول أصلحه الله"، يلاحظ أنه قد قرر فيه عدة أمور:
1- أنَّ العلماء انتقدوا الإمام الألباني رحمه الله في مسائل الإيمان، وأنه متوقف في نسبة الإرجاء إليه نفياً وإثباتاً، وإذا سُئل عن ذلك من قبل العامة والخاصة فإنه يحيل إلى كبار العلماء.
2- أنَّ الإمام الألباني رحمه الله قد يطعن فيه المبتدع المارق، وقد يطعن فيه الناقد الصالح.
3- لا توجد فرقة "حدادية" بهذا الاسم، ولا يحملنا تخطئة محمود الحداد على ظلمه والتجاوز في ذمه والافتراء عليه ولا على نسبة طائفة إليه، فنسبة طائفة إليه ليس من دين المسلمين؛ بل هو من دين المشركين الذين حذَّرنا الله من سبيلهم.
ويصوِّر ابن طامي الخلاف بين الشيخ ربيع حفظه الله وبين محمود الحداد بقوله: ((فالخلاف بينهم في الحكم وسياسة تطبيقه لا في ثبوت القول وظهور ضلاله؛ وقد توقدت الردود وحصل ما حصل وهذا - وإن كان محزناً - إلا أنه لا يهدم للسنة أصلاً، ولا يغيِّر لأهلها طريقة، فالدِّين دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ لا دين ربيع المدخلي ولا محمود الحداد...، إلى أن قال: والكلام كلُّه يدور على الحكم على النووي وابن حجر، فالشيخ ربيع والحداد يتفقان على "ثبوت التأويل" في كلام النووي وابن حجر، وأنَّ هذا من "الضلال"، ولكنهما اختلفا في "الحكم على الاثنين" من حيث "التبديع" و"المعاملة"، وهذا واقع لا يدفع)).
4- إنكار تصنيف الناس في طوائف إلا ما اتفق عليه العلماء فيما سبق هذا العصر.
5- ثناءه على عبدالله السعد؛ يقول في بيانه: ((فأنا أدعو له بالخير، وأثني عليه، وأحفظ له عنايته بالتوحيد والسنة، وأعلم عنه من خصال الخير ما لا يعلمها الكثير، ومع ذلك لا أوافقه على كلِّ ما ذهب إليه؛ كما لم أوافق غيره على أخطائه))
6- ثناءه على زهير الشاويش؛ فيقول فيه: ((وأما الشيخ زهير الشاويش؛ فأنعم به وأكرم من عالم أديب فاضل، ولي في ذكر مناقبه مقال منشور، وذكرتُ أنه تجتمع فيه حقوقٌ لا يهملها إلا جاهل أو معاند، كحقِ إسلامِهِ ونسبِهِ وشيبتِهِ وخِدْمَتِهِ للسُّنةِ بالجهود المباركة التي يقوم بها مكتبة المكتب الإسلامي من قبل ومن بعد، وهو في غنىً عن ذكري لمحاسنه، ويعرف فضله أهل الفضل)).
7- التعريض بمن يعذر بالجهل في مسائل التوحيد؛ يقول في بيانه: ((ومن مسائل الدِّين ما لا يعذر فيه بالجهل: كقضايا التوحيد الثابتة بالفطرة والعقل والنقل؛ وهي مسألة ضلَّت فيها أفهامُ وزلَّت فيها أقدامُ وطاشت فيها أقلامُ قومٍ لا يفقهون نفياً وإثباتاً، وموالاة ومعاداة، ووصلاً وهجراً)).
أقول:
فهذه التقريرات - أو قل: الاعترافات! - في بيانه هذا تؤكِّد صدق ما قاله فيه الشيخ أحمد بازمول وفقه الله.
ولما قرأتُ بيانه هذا تعجبتُ من نشره في موقع "الكل إلا السلفيين" لما فيه من تشكيك في عقيدة الإمام الألباني رحمه الله - الذي يتبجَّحون بالانتساب إليه! - فكتبتُ مقالاً في شبكة سحاب بعنوان [بدر بن طامي يشكِّك في عقيدة الإمام الألباني في مسائل الإيمان في موقع "الكل" ولا تعليق منهم!!]، وقد بينتُ فيه:
تناقض ابن طامي وتلبيسه، وذكرتُ فيه تبرئة الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وغيرهما من كبار العلماء للشيخ الألباني رحمه الله من فرية الإرجاء، وكشفتُ فيه أنَّ موقع "الكل إلا السلفيين" يتعاونون مع كلِّ أحد ضد الشيخ ربيع وطلابه السلفيين؛ ولو كان مع مَنْ يشكك في عقيدة الشيخ الألباني في مسائل الإيمان!، كما ذكرتُ فيه أنَّ موقف ابن طامي - الذي ذكره في بيانه المشار إليه - من (محمود الحداد، وعبدالله السعد، وزهير الشاويش) - وهم خصوم الشيخ الألباني رحمه الله كما يعلم ذلك الجميع - يفسِّر لنا سبب لمزه وتشكيكه بعقيدته!.
وبعد مقالي ذاك، أرسل إليَّ أحد إخواني الأحبة "تغريدة" لـ "بدر بن طامي العتيبي" بتاريخ (24/12/2013) بالإفرنجي، ينصح فيها بقراءة رسالة له بعنوان [جهود الشيخ زهير الشاويش في خدمة السنة النبوية وبراءته من الفرق البدعية]، وقد كتبها ابن طامي بتاريخ [30 رمضان 1430ه] ثم أعادها مع الإضافة بتاريخ [20 صفر 1435ه] كما ذكر هذا في الصفحة الأخيرة من الرسالة.
وقد قرأتُ رسالته كاملة كما نصح هو في تغريدته، فوجدتُ أنَّ رسالته هذه تدور حول أربعة محاور:
المحور الأول: ثناؤه على زهير الشاويش وبيان ما له من حقوق.
المحور الثاني: الخلاف بين الشيخ الألباني رحمه الله وبين زهير الشاويش.
المحور الثالث: نسبة زهير الشاويش إلى الإخوان المسلمين.
المحور الرابع: نسبة زهير الشاويش إلى دعاة التقريب مع الرافضة.
وقد انتصر ابن طامي - بتهويش وتشويش - لشيخه زهير الشاويش في هذه المحاور، وبرَّأه من الإخوان المسلمين ودعاة التقريب مع الرافضة، وصوَّبه في خلافه مع الشيخ الألباني رحمه الله.
وإليكم البيان مفصَّلاً لنعرف حقيقة الشاويش وتلميذه ابن طامي:
الكلام عن جهود زهير الشاويش وحقوقه
ابتدأ ابن طامي رسالته المشار إليها بمقدِّمة الإمام أحمد رحمه الله في "الرد على الجهمية"!؛ ملمحاً إلى مكانة زهير الشاويش وأنه من بقايا أهل العلم الذين صبروا على من آذاهم!، ثم ساق بعدها بعض الآيات التي وردت في حادثة "الإفك"!؛ ملمحاً إلى أنَّ الكلام في شيخه هو من قبيل حديث الإفك، ثم تطرق إلى بيان حقوق المسلم على المسلم؛ من إشهار محبته والإشادة بذكره وحمده على محاسنه وستر مساوئه ومناصحته، وأنَّ من حقوق المسلم: الذب عن عرضه، وأنَّ هذا الحق يعظم إذا كان المدافَع عنه من ذوي الهيئات والمكانة العالية في الناس، ويعظم أكثر إذا كان من جلة العلماء وأفاضل الكرماء، ويزداد إذا كان هذا العالم من أهل الشيبة في الإسلام، فكيف إذا كان هذا العالم الشيبة من آل بيت النبوة؟! وكيف إذا كان فيمن له جهود في خدمة الإسلام ونصر السنة وقمع البدعة ونشر الأثر وعقائد أهل الأثر؟!
ثم بعد أن سرد ابن طامي هذه الحقوق الستة قال ص3: ((وهذه الحقوق اجتمعت في رجل شاع صيته وذاع في البلاد والأسقاع، وعرف الناس فضله، وأقرَّ البعيد والقريب والمخالف والمؤالف بفضله وعلمه وأدبه واحتسابه وشريف فضله، وهو شيخنا الأديب النسيب والعالم اللبيب: أبو بلال محمد زهير الشاويش الحسيني حفظه الله ورعاه وجعل الجنة داره ومثواه، وشهرته تغني عن كبير التعريف به، وخدمته لكتب أهل السنة عبر مكتبه "المكتب الإسلامي" لا يجحدها إلا مخذول أو مهبول!)).
ثم تطرق ابن طامي في مقدمته إلى من أنكر عليه صورته مع زهير الشاويش في إحدى المناسبات العلمية في لبنان عام 1424ه، وتساءل مستغرباً مستنكراً في جملة من الأسئلة عن سبب موقف البعض من زهير الشاويش، ثم قال ص4: ((فلم أجد لسؤالاتي أثراً في القوم، وإنما غدو في التواصي بينهم على الهجر والقطيعة، بل على المكر والخديعة، حيث لم يصلني خطاب ولا كتاب مباشر من أحدهم في نصح أو إرشاد أو إنكار؛ غير ما تسرَّب من أخبار الخلوات!، ولقاء الاستراحات، بمثل هذا الكلام)).
ثم عاد إلى التعريف بزهير الشاويش وذكر جهوده وحقوقه وأنه كما قال ص5: ((عالمٌ محققٌ سلفيٌ له من التعليقات الرائقة والتأصيلات النافعة والتعقيبات العادلة الشيء الكثير في مطبوعات المكتب الإسلامي))، وقال ص6: ((ومن مزيد مفاخر الشيخ زهير الشاويش حفظه الله تعالى أنه من نوادر أهل السنة اليوم في حمل الإسناد والرواية به؛ وهذا من عظيم شرفه وكريم مقامه، وقد نُشِرَ لي مقال في جريدة الرياض تكلمتُ فيه عن جهود شيخنا الحديثية، وسقتُ بعض أسانيده إلى صحيح الإمام البخاري؛ ومثل هذا الأمر يقضي بوجوب كامل الاعتناء والاهتمام والرعاية لا التعيير والتشهير والنكاية بشيخنا حفظه الله))، وذكر إجازة زهير الشاويش له، وأثنى عليه بأبيات شعرية.
أقول:
كلامه هذا - في مقدِّمة رسالته - عليه عدة وقفات:
الأولى: أنَّ ذكر آيات حادثة الإفك وخطبة الإمام أحمد لم توضع في موضعها المناسب، لأنَّ الكلام في زهير الشاويش ثابتٌ عليه بالبراهين الواضحة والمصادر المعتمدة كما سيلاحظ القارئ المنصف، وزهير الشاويش ليس من العلماء الذين يصدق عليهم وصف الإمام أحمد في خطبته المشهورة، بل هو ممن عانى منه مجدد هذا الزمان بحق ومحدِّث هذا العصر بلا منازع الإمام الألباني رحمه الله كثيراً، وشكى من كثرة إيذائه واعتدائه.
الثانية: أنَّ الحقوق الستة التي ذكرها ابن طامي في زهير الشاويش يُمكن لأي تلميذ مقلِّد أو متعصب لشيخه المنحرف أن يدافع عنه بها، فهذه الحقوق ليست حصناً حصيناً تمنع من الكلام في صاحبها: فأما حق الإسلام؛ فكم من مسلم هو داعية إلى الضلال المبين؟! فهل نسكت عنه لحقِّ إسلامه؟!! وأما حق العلم والمكانة والجهود، فلا يخفى على طالب العلم ما عليه بعض الناس من هذه الأوصاف قديماً وحديثاً ولم يمنع هذا العلماء أن يجرحوهم ويحذِّروا منهم إذا ثبت انحرافهم وتغيرهم عن الجادة، وأما حق الشيبة؛ فكم من مبتدع ضال شاب رأسه ولحيته في الزندقة وغارت عيناه وسقط حاجباه في نصرة الباطل؟! فماذا كان؟!، وأما انتساب زهير الشاويش إلى النسب الهاشمي أو الحسيني أو كونه سيداً فيكفينا في هذا أن نتذكَّر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ)).
الثالثة: وأما صورة ابن طامي مع زهير الشاويش؛ فقد كانت في حفل تكريم الشاويش واختياره "شخصية العام 1425ه/2004" من قبل دار الفتوى والهيئات الإسلامية في لبنان/ مركز الدعوة لتعليم القرآن الكريم؛ وقد غصَّت قاعة الاحتفال بشخصيات من مختلف الطوائف والأحزاب والجمعيات!، من الروافض والصوفية وجماعة الإخوان المسلمين وجماعة حماس وجمعيات خيرية، وقد أثنى عليه هؤلاء - بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم! - في كلماتهم، وذكروا دوره وفكره من جهة الحركة الإسلامية والتوجهات السياسية ودخوله في البرلمان في أوائل دعوته!، كما ذكَّروا بارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين وسلوكه على طريق حسن البنا وعصام العطَّار ومصطفى السباعي!، ثم ألقى في هذا المناسبة بعدهم: بدر بن طامي العتيبي أبيات شعرية في الثناء على زهير الشاويش.
أفمثل هذا الموقف من ابن طامي يستحق الإنكار أم لا؟
نترك الجواب للسلفي المنصف.
وعجباً لابن طامي كيف يعدُّ - مثل هذا اللقاء بهذا الجمع! - نصراً عظيماً للإسلام؛ ويقسم على ذلك؟! كما في هامش كتابه ص4 حيث قال: ((ومجرد الحضور لا يلزم منه الرضى بكل من حضر، وهو مؤتمر عام على مستوى الدولة في بلدٍ؛ أهلُ السنة أغربُ الناس بين النصارى والدروز والرافضة، فعندما يُكرَّم عالم سلفي ويوصف بصدق الخدمة للإسلام: فهذا والله نصرٌ للإسلام عظيم، ... إلى قوله: فالأمر كله لا يوجب هذه الثورة الحمقاء من بعض سخفاء العقول)).
الرابعة: أما دعوى أنَّ زهير الشاويش محققٌ له من التعليقات الرائقة والتأصيلات النافعة والتعقيبات العادلة الشيء الكثير؛ فهذه مجرد دعوى قد بيِّن بعدها عن الحقيقة والواقع الإمام الألباني رحمه الله في أكثر من موضع كما سيأتي.
الخامسة: وأما الأسانيد والإجازات التي يمتلكها زهير الشاويش؛ فلا توجب الاهتمام والرعاية ولا الإجلال والاحترام ولا تسمن ولا تغني من جوع إذا كان أهلها على خلاف الجادة في دعوتهم ومواقفهم.
وأما قول ابن طامي في ختام مقدمته ص5-6: ((شيخنا زهير الشاويش حاله كحال غيره من أهل العلم؛ يصيب ويخطئ، ويحضره باب من العلم ويفوته باب، ويقصر من دونه، وهذا شأن كل العلماء. ولم يزل أهل العلم يصيبون ويخطئون؛ فتقال عثراتهم ويتجاوز عن سيئاتهم، ولو أنَّ كلَّ عالم من علماء الإسلام والأئمة الأعلام تُرك لأجل زلة وقع فيها ما بقي على ظهرها من عالم يُرتجى للكمال، لأنَّ النقص هو شأن البشر، وأبى الله أن يكون الكمال إلا له ولكتابه ولدينه))
قلت:
مثل هذا الكلام إنما يُقال في اجتهادات الأئمة الأعلام وزلَّات علماء السنة العظام، ولا يُقال في كل من انتسب إلى العلم والسنة ولو كان على خلاف الجادة!، فضلاً أن يُقال فيمن يدعو إلى التقريب بين السنة والرافضة ويعظِّم زعماء الإخوان المسلمين ويتعدَّى على إمام من أئمة أهل السنة في هذا الزمان!!، فما قاله ابن طامي هو من باب كلمة حق أريد بها باطل، بل يدخل في قوله تعالى: ((وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)).
الخلاف بين الشيخ الألباني رحمه الله وبين زهير الشاويش
قال ابن طامي بعد مقدمته تلك ص7: ((هل شيخنا من فرقة الإخوان المسلمين؟ وما الجواب عن شدة الشيخ ناصر الدين الألباني عليه؟)).
وسنتكلَّم مع ابن طامي الآن حول النقطة الثانية:
قال ابن طامي - وهو يتكلَّم عن شيخه زهير الشاويش - ص8: ((أما ما حصل بينه وبين الشيخ الألباني رحمه الله تعالى؛ فهو خلاف أخوي لا علاقة له بالعقيدة والمنهج، وهو بشأن ما بينهما من عقود التحقيقات والطبع والنشر، وهذه لا علاقة لها بالديانة، وقد بذل كثيرٌ من أهل الفضل الجهود الكبيرة للجمع والإصلاح بينهما، ومنهم شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى، وكان شيخنا زهير الشاويش أرجح عقلاً وأوسع نبلاً وأعظم صبراً - رحم الله الجميع - حيث عفى عنه، ولما توفي الشيخ الألباني كتب في تعزية الأمة في وفاته مقالاً بديعاً يدل على صفاء نيته وسلامة قلبه)).
أقول:
أولاً: ماذا يقصد ابن طامي بقوله: ((وكان شيخنا زهير الشاويش أرجح عقلاً وأوسع نبلاً وأعظم صبراً))؟!
مِن مَنْ؟
أرجح عقلاً من الألباني؟!
وأوسع نبلاً من الألباني؟!
وأعظم صبراً من الألباني؟!
ما شاء الله على العدل والإنصاف!
وتبارك الله على التقدير والاحترام!
من أنت يا هذا حتى تحكم بهذا الحكم الجائر؟!
بل من طلب منك أصلاً أن تكون بينهما حكماً؟!
لا حول ولا قوة إلا بالله
إذن لينظر القارئ المنصف إلى جرأة هذا الرجل، وكيف ينتصر لشيخه المنحرف بالباطل والجور!، وليعلم بعد هذا السبب الذي دفع ابن طامي إلى أن يشكِّك في عقيدة الشيخ الألباني في مسائل الإيمان!.
ولا أدري من أين يأتي شيخه الشاويش النبل والعقل والصبر - فضلاً عن تفضيله بهذه الصفات! - وقد قام بطباعة كتاب "تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب"، وعرَّض في هوامشه بالشيخ الألباني رحمه الله؟!!
ثانياً: لقد ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في عدة كتب ومجالس الخلاف الذي جرى بينه وبين زهير الشاويش، وقد كان يشكو رحمه الله من أذاه قبل أن يخرج من دمشق أصلاً، لكن بعد خروج الشيخ رحمه الله من دمشق إلى الأردن ازداد أذى الشاويش وظلمه وتعديه عليه، ولم يتكلَّم فيه الألباني إلا بعد أن انقطع الرجاء في إصلاحه، وقد تكلَّم الشيخ الألباني رحمه الله في مواضع من كتبه ومجالسه عن هذا الاعتداء والإيذاء، ووصف الشاويش بعدة أوصاف: وصفه بأنه جاهل، وحاقد، وظالم، ويهرف بما لا يعرف، وأنه أصبح يتعاون مع من يحارب السنة مثل عبدالمنان في النشر والطبع، وأنه يتلاعب بكتبه وكتب غيره من المشايخ، وأنه يتاجر متاجرة غير شريفة، وأنه يكذب، ويزوِّر التواقيع، وينشر كتبه بغير علمه ولا إذنه؛ مع ما فيها من تعليقاته وزياداته بجهالاته وتخليطاته وقد نسبها كلها إلى الشيخ رحمه الله؛ لأنه هو مؤلِّفها.
فكيف يُقال أنَّ الخلاف بينهما أخوي؟!
أو لا علاقة له بالديانة؟!
وإليكم جملة من المواضع التي تكلَّم فيها الشيخ الألباني رحمه الله في زهير الشاويش:
1- قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه [النصيحة ص15 هامش (1)] حول كتابه "تخريج رياض الصالحين": ((وأما طبعة المكتب الاسلامي سنة1412ه فهي غير شرعية، إذ قد عبث الناشر بتخريجي المشار إليه آنفاً، وزوَّر تعليقات باسم "جماعة من العلماء"، وهو كذب وزور، وإنما هو شخص جاهل حاقد، زوَّر ذلك لترويج الكتاب، كما فعل "الهدَّام" في طبعته لـ "الرياض" باسمه الأصيل؛ ترويجاً له ومضاربة منه لطبعة المكتب الإسلامي الأولى، مع أنَّ الوقع الذي عبَّر عنه "الهدَّم" نفسه في بعض تعليقاته عليه أنه "مختصره"!، ولذلك ترى تاريخ طبعته عين تاريخ طبعة المكتب (1412ه)؛ فلا يُدرى أيهما السابق إلى المضاربة؟!.
ثم إنَّ من عجائب الزمان: أن يتفقا الشاويش وابن عبد المنان على محاربة السنة!؛ وذلك بتكليف الأول لـ "الهدام" أن يعلِّق على "مجموعة رسائل الشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمه الله"، فعاث في تعليقه فساداً، وأنكر قول مالك "الاستواء معلوم..." إلخ، وغير ذلك من جناياته على السنة!، ومع ذلك طبعه صاحب المكتب الإسلامي، وهدم ما كان بناه في كثير من مطبوعاته، فسبحان مقلِّب القلوب)).
2- وقال رحمه الله في [الصحيحة حديث (2949)]: ((وأما الخطأ الآخر: فهو ما صدر من زهير الشاويش صاحب المكتب الإسلامي، فإنه أعاد طبع كتابي المذكور آنفاً "ضعيف الجامع الصغير" طبعة ثانية دون إذني وعلمي!، فوقعت له فيه أمور عجيبة وتصرفات غريبة وتعليقات وحواش تنبئ عن اعتداء صارخ على مؤلِّفه وادَّعاء للعلم مهلك!، وحسبي الآن مثال واحد - وهو ما أنا في صدده -: فقد وقع الحديث - في طبعته هذه المتوجَّة بإشرافه كعادته - "لا شيء في البهائم"!، نعم هكذا تحرف عليه لفظ "الهام" في الحديث إلى "البهائم"!، وليس هذا خطأً مطبعياً حتى يغتفر كما زعم بعض الجهلة، لأنَّ الطابع أعاده على عجره وبجره في تعليق له على طبعته الجديدة أيضاً - ودون إذني أيضاً! - لكتابي "صحيح الجامع" (2/1248) على هذا الحديث قال: "أوله: لا شيء في البهائم"!، فهذا إنْ دلَّ على شيء فهو يدل - كما يقال اليوم - على أنَّ الرجل يهرف بما لا يعرف!، وينقل الخطأ الذي وقع فيه أولاً، ينقله بأمانة ثانياً!، والله المستعان)).
3- وقال رحمه الله في [هامش صحيح الأدب المفرد 1/352 ]: ((وبهذه المناسبة أقول: لقد تحرَّف هذا اللفظ إلى نوع آخر فصار الحديث: "لا شيء في البهائم"! ففسد المعنى! هكذا وقع الحديث- ومع الأسف في كتابي "ضعيف الجامع الصغير" الذي أعاد طبعه زهير الشاويش دون إذني!، وأشرف هو على طبعه كما زعم، وليس هذا خطأ مطبعياً حتى يغتفر؛ لأنه أعاده في تعليقه على "صحيح الجامع" في طبعته الجديدة أيضاً (2/1248) دون إذني أيضاً، وعلق عليه بجهالات عديدة، والله المستعان))
4- وقال رحمه الله في [الضعيفة حديث 6016]: ((ومن هذا التخريج: يتبين لك الفرق بين هذا اللفظ الأخير وحديث الترجمة، فالأول لا أصل له، وأما حديث الترجمة فله أصل لكن بسند ضعيف كما تقدم، ومنه تعلم أنَّ قول مؤلف "النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية" (ص121/362 - بتحقيق زهير الشاويش): "لا أصل له "!، أقول: فهذا خطأ مخالف لاصطلاح العلماء؛ فإنه يوهم أنه لا إسناد له، وقد عرفتَ أنَّ الواقع خلافه، ولم يتنبَّه لهذا محققه الشاويش حيث علق عليه بقوله: "في مختصر المقاصد (1047)، وفي صحيح الجامع الصغير بترقيم الطبعة الأولى (6256)، وفي الطبعة الجديدة هو برقم (6379 - 6380)"، قلتُ: وفي هذا التعليق أخطاء عجيبة بعضها فاحش جداً، وإليك البيان: الأول: أنَّ صاحب "المختصر" قال في الحديث: "لا يصح"! خلافاً لقول مؤلف "النخبة": "لا أصل له "!، الثاني أنَّ قوله: "وفي صحيح الجامع ... " إلخ ؛ صريح بأنَّ هذا الحديث الذي هو في "المختصر" وفي "النخبة" هو أيضاً في "صحيح الجامع "! وهو كذب يخالف الواقع؛ لأنَّ الحديث فيه بالرقمين المذكورين بلفظ: "... ركعتين ؛ كان كعتق رقبة"، ليس فيه: "وشرب من ماء زمزم ... " إلخ، ثم هو من حديث ابن عمر، وإسناده صحيح، فأين هذا من حديث جابر متناً وإسناداً ؟!
فليتأمَّل القارئ الكريم مبلغ الضرر الذي يلحق الحديث النبوي بسبب مثل هذا التعليق ممن لا علم عنده!. الثالث: وإنَّ مما يلفت النظر أنه ذكر رقماً واحداً للطبعة الأولى من "الجامع "، ورقمين للطبعة الأخرى منه، مع أنه لا فرق بينهما في هذا الموضع، فالصواب هكذا (6255 - 6256) ، وإنَّ مما لا شك فيه أنَّ سبب هذا الخطأ إنما هو العجلة في النقل المنافي للتحقيق، وليس كذلك الأمر في الخطأين اللذين قبله، فسببه الجهل بهذا العلم والتعدي عليه!، والله المستعان.
وهذا يذكرني بخطأ أفحش لهذا المعلِّق الفاضل؛ وهو أنه أَلحق بالحديث الصحيح المذكور في "صحيح الجامع " (رقم 1004/ الطبعة الجديدة) جملة: "وكل نعيم لا محالة زائل"، وعلَّق عليها بأنه استدركها من "ديوان لبيد"!، فكذب على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم على كل المؤلفين، ومنهم أنا؛ مؤلِّف "الصحيح " ؛ اعتماداً منه على "الديوان "، وله من مثل هذه التعليقات والاعتداءات التي جعلتني أقطع العلاقات الأخوية والعلمية التي كانت بيننا سنين طويلة)).
5- وقال فيها أيضاً [حديث 6363]: ((وبخاصة أنَّ الناشر السابق زهير الشاويش الظالم قد عبث به في طبعته الجديدة وغيَّر وبدَّل؛ هداه الله)).
6- وقال رحمه الله في [الصحيحة/ المجلد السابع القسم الأول (ص 41-42)]: ((كما وهم فيه المعتدي على حقوقي وكتبي ومشاريعي؛ ألا وهو صاحب المكتب الإسلامي، وقد نَبَّهْتُ مضطراً على بعض اعتداءاته في بعض كتاباتي؛ لعله يؤوب إلى رُشده ويتوب إلى ربه، ومن ذلك أنه اختصر "السنن الأربعة" اختصاراً مخلاً - بل فاضحاً -، ونقل إليها مراتب أحاديثها التي كنتُ وضعتُها عليها من صحة وضعف، وقدمتُها - أعني: هذه "السنن" المحققة - إلى مدير مكتب التربية العربي الخليجي بطلب رسمي منه، ثم لا أدري كيف وقع ما يأتي بيانه؟! أكان ذلك باتفاق بين المكتبين؟! أم هو أمر دُبِّر بليل؟!
المهم أني فوجئت بأنَّ (الصاحب) المشار إليه استغلَّ مشروعي المقدَّم إلى مكتب التربية، وأصدر ما أسماه بـ "صحيح سنن ابن ماجه باختصار السند"!، وكذلك فعل ببقية "السنن" بقسميها "الصحيح" و"الضعيف"، قائلاً في ذلك كله: "تأليف محمد ناصر الدين الألباني"!، وهو كذب ومتاجرة غير شريفة باسم الألباني، وله سابقة أخرى من مثلها!، فإنَّ الاختصار منه وليس مني، وفيه أوهام وتخليطات وجهالات كثيرة جداً لا يمكن إحصاؤها، وإنما نذكر شيئاً منها - بالمناسبة تعرض للتعريف والعبرة - كمثل هذا الحديث؛ فإنَّ (الصاحب) أورده في "صحيح الترمذي" (2/242/1798)؛ وقال تحته مختصراً كلام الترمذي: "للحديث سند آخر نحوه"!، قلتُ: وهذا خلاف الواقع عند الترمذي؛ فإنه ليس للحديث فيه إلا طريق واحدة عن حميد عن أنس كما تقدم، والأخرى: أنَّ الترمذي إنما رواه من طريقٍ أخرى عن حميد عن أنس؛ وليس عن أنس كما أوهم!، وقال الترمذي عقبها: "نحوه ولم يرفعه، وهذا أصحُّ من الأول"، فليتأمل القارئ الفرق بين كلام الترمذي وكلام ذاك المختصر!، فإنه نسب - بجهله - إلى الترمذي ما ليس عنده: "سند آخر"!، واحتفظ من كلامه ما لا قيمة له تذكر: "نحوه"!، وأعرض عن قوله: "ولم يرفعه، وهذا أصح"، ولو كان على شيء من العلم لما وقع في هذه التخليطات، ولعلَّق على هذا القول الأخير منه بما يناسب الطرق المتقدِّمة عن أنس، وهي كلها مرفوعة، ثم هو مع هذه الجهالات - وغيرها كثير كما سبقت الإشارة إلى ذلك - نسبها إلى الألباني، فإلى الله المشتكى، وبه العياذ من الحَور بعد الكَوْر!)).
7- وقال في المصدر نفسه (ص 617-619): ((وزاد في الاعتداء فعلَّق عليه بما لا يخرج عن الخلاصة التي ذكرتها آنفاً، ولكن بأسلوب ماكر يفهم القارئ منه أنني متناقض، تماماً كما يفعل ذاك السقاف الجاهل الحاقد مدعي "التناقضات" بجهله المتراكم، فسار على وتيرته الصاحب القديم! بالتعليق المشار إليه، وكان حقه - لو اتقى الله وأنصف - أن يبين أنه لا تناقض بين التضعيف - فهو بالنظر لسند أبي داود -، والتحسين - فهو بالنظر لمجموع الطريقين -؛ كما هو صريح في تخريجي على الفصل المشار إليه آنفاً)).
8- وقد تكلَّم الشيخ الألباني رحمه الله عن سبب الخلاف مع زهير الشاويش وآثاره مفصلاً في مقدمة كتاب "الكلم الطيب" ص 27-40، قال في خاتمته: ((وأما اعتداءاته العلمية المتتابعة على مؤلفاتي وتصرفه فيها وتعليقه عليها بجهلٍ بالغ وكأنه المؤلِّف لها: فأمرٌ لا يوصف!، وهو مما لا كفارة له إلا بإعلان التوبة النصوح، وإرجاع المؤلفات كما كانت على وضع المؤلِّف، وهذا مما لا سبيل له إليه في رأيي "حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ"، وقد ذكرتُ القليل من تلك الاعتداءات في مقدِّمة "صفة الصلاة"، فليراجعها من لم يكن على علم بها؛ فإنه سيرى العجب العجاب، والله المستعان)).
9- كما فصَّل الشيخ رحمه الله كلامه في فعال زهير الشاويش في مقدِّمة كتابه "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" طبعة مكتبة المعارف سنة 1417ه، الطبعة الحادية عشر، ومما قاله فيه: ((ومثل هذا الخطأ وغيره مما سيأتي ذكره؛ كان من الدواعي إلى أن لا أتعاون مع المكتب الإسلامي في طبع كتبي ونشرها بعد هجرتي من دمشق إلى عمان إلا قليلاً، ثم أمسكتُ عن ذلك بالكلية حينما بلغ السيل الزُّبى!))، وقال رحمه الله: ((فقد استغلَّ صاحبنا القديم هجرتي إلى عَمَّان، وعدم تمكُّني من الإشراف على تصحيح تجارب كتبي، فحشر في التعليق عليها - دون علمي وإذني طبعاً - ما شاء له هواه النفسي وجشعه التجاري، مع استحلاله الكذب والتزوير، صدِّق أو لا تصدق، فهذا هو الواقع، ما له من دافع، انطلاقاً منه من القاعدة المادية: "الغاية تبرر الوسيلة"!))، وقال رحمه الله: ((في كتابي "آداب الزفاف" الذي تنازلتُ عنه لصهري نظام سكجها صاحب المكتبة الإسلامية، فطبعها طبعة جيدة أنيقة، وقدَّمتُ لها مقدمة جديدة في (72) صفحة، فغار صاحبنا من مزاحمة غيره له في طبع شيء من كتبي بإذني، فسطا على هذه الطبعة، فصوَّرها بالأُفست، وَمَسَخها في قالب تجاري بعد أن اعتدى أيضاً على مؤلِّفها؛ فحذف من طبعته المقدمةَ المشار إليها برمَّتها!!، وفيها فوائد جديدة هامة تتعلق ببعض المسائل الواردة فيه، والتي انتقدها بعض الحاقدين، فخسر القراء بذلك ما هم بحاجة ماسة إلى معرفته، كما أنه وقع في طبعته اضطرابات عجيبة في الصفحات التي فيها إحالة على صفحات متقدمة، وذلك بسبب حذفه لتلك المقدمة، فأوقع القراء في إرباكات بحيث لا يمكنهم أن يعرفوا الصفحات المحال عليها، مما يلغي الفائدة العلمية المرجوَّة منها، ويثبت أنه ما طبع هذه الطبعة إلا إصراراً على الباطل، ولو أراد أن يخدمه مخلصاً لوفِّق على الأقل بين إحالات صفحاته!، وكذلك فعل في طبعة مكتبة المعارف لـ "صحيح الكلم الطيب"، فسطا عليها وطبعها، وحذف مقدمتها، ووضع لها مقدمة من عنده؛ حشاها زوراً وَميْناً، لعلي أتفرغ لبيان ذلك مفصَّلاً في مناسبة أخرى بإذنه تعالى))، وقال رحمه الله: ((من ذلك: أنه كان يتصرَّف في طبع الكتاب حذفاً وإضافة كما لو كان هو المؤلِّف له، وقد توسَّع في ذلك في كثير من كتبي بعد هجرتي من دمشـق إلى عمان، كما لاحظ ذلك كثير من أذكياء القراء، ولما كانوا يسألونني عن السبب؟ كنتُ أُجيبهم بقولي: "خلا له الجو، فلا رقيب ولا حسيب"!، فأساء إليَّ بذلك إساءة بالغة لا يعرف قدرها إلا الله تبارك وتعالى، ومن ذلك أنه رفع من مقدمة هذا الكتاب "صفة الصلاة" تاريخ تأليفه وهو (13/6/1370هـ)، والله أعلم بما كان يرمي ويمهِّد له بذلك!، وعلَّق عليه حواشي كثيرة، لا فقه فيها ولا علم، وإنما هي المصالح المادية والأهواء الشخصية، وفي الكثير منها دعاية لمطبوعاته ومنشوراته، وبعضها زور وتدليس لا يصدر ممن يخشى الله؛ كما تقدم فيما قاله في "صحيح أبي داود"))، وقال رحمه الله: ((ومن آخر ما طلع به علينا من أفاعيله وتجبره وتجنيه وتدخله في شؤوني الخاصة: أنه قدَّم إليَّ إنذاراً عدلياً بواسطة كاتب عدل عَمَّان المحترم بتاريخ 21/9/1409هـ الموافق 28/4/1989م، وأتبعه بإنذار ثانٍ بتاريخ 13/5/1989م، يُنكر عليَّ تنازلي عن كتابي هذا "صفة الصلاة" وعن كتابي "مختصر صحيح مسلم للمنذري" لبعض الناشرين، وقد ضمن إنذاره هذا عجائب من الادَّعاءات الباطلة التي لا مناسبة الآن لذكرها؛ راجياً أن لا يضطرنا استمراره على تجبُّره وتجنيه أن نكشف القناع عنها للناس، لكن مما لابد من ذكره هنا: ادعاؤه أنَّ الأول محصورٌ حقُّ طبعه وتوزيعه للمكتب الإسلامي، وهذا باطل لا يستطيع هو أن ينكره، لأسباب كثيرة هو يعرفها؛ قد نضطر إلى الكشف عنها، ونحوه الكتاب الثاني؛ فإنه ليس له فيه أي حق، سوى ما كنتُ أذنتُ له سابقاً بطبعه ونشره، ثم رفعتُ هذا الإذن عنه كما شرحتُ ذلك في جوابي على إنذارَيْه المشار إليهما، فكل ما يطبعه الآن من كتبي هي طبعات غير شرعية))، وقال رحمه الله: ((ومن أفاعيل ذاك الرجل - والشيء بالشيء يذكر -: أنه تصرف في مقدمتي لهذا الكتاب المشار إليه سابقاً "الرابع من السلسلة" تصرُّفاً سيئاً جداً، لا يُقدِم عليه من عنده أدنى شعور بالأمانة العلمية والالتـزامات الأدبية، فقد حذف منها نحو عشر صفحات لم يطبعها؛ وذلك لأنَّ فيها بعض الاقتراحات والنصائح التي تتعلق بتحسين نشر الكتب الثلاثة بعد الكتاب الأول طباعة، ألا وهو المسمى بـ "صحيح سنن ابن ماجه"، وذكر نماذج من الأمثلة مما وقع له فيه من الأخطاء العلمية في اختصار أسانيده، وتصرفاته المخلة بعملي، وتعليقاته المخالفة للسنة الصحيحة، فكتم كل ذلك عن القراء ولم ينشره!، وما نشره من المقدمة تصرَّف فيه أيضاً بالنقص منها والزيادة عليها!، فما رأي القراء الكرام في هذا الرجل وأفاعليه؟!)) وفي ختام هذا البيان المفصَّل قال الشيخ الألباني رحمه الله: ((ومعذرة إلى القراء الكرام من هذا الاستطراد، فإنه نَفْثة مصدور، فهل من ناصح شفيق ينصح هذا الرجل بأن يتوب إلى الله عز وجل من ظلمه لمن يزعم أنه شيخه؟!، فقد كنتُ أنذرتُه مراراً لهذه الأسباب وغيرها - مما لا يحسن ذكره هنا - أن يرفع يده عن كتبي التي كنتُ أذنتُ له بطبعها، وأن ينتهي عن إعادة طبع شيء منها، وهو مع ذلك لا يستجيب، ويستمر في ظلمه وبغيه!، فهل من ناصح له لعله ينتهي عن ذلك؟، أم أنَّ الأمر كما قال الشاعر: لا ترجع الأنفس عن غيّها ما لم يكن لها منها رادع)).
10- وسُئل الشيخ الألباني رحمه الله في [سلسلة الهدى والنور شريط (361) الدقيقة (29:45)] السؤال الآتي: في مختصر العلو قلتم فيها: ((قرائن المجاز الموجبة للعدول إليه عن الحقيقة ثلاث: العقلية كقوله تعالى: "واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها"، أي أهلهما، ومنه: "واخفض لهما جناح الذل".
الثانية: الفوقية مثل "يا هامان ابن لي صرحاً" أي مر من يبني لأنَّ مثله مما يعرف أنه لا يبني.
الثالثة: نحو "مثل نوره" فإنها دليل على أنَّ الله غير النور، قال أهل العلم: "وأمارة الدعوة الباطلة تجردها عن أحد هذه القرائن" انظر "إيثار الحق على الخلق ص166-167) للعلامة المرتضى اليماني))، هذا التعليق لكم أم لزهير؟
فكان جواب الشيخ الألباني رحمه الله: ((يجب أن تعلموا قبل كلِّ شيء أنَّ زهيراً هذا وقعت الواقعة بيني وبينه منذ سنين؛ لذلك فهو يُعلِّق على كتبي دون إذني مما يوحيه إليه علمه؛ ولعلَّ الأصح أن نقول: جهله!، التعليق هذا من عنده ليس مني، وأنا لا أحسن هذا الكلام)).
فقال السائل: هذا الذي أنا رجحته للأخوة وقد كانوا استنكروا، فقلتُ: أنَّ زهيراً يضيف أشياء من عنده ولا يشير إليها!.
فقال الشيخ رحمه الله مؤكِّداً: ((من أخطر الإضافات أنه جاء إلى حديث: "أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل" حديث في الصحيحين، وهو مذكور في صحيح الجامع، فجاء الرجل هداه الله وأضاف إلى الشطرِ الأول الشطرَ الثاني: "وكل نعيم لا محالة زائل"، في المتن، ووضعه بين معكوفتين هكذا ( )، في نفس المتن!، وكتب تعليقاً كهذا التعليق، يقول: نقلاً عن ديوان لبيد صفحة كذا، وهو عادة كما رأيتَ هنا في هذا الكتاب إذا وضع زيادة نسبها لنفسه إما إشارة وإما صراحة؛ إشارة "ز"، صراحة "زهير"، في هذا التعليق ما وضع شيئاً!، في تعليق ثان هنا في نفس الكتاب فيه "زهير"!، لما زاد زيادة في صحيح الجامع ما وضع "زهير" أو "ز"، هذه في الطبعة الجديدة، فالذي يقرأ التعليق يقول هذا من صنع الألباني!، لأنه هو المؤلِّف، لكن الحقيقة هذه الزيادة من عنده، ولذلك أفسد كثيراً من كتبي بتعليقاته!، وهذه الزيادة خطيرة جداً، لأنه تراكمت الأخطاء بهذه الزيادة الواحدة!، أولاً وهي أكبرها وأخطرها: كذب على رسول الله!؛ لأنَّ الحديث في كل كتب السنة - ليس فقط البخاري ومسلم، كل كتب السنة! – جاء الحديث مقتصراً على الشطر الأول من البيت "ألا كل شيء ما خلا الله باطل"!، فجاء وكذب على رسول الله ووضع هذا الشطر الثاني أكمل به الشطر الأول، ثم كذب على البخاري ومسلم وكل من روى هذا الحديث؛ لأنهم ما رووه، والحديث مذكور في الجامع معزواً لفلان وفلان وفلان من المخرجين، وليس عندهم هذه الزيادة، ثم كذب على مؤلِّف الجامع الصغير وهو السيوطي، ثم كذب على مرتِّب الجامع الصغير بضم الزيادة إليه وهو الشيخ يوسف النبهاني، ثم كنتُ أنا آخر واحد كذب عليَّ، نسأل الله أن يهدينا)) انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
تنبيه/ الكلام الذي نقله السائل من "مختصر العلو" أصله من كلام العلامة ابن الوزير في كتابه "إيثار الحق على الخلق"، ولكن (زهير الشاويش) نقله بتصرف مخل وأخطاء مطبعية، ولم ينسب إلى صاحبه إلا آخره!، فليرجع القارئ إلى أصله ليعرف صدق هذا.
أقول:
فهل بعد هذه النقول يقول قائل: إنَّ الخلاف بينهما خلاف أخوي بشأن ما بينهما من عقود التحقيقات والطبع والنشر فحسب؟!
أم إنَّ الخلاف بسبب طبع كتب الشيخ رحمه الله ونشرها من غير إذنه ولا علمه وتزوير توقيعه؛ مع ما فيها من تصرفات واعتداءات قام بها زهير وأسماها تعليقات وزيادات!، وقد أفسد بها الكثير من كتب الشيخ رحمه الله؟!
فكيف يحاول ابن طامي تهوين الخلاف بهذه الصورة؟!
أم كيف له أن يحكم في جانب زهير الشاويش في هذا الخلاف؟!
وإذا كان زهير الشاويش يقر في رسالته الخاصة لابن طامي - والتي نشرها في آخر رسالته هذه! - بأنَّ خلافه مع الإخوان المسلمين ليس في العقيدة!، ويصف جماعتهم في الشام بأنهم سلفيون!، ويثني على أوائلهم من زعماء الإخوان كحسن البنا والهضيبي ومصطفى السباعي!، ويعتقد أنَّ مخالفيهم في العقيدة قد ظلموهم!!، وألقى محاضرة يؤصِّل فيها الدعوة إلى الوحدة والتقريب مع الرافضة والسكوت عنهم والتعاون معهم، بالإضافة إلى زيارته إلى إيران وجلوسه مع كبار مراجعهم الضلال لإنجاح هذه الدعوة الهدَّامة!.
فهل الشيخ الألباني رحمه الله يرى مثل هذه الدعوة وهذه المواقف؟!!
إذن كيف يُقال: أنَّ الخلاف بينهما لا علاقة له بالعقيدة والمنهج؟!
نسبة زهير الشاويش إلى الإخوان المسلمين
حاول ابن طامي تقليد شيخه زهير الشاويش في تبرئته من الإخوانية!، وقد زعم زهير أنه كان مع الشيخ الألباني رحمه الله يتعاون في أول الأمر مع الإخوان المسلمين، وأنَّ هذا ليس من قبيل الانتماء لهم.
قال ابن طامي ص7-8: ((شيخنا معروف بتوجهه السلفي الأصيل ونصرته للتوحيد والسنة قبل أن تؤسَّس فرقة الإخوان المسلمين، وإنما كان له - وللشيخ الألباني كذلك! – تعاون مع الإخوان المسلمين في أواخر بقايا الاستدمار "الاستعمار الغربي" في الشام، وهذا منه لم يكن من باب "الانتماء والعضوية" وإنما هو من باب "التعاون على الخير"، لظروف البلاد حينذاك، وإلا فجهود شيخنا كانت متجهة إلى نشر التوحيد والسنة وإخراج التراث السلفي من بطون المكتبات، ووظَّف عنده الشيخ ناصر الدين الألباني للقيام بهذه المهمة؛ مع غيره من العلماء السلفيين في الديار الشامية.
وتجدون في خاتمة هذه الورقات خطاب شيخنا زهير الشاويش الموجَّه إليَّ بتاريخ 7 من شهر ذي القعدة 1431ه، حيث سألتُه عن صحة نسبته لفرقة الإخوان المسلمين وموقفه من الرافضة!، فبيِّن رحمه الله أنَّ تعاونه مع الإخوان المسلمين انتهى منذ عام 1375ه؛ قبل أن يُخلق خلقٌ كثير من سخفاء من يتهم شيخنا بذلك!. وشيخنا بسماحته كما هو حال غيره من العلماء: ذكر ما عند الإخوان المسلمين من محاسن خاصة ومواقف، وهذا لا يعيبه، فقد قال بمثل قوله جمعٌ من أهل العلم. وكذلك موقفه من الرافضة وتحذيره منهم؛ وهذا يُبطل قول أنه من زعماء الدعاة إلى "التقارب مع الرافضة"، وما نُقِلَ عن شيخنا من كلام في هذا الباب وجهتُه إلى "مطلق المعايشة" لا الرضى بمذهب الرافضة والسكوت عن ضلالاتهم)).
قلتُ:
أما الكلام حول نسبة زهير الشاويش إلى دعاة التقريب مع الرافضة فسيأتي بيانه من كلامه بما يدل على بعد ابن طامي عن الحقيقة في توجيهه المتعسِّف!.
ولنتكلَّم الآن عن نسبة الشاويش إلى الإخوان المسلمين:
وقبل ذلك؛ يلاحظ القارئ أنَّ ابن طامي أدخل اسم الشيخ الألباني رحمه الله - متعجباً - من باب التسوية بينه وبين زهير الشاويش في الموقف من الإخوان المسلمين، ظناً منه أنه بهذا يكمم أفواه السلفيين الذين ينكرون على شيخه!، وهذه طريقة الحلبي وأهل التمييع قاطبة.
فابن طامي يقول لنا بلسان الحال: إما أن تنسبوا الألباني والشاويش إلى "التعاون على الخير" مع الإخوان، أو تنسبوهما معاً إلى "الانتماء والعضوية" لهم؟!
وهذا إلزام فاسد؛ لأنَّ الفرق بين موقف الشيخ الألباني من الإخوان المسلمين وبين موقف زهير الشاويش لا يخفى إلا على متعصب أو جاهل، وقد أفصح زهير الشاويش نفسه عن موقفه - في رسالته الخاصة لابن طامي - بما لا يدع شكاً في صحة التفريق بين الموقفين.
فقد ذكر ابن طامي في آخر صفحة من رسالته هذه وثيقة مكتوبة وموقعة من زهير الشاويش له خاصة، قال فيها كما في ص19: ((مع إنني منذ سنة 1375ه = 1945م قد ابتعدتُ عن الإخوان المسلمين لا لخلاف معهم في العقيدة، فهم في الشام سلفيون، إنما في المسلك مع الحكام، وانقطعتُ للعمل في الدعوة إلى الله على بصيرة، ونشر الدعوة السلفية، وعليه فإنَّ الزعم بأنني من جماعة الإخوان المسلمين وقد مضى على تأسيسها ثمانين سنة؛ ومرت عليها محن ومصاعب ومعارك مع من ظلمها وخالفها في المعتقد، فهذا لا يعني أن نعيب على كل من كان فيها من أيامها الأولى))، ثم ذكر مرشدها العام حسن البنا وذكر مصطفى السباعي والهضيبي من باب الإشادة بهؤلاء الأوائل!.
أقول:
فزهير الشاويش يعترف أنه لم يبتعد عن الإخوان بسبب خلاف في العقيدة!، ويصف إخوان الشام بأنهم سلفيون!، ويعتقد أنَّ من خالف الإخوان في المعتقد قد ظلموهم!!، ولا يعيب على الإخوان الأوائل مثل حسن البنا والهضيبي ومصطفى السباعي، بل يشيد بذكرهم!.
فهل الشيخ الألباني رحمه الله يعتقد مثل هذا؟!
فإن قال ابن طامي: نعم!، فقد كذب على الشيخ الألباني كذبة ظاهرة لا تخفى على صغار السلفيين!.
وإن قال: لا، فقد نقض إلزامه من أساسه، ودلَّ هذا على الفارق بين زهير الشاويش والشيخ الألباني رحمه الله.
ومما يؤكِّد أنَّ زهيراً هذا كان منتسباً إلى الإخوان المسلمين؛ اعترافه الصريح قبل وفاته بعامين!، حيث ظهر في "قناة دليل" خلال شهر رمضان لعام 1431هـ، في برنامج عنوانه "ذكريات الشيخ زهير الشاويش"، وقد ذكر فيه عدة أمور، لخصها أحد كتاب "ملتقى أهل الحديث!" في مقال بعنوان [ذكريات زهير الشاويش .. أحداث ومواقف]، ومما جاء في تلخيصه لكلام زهير الشاويش:
1- كان الشيخ الألباني رحمه الله على علاقة جيدة مع الشيخ بهجة حتى اختلف معه في صحة حديث، فانحرف عنه الألباني والاستانبولي ظلماً.
2- كان الشيخ الألباني والشيخ زهير الشاويش ممن انتسب إلى حركة الإخوان المسلمين، وشاركوا في ندواتهم واجتماعاتهم، ولم يكن هناك كبير فرق بين حركة الإخوان وحركة الشبان المسلمين في بداية الأمر.
3- من أعظم من عرفت الشام من الخطباء كان الشيخ علي الطنطاوي والشيخ عصام العطار والشيخ مصطفى السباعي.
4- كانت دروس الشيخ الألباني تعقد في بيت الشيخ زهير الشاويش، وللأسف كانت مجالس دروس الشيخ مليئة بالصراخ لا تتسم بما ينبغي أن يكون ما بين التلميذ وشيخه.
5- لم يطبع للشيخ الألباني كتاب في المكتب الإسلامي إلا وقرأه الشيخ زهير، وربما أعمل فيه قلمه بالتصحيح؛ لشدة الشيخ الألباني الشديدة في أسلوبه.
قلتُ: وفي كلام زهير الشاويش في هذا اللقاء المتلفز من المغالطات الواضحة والاعتداءات الصارخة على الشيخ الألباني رحمه الله، لكن حسبنا أن نُبيِّن هنا مغالطته في نسبة الشيخ الألباني رحمه الله إلى الإخوان المسلمين!، ويكفينا في نقض هذه الدعوى ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله نفسه في [مجلة المجتمع عدد (520) بتاريخ 11/5/1401هــ]: ((موقفنا صريح بالنسبة للإخوان المسلمين منذ زمن قديم, منذ أن كان للإخوان حريتهم في سوريا، وكان لهم مقرهم في العديد من المواطن, كنتُ أنا معهم في اجتماعاتهم وفي أسفارهم ورحلاتهم كأني واحد منهم.
وكان من آثار ذلك والفضل لله عز وجل وحده: إنَّ كثيراً من إخواننا - الإخوان المسلمين - تلقوا الدعوة السلفية بكل رحب وسرور؛ ولسنا بحاجة أن نضرب أمثلة كثيرة على هذه الثمرة التي اقتطفناها من صحبتنا للإخوان المسلمين: فحسبنا مثالاً رجلان مشهوران في العالم الإسلامي كله وليس فقط صفوف الإخوان المسلمين, أحدهم: أخونا عصام العطار، والآخر: أخونا زهير الشاويش...)).
قلتُ:
فصحبة الشيخ الألباني رحمه الله الكثيرة الطويلة مع الإخوان المسلمين في اجتماعاتهم ورحلاتهم لم تكن عن انتماء لهم ولا انتساب إلى جماعتهم!، وإنما كانت لدعوتهم ومناصحتهم، وقد أَثمرت هذه الصحبة أُكلَها في بعض المنتسبين للإخوان المسلمين؛ ومنهم زهير الشاويش الذي تلقى الدعوة السلفية من الشيخ الألباني رحمه الله، لكن هذه الصحبة قد يراها الناظر وكأنَّ الشيخ الألباني رحمه الله منهم، وهو ليس منهم.
هذه واحدة.
والأمر الآخر؛ أنَّ زهيراً لم ينقطع تعاونه أو لقاؤه مع الإخوان المسلمين كما يصوِّر ذلك ابن طامي!، وإنما ابتعد عنهم، والابتعاد عن الجماعة لا يعني بالضرورة البراءة منهم ومن الانتساب إليهم!، فليفطن لهذا القارئ البصير.
ولم يكن ابتعاد زهير مع جماعته لخلاف في العقيدة أو المنهج، وإنما لمسلك مع الحكَّام كما صرَّح بنفسه، وأما لقاؤه بهم والتعاون معهم في شتى مجالات الدعوة فلا يزل إلا آخر لحظات حياته!.
ولهذا نلاحظ أنَّ جماعة الإخوان المسلمين في سوريا قد كتبت في نعيه مقالاً خاصاً أشادت به وبينت انتماءه إلى الجماعة، فقد جاء في موقعهم [جماعة الإخوان المسلمين في سورية تنعى الشيخ محمد زهير الشاويش] قالوا فيه: ((ببالغ الحزن والأسى تنقل إليكم جماعة الإخوان المسلمين في سورية نبأ وفاة العالم الجليل الشيخ المجاهد محمد زهير مصطفى الشاويش، مدير المكتب الإسلامي للطباعة والنشر في بيروت، بعد 87 عاماً من الجهاد والغربة والعطاء العلمي في علم الحديث والتحقيق، وهو أحد أبرز رجالات الجماعة ومن الصف الأول فيها...)).
بل جاء في [مركز الدراسات التاريخية - الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين] تحت عنوان [زهير الشاويش ] من إعداد (عبده مصطفى دسوقي) قال في مقدمته: ((محمد زهير الشاويش من مواليد حي الميدان بدمشق 8 ربيع الأول 1344 هـ الموافق عام 1925م، صاحب ومؤسس المكتب الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق عام 1957م، علم من أعلام الدعوة السلفية في العصر الحديث، كان له قصب السبق والريادة في نشر التراث العلمي وتحقيقه، أفنى زهرة حياته في طلب العلم ومجالسة العلماء، وكان من الرواد الأوائل في هذا العصر في حرصه على جمع المخطوطات ونوادر الكتب وتتبعها في مظانها، حتى أصبحت مكتبته العامرة من أكبر المكتبات الإسلامية.
ويُعد الشاويش من قيادات العمل الإسلامي في سورية، وشارك في مقاومة فرنسا بالبارود والنار سنة 1945، وبعدها في فلسطين من سنة 1946 إلى 1949 تحت راية زعيمين مجاهدين؛ هما: الحاج أمين الحسيني، والدكتور مصطفى السباعي.
وقام بالعمل لدى معارف قطر، واختير مستشاراً لحاكم قطر الأمير علي بن عبد الله آل ثاني، وكان عضواً في مجلس النواب السوري عام (1961) الشخصية.
ولقد شارك الإخوان السوريون في أول فرصة سنحت لهم بعد حكم عبد الناصر - وذلك في عهد الانفصال - ومن أشهر من فاز منهم في تلك الانتخابات: الأستاذ عصام العطار والأستاذ زهير الشاويش والأستاذ عمر عودة الخطيب، علما أنهم كانوا قد شاركوا في الأنشطة النيابية في الخسمينات.
وسعته بعد ذلك أرض لبنان فاستقر بها، وأقام مكتبه فيها، وكان منزله مجمع العلماء من أنحاء العالم، وكم التقينا في منزله مع الشيخ الألباني رحمه الله قبل أن يختلف معه، ومع الشيخ عبد الفتاح أبي غدة، والأستاذ الشاعر والسفير: عمر الأميري، ومع الشيخ محمد نصيف، والدكتور محمد سليم العوا، ومع علماء من شتى الأقطار، إلى جوار علماء لبنان: من المفتي الشيخ حسن خالد، والشيخ محمد رشيد قباني والشيخ صبحي الصالح، إلى سائر العلماء، إلى رفقاء دربه من المخلصين: من الشيخ فتحي يكن، والشيخ فيصل مولوي، والشيخ إبراهيم المصري، وغيرهم)).
ثم ذكر في هذه الدراسة من أقوال (زهير الشاويش) حول نشأته وحديثه عن الثورة السورية الكبرى، وأشاد فيها بما أسماه "بطولات النساء" في تصديهن لحواجز الجنود على الطرقات، كما أشاد كثيراً بمواقف محمد الأشمر في مقاتلة الجيش الفرنسي والمعارك التي وقت في ذلك الزمان، وأشاد بالمظاهرة الكبرى - ضد الحكومة بسبب تنفيذ قانون الطوائف المفروض عليها من قبل الفرنسيين - التي خرجوا فيها بقيادة الأشمر وعلي الطنطاوي ومعهم محمد كامل القصاب وبهجة البيطار، ثم تطرق إلى الكلام عن الثورة الفلسطينية وتموينها وإعداد السلاح والذخيرة، وعلاقته مع قادة الإخوان الكبار والتعاون مع أحد الزعماء الروافض من الإيرانيين في الجهاد في فلسطين، كما ذكر ما حصل له ولجماعته من مقاومة ضد الفرنسيين في سوريا عام 1945بالإفرنجي، ومما قاله في ذلك: ((ولما لم يكن عندنا ديناميت لنسف سكة القطار، فقد قمنا بسحب قضبان السكة المذكورة بدءاً من بستان المجتهد – دوار المجتهد حالياً – إلى بستان الطويلة؛ بمساعدة رجال من أهل الحي يعملون في النجارة والحدادة...، كما قمنا بتحويل مجرى نهر القنواتي ونهر الصوف إلى ساحة بستان البندقية، ووضعنا حجارة كبيرة في الطريق، وخربنا الجسر الضيق على نهر الصوف بحيث لم يعد يمكن لأحد أن يمر من هذا الطريق إلا بعد أن يخوض في بحر من الوحل ويتعثر من كثرة الحجارة. وقد حصل ما كان متوقعاً حيث جاءت الحملة من نفس الطريق، وكانت مؤلَّفة من عدد من الخيالة الفرنسيين وبعض المتطوعين، ومعهم عدد من البغال المحملة بالمؤن والذخيرة لإيصالها إلى محطة القطار في منطقة البوابة القدم. وما أن خاضوا في الوحول التي تشكلت في ساحة بستان البندقية، حتى بادرناهم بإطلاق النار عليهم من أماكن ثلاثة، كنا قد اختفينا خلفها في البساتين، فقتل عدد منهم وهرب الباقون عائدين من الطريق التي أتوا منها. وعندما أرخى الليل سدوله سعينا إلى من وقع منهم وتأكدنا من مقتلهم، وأخذنا ما تركوا من البنادق والذخيرة حصاناً وثلاثة بغال بأحمالها من العتاد والمؤونة. وتحسباً من قيام الفرنسيين بعملية انتقام، قمنا بالانسحاب إلى الحي بعد أن اتفقنا مع اثنين من فلاحي بستان البندقية على إخبارنا إذا لاحت لهم بوادر حملة جديدة، لكن الفرنسيين لم يفعلوا أكثر من إرسال من قام بحمل قتلاهم إلى المزة، ولم يعودوا ثانية؛ لأنَّ المعارك اشتدت عليهم في عدد من المناطق)).
ثم في ختام هذه الدراسة قال معدُّها: ((توفي الدكتور زهير الشاويش بعد رحلة طويلة من العلم والجهاد على أرض فلسطين عام 1948م حيث رحل عن عالمنا يوم السبت 1 يونيو 2013م الموافق 22 رجب 1434هـ))، وذكر ألبوماً من الصور لزهير الشاويش مع قادة الإخوان: كالهضيبي والقرضاوي ومصطفى السباعي وعبدالفتاح أبو غدة وأمين الحسيني وحسن خالد وإبراهيم المصري، وصورة عندما كان نائباً في البرلمان، وغير ذلك.
أقول بعد هذا:
هل نصدِّق أنَّ الشاويش نشأ سلفياً قبل ظهور الإخوان المسلمين وأنه لم ينتسب إليهم في حياته كلها؟!
وهل نصدِّق أنَّ علاقته مع الإخوان انتهت منذ عام 1375ه/1945 كما يزعم ابن طامي أو ابتعد عنهم كما يزعم شيخه؟!
أم نصدِّق هذه البينات من كلام زهير نفسه وكلام جماعته وكلام الشيخ الألباني رحمه الله الذي كان سبباً في دعوته إلى المنهج السلفي؟!
إذن فلنترك الجواب إلى القارئ المنصف الذي لم يعر عقله إلى غيره!
وثمة وقفتان في رسالة زهير الشاويش إلى تلميذه ابن طامي:
الأولى: أنَّ الشاويش وصف الإخوان المسلمين في الشام بأنهم سلفيون!؛ وقد كتب عبده مصطفى دسوقي في عام 2010 مقالاً بعنوان [تاريخ الإخوان المسلمون في سوريا]، وذكر فيه مراقبي الإخوان المسلمين منذ نشأتها في سوريا وهم:
1- مصطفى السباعي (1945-1964م)؛ وهو أول مراقب عام للإخوان المسلمين بسوريا ولبنان.
2- سعيد حوى (1979-1982م).
3- عبد الفتاح أبو غدة (1986- 1991م).
4- حسن هويدي (1980) و(1991م).
5- علي صدر الدين البيانوني (1996- حتى الآن).
فالسؤال الذي نطرحه على ابن طامي المدافع عن شيخه: هل هؤلاء سلفيون؟!
لا يرتاب سلفي بصير بأنَّ هؤلاء هم من زعماء الإخوان المسلمين وعلى خطى أستاذهم حسن البنا في: التصوف، وتفويض الصفات وتأويلها، وتهوين مسائل التوحيد والشرك والبدع، والانشغال بالتنظيم الحزبي والسياسة والحاكمية، والدعوة إلى التقريب مع الرافضة، والإخاء مع الأديان، والدعوة إلى حرية المعتقد والعبادة، ومعاداة السلفيين وتشويه دعوتهم، وغير ذلك من الطوام والضلالات الكبيرة.
أفمثل هؤلاء يوصفون بأنهم سلفيون؟!
مــــــالكم لا تنطقون؟!
الثانية: أنَّ الشاويش زعم في رسالته إلى تلميذه ابن طامي أنَّ الإخوان المسلمين تعرضوا إلى محن ومصائب ومعارك قد ظلموا فيها من قبل مخالفيهم في العقيدة!.
فمن هم مخالفوهم؟
هل هم الأشاعرة والمتصوفة والمعتزلة؟ أم هم الرافضة؟ أم هم جماعة التبليغ وحزب التحرير وباقي التنظيمات الحزبية؟ معلوم أنَّ هذه الفرق والأحزاب ليس بينها وبين الإخوان معارك ومحن!، بل هم على وفاق ومودة!.
إذن من هم مخالفوهم؟
لعلَّ الشاويش يقصد الأحزاب الحاكمة في زمانهم أو لعله يقصد السلفيين، والذي يرجَّح الثاني هو قوله: "وخالفها في المعتقد، فهذا لا يعني أن نعيب على كلِّ من كان فيها من أيامها الأولى"، فالأحزاب الحاكمة لم يختلفوا معهم في معتقد وإنما في سياسة الحكم، وقد أخرج زهير نفسه "مسألة الحاكمية" من العقيدة في رسالته هذه فقال: ((قد ابتعدتُ عن الإخوان المسلمين لا لخلاف معهم في العقيدة - فهم في الشام سلفيون - إنما في المسلك مع الحكام)).
فبأي شيء ظلم السلفيون جماعة الإخوان المسلمين؟!
لم يفصح لنا زهير كثيراً عن هذا الظلم!، فلعلَّ تلميذه ابن طامي يفصِّل ما أجمله شيخه!!.
ولكنَّ زهيراً نبَّه على صورة من هذا الظلم!، فزعم أنَّ السلفيين عابوا على أعضاء جماعة الإخوان ولم يستثنوا أوائلهم!
فمن هم أوائل الإخوان المسلمين؟!
أشار زهير - في رسالته الخاصة إلى تلميذه! - إلى أربعة منهم: حسن البنا، الهضيبي، مصطفى السباعي، حسن خالد.
وهؤلاء هم قادة الإخوان المسلمين الذين أَسَّسوا دعائم هذه الجماعة!، فهل يريد منا زهير الشاويش أن نعيب على الأتباع ونعرض عن الرؤوس؟!
وهذا من المعلوم هو خلاف النهج القرآني؛ قال تعالى: ((لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ))، وقال سبحانه: ((وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ، وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)).
وهو خلاف ما أخبرنا به الله عزَّ وجلَّ عن حال المتبوعين وأتباعهم: ((يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ: يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاً. وَقَالُوا: رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاً. رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا))، وقال جلَّ جلاله: ((قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا؛ حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ: رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ، قَالَ: لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ)).
فالسؤال الذي نوجِّهه إلى ابن طامي بعد هذه الآيات القرآنية: هل الإنكار على رؤوس البدعة ومؤسسي الضلالة مما يُعاب عليه السلفيون؟!
أم هل يُعدُّ حسن البنا والهضيبي ومصطفى السباعي من السلفيين؟!!
ونحن نعلم جازمين أنَّ هؤلاء أنفسهم يرفضون الانتساب إلى المنهج السلفي!، بل يصرِّحون في مخالفته ومعاداته!!.
فماذا يقول ابن طامي في رسالة شيخه؟!
إنَّ ابن طامي لم ينتقد شيخه في شيء من رسالته الخاصة!، بل الذي يظهر لي من كلام ابن طامي في هذه المسألة أنه متأثر بكلام شيخه زهير الشاويش من جهتين:
الأولى: قوله في ص7: ((ووظَّف عنده الشيخ ناصر الدين الألباني للقيام بهذه المهمة؛ مع غيره من العلماء السلفيين في الديار الشامية)).
الثانية: قوله في ص8: ((وشيخنا بسماحته كما هو حال غيره من العلماء: ذكر ما عند الإخوان المسلمين من محاسن خاصة ومواقف، وهذا لا يعيبه، فقد قال بمثل قوله جمعٌ من أهل العلم)).
فمن هم هؤلاء العلماء السلفيون في الشام؟!
وما هي المحاسن والمواقف الخاصة للإخوان المسلمين التي تستحق الذكر؟!
ومن هؤلاء الجمع من أهل العلم الذين يذكرون محاسن الإخوان المسلمين؟!
وكيف لا يعاب مثل هذا على شيخك؛ وأنت تصف الإخوان المسلمين بأنهم "فرقة" فقلتَ ص7: ((هل شيخنا من فرقة الإخوان المسلمين))؟!
أم هو منهج الموازنات البدعي؟!
أم الإجمال في الكلام الذي أنكره السلف؟!
هذه عدة أسئلة تحتاج إلى وقفات فيها مع ابن طامي، ولكن لا نريد الإطالة، واللبيب بالإشارة يفهم!
نسبة زهير الشاويش إلى دعاة التقريب مع الرافضة
قال ابن طامي في رسالته هذه ص8: ((وكذلك موقفه من الرافضة وتحذيره منهم؛ وهذا يُبطل قول أنه من زعماء الدعاة إلى "التقارب مع الرافضة"، وما نُقل عن شيخنا في هذا الباب وجهته إلى "مطلق المعايشة"، لا الرضى بمذهب الرافضة والسكوت عن ضلالاتهم)).
أقول:
وهذه طريقة الحلبي وحزبه من أهل التمييع!؛ فقد أنكر السلفيون على علي الحلبي ثناءه على رسالة عمان - الداعية إلى الإخاء والمساواة والتقريب بين الأديان - وإشادته بهذه الرسالة وأنها شارحة لرسالة الإسلام!، فهبَّ الحلبي وأبواقه في الدفاع عنه بدعوى أنَّ الحلبي يعتقد كفر من يدعو إلى وحدة الأديان!، وأنه أنكر على من دعا إليها قبل أكثر من عشرين عاماً!، ثم تحوَّل دفاعهم إلى الدفاع عن رسالة عمان نفسها؛ وأنها خالية من دعوة وحدة الأديان!!، وقاموا بتفسير ما فيها من باطل وضلال إلى حق وهدى بتأويلات متعسِّفة ومعاذير متكلِّفة!!.
وابن طامي مع انحرافات شيخه الواضحة يسير على هذا النهج المبني على الترقيع والتلميع فضلاً عن التضييع والتمييع.
ولم ينقل لنا ابن طامي موقف شيخه من الرافضة ولا تحذيره منهم؟! ومع هذا اكتفى بهذا القول المجمل على رد قول من نسب شيخه إلى دعاة التقريب!، فأين هو من النهج القرآني: ((قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ))؟!
ثم لو ثبت مثل هذا التحذير المشار إليه؛ فهذا لا يعفي شيخك من الإنكار والتشنيع على ما سيأتي بيانه إلا على طريقة من يحمل (المفصَّل = التصريح بالدعوة إلى التقريب!) على (المجمل = التحذير من الرافضة غير المعلوم!)!، بل يدل هذا على تناقض شيخك وتخبطه، إن لم يدل على تقلبه وتلونه، وقد أخرج عبدالرزاق في مصنفه عن معمر عن قتادة - قال معمر: وكتبَ به إلي أيوبُ السختياني - أنَّ أبا مسعود الأنصاري دخل على حذيفة رضي الله عنهما، فقال: أوصنا يا أبا عبدالله، فقال حذيفة: أما جاءك اليقين؟ قال: بلى وربي، قال: ((فإنَّ الضلالة حق الضلالة: أن تعرف اليوم ما كنتَ تنكر قبل اليوم، وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم، وإياك والتلون، فإنَّ دين الله واحد)).
وأما قول ابن طامي: ((وما نُقل عن شيخنا في هذا الباب وجهته إلى "مطلق المعايشة"، لا الرضى بمذهب الرافضة والسكوت عن ضلالاتهم))، فهو من أبطل التأويلات وأسفهها!.
فكلام زهير الشاويش واضح لكل ذي عينين في الدعوة إلى الوحدة والتقريب مع الرافضة، والتحذير من نبش الماضي وإثارة الخلافات، والسكوت عن الإنكار على الطرف الآخر أو الانتقاص من عظمائهم، وفيه التقريب بين وجهات النظر والبناء على ما اتفق عليه من عقائد!.
ولا أُريد أن أطيل في تلخيص كلام زهير الشاويش، بل أنقله إلى القراء بطوله وحروفه وحواشيه ليعرف القارئ ما قام به ابن طامي من ترقيع خطير وتلميع كبير بدعوى أنَّ شيخه الشاويش أراد بكلامه الآتي أن يتعايش السنة والرافضة بسلام وأمان، وأنه لم يقصد إقرار الرافضة على مذهبهم أو السكوت عن ضلالاتهم!
وإليكم أيها القراء المنصفون كلام زهير الشاويش:
قال زهير الشاويش في [محاضرة أُلقيت في مركز البيان الثقافي في بيروت، وطبعها المركز فيما بعد في كتاب عام 1998بالإفرنجي بعنوان "الوحدة الإسلامية والتقريب بين أهل المذاهب"]:
((أجد أنَّ عليَّ أن أطرح سؤالاً على نفسي، وعلى من ينادي بالوحدة الإسلامية مثلي، ويريدها بأقرب وقت، وهو:
كم هو الأمل عندك في حصول الوحدة؟
فأقول: إنَّ تفرقنا كان على مراحل، وسوف نعود أيضاً على مراحل وخطوات، ويوم أن تفككت وحدتنا أصابتها عوامل متعددة دينية، وسياسية، داخلية، وخارجية، واستمر الانشقاق، وارتفعت الخصومات، وأحياناً اشتعلت الحروب.
واليوم ورثنا هذا الركام من الخلافات المنوعة أيضاً، كما ورثنا رغبات صادقة من الآباء وممن سبقنا للوحدة والتقارب؛ بعد أن أحسوا جميعاً بالخسارة العامة، وقد استجاب نفرٌ كريمٌ من علماء الأمة ومفكريها إلى هذا المؤتمر، الذي انعقد في إيران.
وكان قد سبقهم إلى الدعوة إلى تلك الوحدة بين المذهبين: عدد كبير من المصلحين في السير على هذا الطريق، ومنهم المسرع ومنهم المتئد، مع اختلاف الوسائل وسبل عرض الموضوع[1].
وأحب الآن أن أغلِّب حسن الظن عندي على سواه، حتى في الذين كتبوا ودعوا إلى التقارب بأسلوب نبش الماضي، وإثارة الخلافات، ظناً منهم أنَّ ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنَّ أقوالهم وكتبهم تجعل التقارب على قواعد سليمة مبنية على ما فهموا من الكتاب والسنة وأقوال العترة، أو ما تقتضيه الحكمة والعقل والوحدة المتينة، وقد كان في المؤتمر بعض هؤلاء.
بل قد توسَّع بعضهم في المؤتمر وقبله إلى الدعوة لجعل المسلمين كلهم مذهباً واحداً في الدولة والحكم والعقائد والفقه ومختلف الأمور، وكانت له حجته، وهي حق في أصلها، ولكنه ابتعد عند الواقع فذهبت دعوته مع الريح.
ونحن اليوم ندعو إلى بقاء أصحاب كل مذهب على مذهبهم، اللهم إلا ما يجدوه هم بأنفسهم غير مبني على دليل شرعي، وليس فيه أي نفع حسي لهم في دينهم ودنياهم، فيقلعوا عنه وهذا عائد لهم، وفيه الخير لهم.
وعلى هذا مشى الذين عرفناهم في مجال التقريب ودعاته السابقون مع تعدد أقوالهم والاختلاف الجزئي فيها، أمثال: السيد محسن الأمين، والسيد رشيد رضا، والمجتهد الحكيم النجفي، والشيخ كامل القصاب، والشهيد نواب صفوي، المرشد حسن البنا، والمشايخ: محمد التقي القمي، وعبد المجيد سليم، وعلي المؤيد، وأمجد الزهاوي، والبشير الإبراهيمي، والسيد موسى الصدر، والحاج أمين الحسيني رحمهم الله، وذكر هؤلاء مني على سبيل المثال، وإلا فهناك العشرات غيرهم.
وكلنا يعلم: بأنَّ المسلمين اختلفوا وتقاتلوا منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم جميعاً، ولكن كانت دولتهم واحدة، سوى فترات قصيرة، والفتوى بينهم على طريقة واحدة، وهذه كتب الحديث والفقه والتاريخ شاهدة على ذلك.
واليوم نحن ندعو ونكرر إلى عدم طلب: ذوبان فريق في الفريق الآخر؛ لأنَّ هذا مستحيل الآن، وفي المستقبل المنظور.
ولكن الممكن: أن يترك كل فريق منا استفزاز الفريق الآخر، وأن تكون دعوته بالحكمة وبالتي هي أحسن، فلا نرى بعد الآن التحرش من أحدنا بالآخر، ولا نسمح بالطعن بمن يعظِّمه بعضنا، ولا نبش الماضي، وللصوفية كلمة جميلة نافعة: "ذكر الجفا وقت الصفا من الجفا".
وسؤال آخر أطرحه على نفسي وهو:
كيف يمكن توحيد الأمة وتقريب المذاهب؛ وهذه الكتب والمقالات والمواقف تملأ الساحة وفيها من عرض وجهات النظر المختلفة ما فيها، وأكثرها إن لم أقل كلها مشبهة بالمنفر من القول؟
فأقول: والله؛ ما طرقتُ هذا الموضوع إلا عندي منذ زمن بعيد مئات الكتب أو الألوف من كتب الفريقين، وفيها المكفِّر والمضلل والمجهل والشاتم واللاعن لكل ما عند الطرف الآخر، أو بعض ما عنده من: رجال وكتب وحديث ومواقف... إلخ.
وما اطلعتُ عليه منها وجدتُ في بعضه الحق أو شبهة حق تمسك فيها من نقلها، بعد أن أضاف إليها مما عنده من موروثات، وما دفعته إليه العصبية والهوى[2].
ولكن هل تبقى المواقف البائدة تتحكم فينا، فنكون أحياء يحكمهم الأموات والقبور؟!
لا والله، ما هذا اللائق بالعقلاء وأهل الإيمان والغيرة على الإسلام والمسلمين.
ومما شجعني على الدخول في هذا المشروع الخطير ما عرفته من كلام ربنا جل شأنه وحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم وكلام علمائنا من الصحابة الكرام - ومنهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم - ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا.
وآخره ما سمعته من مرشد الجمهورية الإسلامية وقائدها الخامنئي عقب المؤتمر من خطبته الوداعية للوفود، فقد تكلَّم بما ماثل وشابه ما قُدِّم للمؤتمر من دعاة التقريب، وما بُحِثَ وأُقِرَّ في المؤتمر، ولقوله أهمية كبرى عند أحد قسمي الأمة التي نريد توحيدها وتقريب مذاهبها.
وفي كلام رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ هاشمي رفسنجاني في افتتاح المؤتمر، فقد كان كلامه عن الوحدة والإشادة بكل دول العالم الإسلامي، وإعذاره لهم عن مواقفهم مع الاختلاف معهم، ودعوتهم للوحدة والاتحاد؛ كان كلام رجل دولة يعرف ما يقول، وكانت كلمته معبرة عما يجيش في صدر كل مؤمن بوجوب وحدة المسلمين.
وأقول: بأنَّ كل كلام يمكن أن يؤول، أو يحمل على خلاف ما يريد صاحبه، أو يُحرَّف من الناقلين، أو يساء فهمه من السامعين!، ولكن ما لنا ولهذا، نحن نريد دفن الماضي، والبناء من جديد على السليم من عقائدنا والمتفق عليه فيما بيننا.
والمؤتمر مع أنه مؤتمر شعبي؛ فقد لقي التأييد الواضح من القائد الخامنئي ومن رئيس جمهورية إيران وبعض الرسميين.
وقد حمل مندوب سورية الدكتور الشيخ إبراهيم حسن النقشبندي تحيات سورية قيادة وحكومة وشعباً، كما حضر حفل الافتتاح السفير السوري.
وحضر ممثلون عن كبريات الجماعات الإسلامية في العالم مثل الباكستان، والهند، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، والجاليات في أوروبا وأمريكا، ومثل الجماعة الإسلامية في لبنان سعادة الدكتور النائب فتحي يكن، وكان لمذكرته ومداخلاته وكلمته باسم كل المشاركين في المؤتمر الأثر الطيب النافع الهادف، كما حضر من لبنان القاضي الدكتور مصطفى الرافعي، وحال مرضه دون متابعة المناقشات بما هو مأمول منه لعلمه واطلاعه.
وفي المؤتمر جرت المداولات بحرية حول النقاط الكبرى، ولم يُدخَل في التفاصيل لضيق الوقت وللرغبة في اللقاء على الأهداف ما أمكن، غير أنَّ بعض الحضور أَدخل في كلامه جزئيات أوجبت الرد عليها وتوضيح المواقف منها.
وهذه الجزئيات كانت في حقيقتها من التاريخ الماضي الذي كلنا شكونا منه، ونراه سبب تفرقنا وتقطيع إخوتنا الدهور الطويلة، وكان في كلام ومداخلات الدكاترة فتحي يكن وفاروق النبهان وعدنان البخيت محمد القيسي والشيخين النقشبندي والمدني[3]، وفي مشاركتي ردُّ الحق إلى نصابه، ووضع الأمور في مجراها الطبيعي.
وكان الفضلُ في أكثر ذلك إلى القيادة الحكيمة التي تولاها الأمين العام لمجمع التقريب سماحة الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني، وسماحة الشيخ التسخيري.
وقد لاحظنا غياباً سنياً رسمياً، وانعدام علماء وفقهاء المذاهب المراد التقارب معها، مما دعاني للبحث مع المسؤولين عن المؤتمر في ذلك الأمر، فتقرر إقامة مؤتمر فرعي في منطقة أذربيجان الغربية في بلدة (أورمية) الحدودية.
وضم هذا المؤتمر عدداً كبيراً من علماء الأكراد (الشافعية) والأتراك، والبلوخستان، والتتار، والتركمان (الحنفية) والعجم (الشيعة)، ووجدتُ هناك بين المشاركين والزوار بعض السلفيين الأثريين من خريجي المعاهد في سورية، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة[4].
وفي هذا المؤتمر الفرعي؛ كانت الأبحاث أوضح وأصرح لمشاركة أهل البلاد فيها، ومعرفتهم بأمور بعضهم بعضاً، وكان من نتيجة ذلك: أن رافقنا إلى طهران عدد كبير من أهل السنة والجماعة، وشاركونا في جلسات المؤتمر، وفي نهاية المؤتمر استقبلهم مرشد الجمهورية الإيرانية بحضور رئيس الجمهورية ورئاسة القضاة وعدد من القيادات، وبحث معهم شؤون مناطقهم ومذاهبهم[5].
وكانت الرحلة إلى أذربيجان موفقة بفضل الله، ذهبتُ إليها مع مفتي الحسكة، والشيخ آية الله معرفتي؛ وهو من أعقل الناس، ورغبته في تقريب المذاهب واضحة جلية صادقة، والدكتور محمد حسن عميد كليات الإلهيات، ومعنا الشيخ آية الله جنابيتي، وكانت الآراء التي طرحها باللغة الفارسية وقصور في الترجمة - مع أنه ورفاقه يحسنون العربية! - محل ردات فعل عاجلة وسريعة من علماء تلك المناطق.
ثم كان في كلامي المتواضع تصويب المسار، وتصحيح ما أثاره، والتقريب بين وجهات النظر، ولكلمة فضيلة الشيخ النقشبندي الصدى المستحسن، والحمد الله.
وقد وجدنا من العلامة الشيخ الموسوي - مندوب القائد في المنطقة - ومن سعادة المحافظ وباقي علماء الشيعة التجاوب الكبير.
وحضر معنا نواب المنطقة في البرلمان الإيراني ومجلس الشورى من الأكراد طوال الوقت، وكان لهم المشاركة والرأي في كل القضايا التي جرى تداولها.
الأمر الذي دعاني لعقد الأمل على تجمعهم ووحدتهم في تلك المناطق التي أخرجت بطل الإسلام الكبير السلطان الفاتح صلاح الدين الأيوبي الكردي الذي حرر القدس وأكثر فلسطين، ووحَّد الأمة، وأُستاذه الممهِّد له الحاكم العادل التقي نور الدين محمود زنكي التركي، لأقول لهم من كلام طويل: أنتم يا سكان هذه المنطقة عليكم الأمل معقود معكم في تحرير فلسطين مجدداً، كما حررت على أيديكم سابقاً، ودعوتهم إلى التمسك بمذاهبهم والتعاون مع إخوانهم؛ فإنَّ الذوبان يضيع المقومات، ودعوتهم إلى العلم والتعلم في العقائد والفقه وجميع العلوم[6].
بقي أن أقول لكم: بأنَّ مناطقهم ما زالت مناطق حربية، فالطرقات مخربة، والمطار منسوف، والسلاح ظاهر مكشوف!.
وانتقلنا من طهران إلى مطار حربي قرب مدينة تبريز بطائرة حربية من مطار حربي قريب من طهران، ثم قطعنا مسافة 100 كيلومتر في سيارات وعبر طرقات شبه معبدة، وركبنا بعد ذلك في عبارة بالبحيرة لمدة نصف ساعة، وهي بحيرة كبيرة طولها (125) كيلومتراً، وماؤها ملح أُجاج ولا حياة فيها، تشبه البحر الميت، وبعدها مشينا في طرق ترابية (60) كيلومتراً.
ومن واجبي الآن أن أشكر الحكومة الإيرانية على ما أتاحته لنا في هذه الزيارة من الاجتماع بإخواننا أهل السنة والجماعة في مناطقهم الأصلية، والحديث معهم بحرية وصراحة.
وأقول لكم: إنَّ المقررات لا تشمل تماماً كل ما جرى في المؤتمر!، فإنَّ بعض الأبحاث لم نتوصل فيها إلى نتائج تصاغ في فقرات[7]، ولكنها بُحثت، وسمع كل فريق ما عند الفريق الآخر، وما لم يقبله ويتفق عليه أخذ بعين الاعتبار.
ووجدتُ آراء كل فريق مؤيداً بل مؤيدين لها من الفريق الآخر؛ السني أو الشيعي، وهذه القضايا اجتمع لها ما لا يقل عن خمسين عالماً إخصائياً بعلم ما من إخواننا الشيعة الكبار، وكل واحد منهم بمنزلة "مجتهد" و "حجة" في العلوم الشرعية[8].
أما الذين شاركوا فيها من أهل السنة فهم - في الغالب - رجال فكر، وزعامات سياسية، وإصلاح اجتماعي[9])) انتهى كلامه.
وهذه حواشي كلامه أيضاً:
[1] وأنا وإنْ ذكرتُ المعوِّقات، فإنَّ وحدتنا قادمة، ولن يقف في وجهها التعصب القومي والأنظمة الاقتصادية ولا الإيديولوجيات المستوردة، فإنها لن تكون المعوقات في المستقبل، وهذا الاتحاد السوفيتي انهار أمام أعيننا، وما أن أزاله الله حتى رجع المسلم إلى مسجده، وكل ذي دين إلى دينه.
[2] وفي بعضه تحميل كلام الخصم ما لا يحتمل!!، إن لم أقل غير ذلك.
[3] وهو عالم متمكن من بلوخستان، وهو موظف كبير في الرئاسة الدينية في الجمهورية الإيرانية.
[4] فقلت لهم: يا مرحباً برائحة الأهل.
[5] وقد نشرت الصحف أخبار تلك المقابلة، وعلمتُ أنَّ فخامة رئيس الجمهورية زار منطقتهم بعد أسبوعين، وافتتح في (أورمية) عدداً من المدارس الشرعية، وتم إصلاح المطار، واجتمع مع زعماء الأكراد، لتوحيد الجهود ومنع الاقتتال، وممن بحث معهم في (أورمية) الزعيم البرزاني، وفي طهران الزعيم الطالباني.
[6] كما بحثتُ معهم ومع الإدارة مدهم بكتب العلم من الحديث والفقه.
[7] ولعل أكبر سبب هو غياب فقهاء المذاهب السنية.
[8] ومنهم على سبيل المثال الباحث الصلب الحجة: مرتضى العسكري، صاحب المؤلفات الكثيرة، وقد أَنِستُ بمجالسته، مع التباعد والاختلاف في الرأي.
[9] ولعل طريقة عقد المؤتمر لم تظهر ما عندهم من علم شرعي أو حديثي وفقهي.
أقول بعد كلام زهير وحواشيه:
هل يعدُّ زهير الشاويش من دعاة التقريب أم لا؟!
وماذا يُقال في تأويل ابن طامي لكلام شيخه هذا بأنه ليس فيه السكوت عن الرافضة والتقارب معهم، وإنما مقصوده منه مطلق المعايشة؟!
نترك الجواب لكل قارئ غير متعصب ولا مميع!.
وقد نعى حسن الصفَّار - الرافضي الخبيث - الشاويش في موقعه الخاص بتاريخ [9/6/2013] جاء فيه: ((إنَّ الراحل الشاويش كان ملتزماً بالمنهج السلفي، وكان منفتحاً على الآخرين من علماء المذاهب الإسلامية، حيث كان وثيق الصلة والعلاقة بالإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله))!.
ويكفينا في الردِّ على ما قاله زهير وأمثاله من دعاة التقريب؛ ما قاله العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله - المنشور في موقعه الخاص - في ختام أجوبته على أسئلة أبي رواحة:
((أحثُّ الطلابَ أن يهتمُّوا بكتاب الله فيحفظونه، وأن يهتمُّوا بحفظ سنَّة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأن يهتمُّوا بفهم ووعي كتاب الله وسنَّة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفهم السلف، وفهم مواقفهم من أهل السنَّة، ومدى احترامهم لهم، وذبهم عنهم، وإكرامهم لهم، ومواقفهم من أهل البدع ولاء وبراء ونصحًا وتحذيرًا.
وأحثُّ السلفيين على الحفاظ على هذا الأصل الذي إنْ ثبت حُمي الإسلام، وإنْ انهار وسقط تضرَّر الإسلام والمسلمون "مبدأ الولاء والبراء"، الذي نادى أهل الباطل بإسقاطه، واخترعوا لإسقاطه منهج الموازنات، فأول سدٍّ ينهار هو سدُّ الولاء والبراء؛ الذي أرى فيه حماية لدين الله الحق؛ لعقائده ومناهجه.
هذا أمر مهم، يجب أن يهتمَّ به السلفيون، لأنَّ هذا السدَّ لَمَّا انهار جاءت الدعوة لوحدة الأديان، لأنه انهار سد الولاء والبراء، وجاءت دعوة التقريب إلى الروافض؛ وأذكر مع الأسف أنّي لَمّا كنتُ بالرياض قُدِّم لي كتاب فيه المناداة - من أحد الإخوان المسلمين الذين يدَّعون السلفية ألا وهو زهير الشاويش - ينادي فيه بالوحدة الإسلامية الشاملة التي يدخل فيها الموحِّدون أي الدروز، عرفتم.
فلمّا انهار هذا السد العظيم؛ سد الولاء والبراء، الذي يحمي الإسلام، وصل أهل الأهواء إلى هذا المنحدر، الدعوة بأنَّ النصارى إخواننا!، ولا يجوز الاعتراض علينا!، والدعوة إلى إقامة الحزب الإبراهيمي الذي يشمل أهل الديانات السماوية!؛ إخواننا اليهود!، وإخواننا النصارى!، بل الدعوة إلى وحدة الأديان!، كما عُقدت مؤتمرات في إحدى دول الإخوان المسلمين مع الأسف الشديد، كلُّ هذا نتيجة لهدم أصل الولاء والبراء.
فعلى أهل السنَّة والجماعة أن يكونوا على مستوى الأحداث، وأن يدركوا مكايد أهل البدع.
ومن هنا نستحضر ما سلف من الأسئلة عن المقولة: بأنَّ أهل البدع أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى، ألا ترون بهذه النداءات وبهذه الدعوات وبهذه المؤتمرات أنّه حقًّا وضح لنا أنهم أخطر على الإسلام والمسلمين من الأعداء الخارجيين؟!
لأننا كما قلنا غير مرَّة: إنَّ المسلم مهما بلغ في السخف لا ينخدع باليهود والنصارى، حتى إنَّه قد لا يقبل الحقَّ منهم لسوء ظنِّه بهم، وعدم ثقته فيهم، بينما قد يُخدع بأهل البدع والضلالات؛ ولاسيما أصحاب الشعارات البراقة مثل الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ.
قد ينخدع وانخدع الكثير والكثير من أهل السنَّة ومن أهل التوحيد، انخدعوا بهؤلاء، فلحق بالإسلام وبشباب الأمة من الأضرار ما لا يحصيه إلا الله.
وظهر مصداق ما قال هؤلاء الأفذاذ من أئمة الإسلام: أنَّ أهلَ البدع أضرُّ على الإسلام من أعداء الإسلام الخارجيين)).
وفي ختام رسالتي هذه، أنقل لكم أيها القراء كلاماً لأحد مشرفي موقع "الكل إلا السلفيين" يُبيِّن فيه موقفه من زهير الشاويش شيخ ابن طامي!:
قال عمر الخالدي (الكرخي!) في مقال بعنوان [الشيبة(!) زهير الشاويش وموقفه من إخوانه الروافض وبقية أهل البدع...] بتاريخ (18/6/2011 بالإفرنجي): ((مع أنَّ الموضوع مَرَّ عليه زمن، لكن البعض لا يزال إلى الآن يصدِّر هذا الشيبة على أنَّه من العلماء وأهل الحديث السلفيين!، مع أنك كما ستراه في الرابط أسفله: يدعو إلى وحدة وتقريب المذاهب، ويصف الرافضة المعاصرين بأنهم (إخوانه)؛ ويستدل بكلام لأهل العلم في عدم تكفير أهل القبلة، ويجعله مسوِّغاً لتصرفاته وأقواله في المداهنة لأهل البدع الكفرية وغير الكفرية، فتراه يثني على إمام من أئمة الروافض محمد مهدي شمس الدين ويترحم عليه، ويثني على حسن الصفار الرافضي وعلى كتابه (نحو علاقة أفضل بين السلفيين والشيعة)!، بل أكثر من ذلك: أنه يزعم بأنَّ أهل السنة والشيعة متفقون في الأصول!، بل ومن طوامه التي تهون أمام ما سبق: تصنيفه محمد الغزالي وحسن البنا وحسن خالد وعبدالمجيد سليم ومحمد شلتوت ومحمد رشيد القباني ضمن قائمة علماء أهل السنة والجماعة!، ويجزم لبعضهم بالشهادة!، وفي المقابل: تراه كلما سنحت له فرصة للنيل من شيخه وشيخ السلفيين في هذا العصر "الإمام الألباني" اهتبلها ولم يفوِّتها!، هداه الله، وختم له بالحسنى))، وذكر في آخر كلامه رابطاً على صحة ما قاله في الشاويش، لكنه لم يعمل عندي.
أقول:
فهذا كلام مميع من مميعة الحلبي ومشرفيه المعروفين في زهير الشاويش!
فما بال ابن طامي؟!
إنَّ ابن طامي بين أمرين لا ثالث لهما:
- إما أنه لا يعرف حقيقة "زهير الشاويش" ولا ما تقدَّم من نقول عنه في رسالتي هذه!، وهذا يُعذر به لو كان، ولكنه بعيدٌ جداً!، فهو شيخه المتابع لأحواله والمدافع عن أوحاله، وإذا كان حقاً لا يعرف ذلك: فكيف يكتب رسالة في "جهود زهير الشاويش" وهو لا يعرفه، فضلاً أن يدفع عنه "الإخوانية" و "التقريب مع الرافضة"، وأن يحكم له ضد الشيخ الألباني رحمه الله في خلافه معه.
- وإما أنه يعرف ذلك كله؛ فهو بين حكمين: إما أنُه متعصبٌ لشيخه الذي أجازه بالأسانيد!؛ فيكتم ضلالاته ويرقع انحرافاته وينتصر له بالباطل من أجل ذلك!، وإما أنه متأثرٌ به في هذا الانحرافات الكبرى أي معاداة الشيخ الألباني رحمه الله، والإخوانية، والدعوة إلى التقريب مع الرافضة، ولهذا يحاول التهوين من هذه المسائل والتماس المعاذير لشيخه فيها.
وقد جاء في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: قال عثمان بن إسماعيل السكري سمعتُ أبا داود السجستاني يقول: قلتُ لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة، أترك كلامه؟ قال: ((لا، أو تُعْلِمه أنَّ الرجل الذي رأيتَه معه صاحب بدعة؛ فإن ترك كلامه فكلِّمه، وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود رضي الله عنه: المرء بخدنه)).
قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله معلِّقاً على هذه الرواية كما في [القول البليغ ص230]: ((وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين، ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأنَّ التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم: فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به؛ من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم: فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات؛ فإنْ لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم فإنه يُلحق بهم، ويُعامل بما يُعاملون به)).
وسُئل الشيخ ابن باز رحمه الله - وابن طامي ينتسب إليه كما يزعم! - كما في شريط مسجَّل في تعليقه على كتاب [فضل الإسلام]: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم؛ هل يلحق بهم؟! فأجاب: ((نعم ما فيه شك، مَنْ أثنى عليهم ومدحهم: هو داع لهم، يدعو لهم، هذا من دعاتهم!، نسأل الله العافية)).
وأخيراً:
فإني أنصح (بدر بن طامي العتيبي) أن يكفَّ عن الثناء على زهير الشاويش، وأن يرجع عن ثنائه القديم، وأن يُبيِّن انحرافات زهير ويردَّ عليها، وأن يكفَّ عن الثناء على أهل البدع أو الدفاع عنهم كمحمود الحداد وعبدالله السعد، ويرجع عما ذكره في بيانه ضد الشيخ أحمد بازمول وفقه الله وما فيه من تقريرات باطلة، وأن يكف لسانه عن التعرض في الشيخ الألباني رحمه الله سواء كان في عقيدته أو خلافه مع أهل الزيغ، وأن يُبيِّن فضله ومكانته وجهوده في نصرة العقيدة السلفية وقمع البدع ونشر السنة والعلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن لم يرجع عن ذلك ويُبيِّن موقفه الصحيح مما تقدَّم ذكره فلا يجد من السلفيين إلا التحذير منه والكلام فيه، ولا يلومنَّ إلا نفسه.
هذا آخر ما أردتُ بيانه في هذه الرسالة، وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يهدينا إلى سواء السبيل، وأن يجنبنا مضلات الفتن وشبهات الزائغين وتلبيسات المتخبِّطين، وأن يرزقنا الإخلاص والسداد وحسن الختام.
كتبه
أبو معاذ رائد آل طاهر
الأول من ربيع الأول لعام 1435 ه
الثاني من الشهر الأول من عام 2014 بالإفرنجي
سحاب السلفية
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
طالب العلم غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 08-20-2015 - 10:02 AM ]

بدر بن طامي يشكِّك في عقيدة الإمام الألباني في مسائل الإيمان
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ــ حفظه الله تعالى ــ في محاضرة (الثبات على السنة) نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة(وهؤلاء الحدادية يعتبرون من الدعاة إلى البدع جاءوا بأصول يرفضها الإسلام وتحارب السنة وتحارب منهج السلف وطعنوا في أئمة الإسلام ,الحداد بدأ بابن تيمية وثنَّى بابن أبي العزّ وبابن القيم واستمرَّ هكذا لا يتولى أحد من أهل السنة أحدًا إلاَّ وطعنوا فيه وطعنوا في علماء السنة المعاصرين فطعنوا في الشيخ أحمد النجمي والشيخ زيد في الجنوب فمن يقوم بالسنة ؟!
وطعنوا في علماء أهل مكة والمدينة فمن يقوم بالسنة ؟!
حرب على السنة طعنوا في كلِّ سلفي لا يوافق الحدادية كلهم طعنوا فيهم وشوهوهم وشوَّهوا أصولهم وجاؤوا بأصول فاسدة مناهضة لمنهج السلف فهم امتداد للإخوان المسلمين بل هم أسوأُ من الإخوان المسلمين ,ويخدمون أهل البدع جميعاً وحرب أهل السنة هدف لهم, كيف –يا أخي-ما تترك سلفي ؟!، خمسة ستة في مكة وعشرة في المدينة في الدنيا كلها ما تركوا السلفيين لا في مكة ولا في المدينة ولا في الطائف وفي جدَّة كلُّ واحد يقدم خيرا ويذبُّ عن السنة طعنوه ,هل هؤلاء أهل سنة ؟!
يقولون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةكَذَب ,كَذَب .. ) يحكمون عليهم بالكذب يفترون عليهم ومنه رمينا نحن بأننا مرجئة عند هؤلاء الأفَّاكين .
ووالله لا يحاربون الإرجاء ولا يصدقون في شيء أبدا ؛إنَّما استلوا الإرجاء سلاحا على أهل السنة لأنَّهم بينوا ضلالهم وضلال ساداتهم وأسلافهم وسلوا سيف الإرجاء وسيف الكذب وسيف الفجور على أهل السنة.
فاحذروهم ومن انخدع بهم فليتق الله في نفسه فوالله لقد وضُحَ أمرهم فلا عذر لكم ولا شبهة لكم .
إنَّهم كذابون كذابون كذابون ,وكل يوم يفضحهم الله بالكذب ,-والله- بعض الكفار يخجلون من الكذب وهم لا يخجلون، وكلما بيَّنتَ كذب زعمائهم وخياناتهم ازدادوا تشبثا به وبأصولهم وبأباطيلهم.
أين العقول ؟! أين الدِّين ؟! أين الخُلُق ؟!
فافهموا هؤلاء واحذروهم وحَذِّرُوا الناس من ضلالهم وشرِّهم -وفقكم الله-.
فنحن ندين الله بما في كتاب الله وسنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في كلِّ العقائد والأحكام والحلال والحرام والصغيرة والكبيرة وشعب الإسلام والإيمان : كل ذلك ندعو إليه ونموت دونه .
كيف نحن مرجئة ؟! ونحن نحارب الإرجاء ونحارب غيره والذي يُقَصِّرُ في العمل نبيِّن له وندعوه إلى الحقِّ فكيف نكون مرجئة ؟! - قاتلهم الله- " انتهى كلامه حفظه الله تعالى)).
مقال: الحداديون امتداد للإخوان المسلمين بل هم أسوأ من الإخوان المسلمين قاله الشيخ ربيع حفظه الله
بدر بن طامي يستميت في الدفاع عن زهير الشاويش الإخواني داعية التقريب
قال الشيخ ربيع -حفظه الله- : ((وجاءت دعوة التقريب إلى الروافض، وأذكر مع الأسف أني لـمّا كنت بالرياض قدِّم لي كتاب فيه المناداة _من أحد الإخوان المسلمين الذين يدّعون السلفية ألا وهو زهير الشاويش_ ينادي فيه بالوحدة الإسلامية الشاملة التي يدخل فيها الموحدون؛ أي: الدروز))
"أجوبة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي السلفية على أسئلة أبي رواحة المنهجية " ( ص/59 ).
انظر: مقال الشيخ ربيع -حفظه الله-:(حقيقة دعوة الأخوان المسلمين-نموذج آخر من تعامل الأخوان من الكفار- الوحـــدة الإسلامــية والتقريب بين أهل المذاهب محاضرة ألقيت في : مركز البيان الثقافي، الشيخ زهير الشاويش الدكتور سعود المولى، ويليها السنة بين موازين الكتب الستة والأصول الأربعة ومجال التقارب، بقلم زهير الشاويش). http://www.rabee.net...47&pid=3&bid=53
وانظر: زهير الشاويش - الإخواني - ومؤتمر الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية، تحت رعاية الشيعة الرافضة بطهران
http://www.sahab.net...howtopic=126966
كذب الشاويش على الإمام الألباني في كونه منتسباً إلى الإخوان المسلمين
قال الإمام الألباني -رحمه الله-: ((وإذا كان لي من كلمة أقولها بهذه المناسبة فهي أنه قد أتصل بي بعض (التجار) الصحفيين، محالا أن يجرني بكلمات معسولة إلى الدخول في حلبة الرد على المخالفين؛ وذلك بأني فرد لي – كما قال – زاوية خاصة ! وكنت أود – لو كان عندي فراغ من الوقت – أن أستجيب لتلك الرغبة، لولا يقيني أن جل هذه الصحف – إن لم أقل: كلها – لا يهمها إحقاق الحق، أو إبطال الباطل، بل هي تنشر كل ما هب ودب مما هو ظاهر البطلان.
ولا أدل على ما قلت من نشر إحدى هذه الصحف مقالة ذاك (المجاهد) المزعوم، والناشر لصورتي اختلاسا؛ حيث عنون – هو أو القائم على النشر؛ وأحلاهما مر – المقال المشار إليه، وبالحرف الكبير: " الألبانيكان من الإخوان المسلمين"!!، والقاضي والداني يعلم أننا لا نؤيد كل هذه التكتلات الحزبية، بل نعتقد أنها مخالفة لنصوص الكتاب والسنة.. وإلى غير ذلك من أكاذيبه وافتراءاته)).[من مقدمة الإمام الألباني لكتاب ماذا ينقمون من الشيخ الألباني؟! لمحمد إبراهيمشقرة! في مسألة الهجرة من فلسطين].



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML