بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رقة عبد الملك بن مروان:
إن والله من فكر في هذه الآية وعصى مولاه بعد ذلك لقد ضل ضلالا بعيدا وأنشدوا:
بكيت على عظم الذنوب وغزرها***وما قل من يبكي لعظم سؤاله
تفكر في عظم السؤال وهوله***وتندب دهرا زاد قبح فعيله
لعل إله العرش يرحم عبده***ويمنحه في الحشر طول وصاله
ويغفر ماقد كان في طول جهله***ويسكنه بالعفو دار جلاله
وإن نظر الرب العظيم جلاله***فذاك جسيم من جزيل نواله
{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} تجد والله كل نفس ما قدمت في الأيام ،من الطاعات والإجرام، ذلك يوم المصائب ويوم النوائب ، ويوم العجائب،يوم هتك الأسرار،يوم تسعر فيه النار،يوم يفوز فيه الأبرار،ويندم فيه الفجار،وتعرض العباد على الواحد القهار،فالعجب كل العجب ممن قطع عمره في الأغفال،وضيع أيامه في المحال،وأفنى شبابه في الضلال،ولم يعمل بما في كتاب ذي المجد والجلال، قال الله الكبير المتعال: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا}،ويقول الله تعالى : يا بن آدم تطلب موعظة ساعة وتقيم على الذنب سنة؟.
وأنشدوا:
مابال قلبك باللذات قد شغفا***وعن فوات صواب الفعل ما أسفا
وقد توعده الجبار خالقنا***وبالذنوب وبالعصيان قد كلفا
المصدر :
كتاب بستان الواعظين
للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي منقول