🔸قال القحطانيُّ(١):
كُن حلس بيتك إن سمعت بفتنةٍ...
وتوقّ كل مُنافـقٍ فتـــان...
🔹وقال العلّامة ابنُ القيّم-رحمه الله-فالحمدُ لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وخصّهم بكمال العقول، وصحة الفطر، ونور البرهان، وجعلهم هداةً مهتدين مُستبصرين مُبصرين، أئمة للمتقين، يهدون بأمره، ويبصرون بنوره، ويدعون إلى داره، ويحاربون كلّ مُفتن فـتّـان)(٢). 📌 عجباً لمن يتكلّف قائلاً: فـتّـان وإن كانت قدحاً إلا أنه (لا يلزمُ)! أن تكون جرحاً مُفسّراً!
قلتُ: منعُك -يا هذا- لِلّزوم بُطلان، ودعوى مجرّدةٌ عن البرهان، وحسبي متمثّلاً بما قاله العلّامة ابنُ القيّم(٣):
منع اللزوم وما بأيديكم سوى...
دعـوى مجردة عن البرهان...
لا يرتضيها عالـمٌ أو عاقلٌ...
بل تلك حيلة مفلس فتّان...
فلئن زعمتم أن منع لزومه...
منكم مكابرة على البطلان...
🔸وقال العلّامة محمد تقي الدين الهلالي-رحمه الله في معرض ردّه على بعض الفتّانين- ( ليس علينا أن نجيب عن المسائل الفرعية التي ذكرها المفتون الفتّان، لأنه لا يجوز له الإفتاء والانتقاد لأنه: عامي، جاهل، مقلد )(٤)
تأمّل (فـتّـان) في كلام القحطاني جاءت نعتاً للمُنافق!
وفي كلامي ابن القيّم: هو المفلس، ذو المقالة المجرّدة عن البرهان، ويُحاربُه أولي العرفان.
وفي كلام تقي الدّين: هو من لا يجوزُ له الإفتاء، ولا الانتقاد.
واللهَ أسألُ أن يُعيذنا -جميعاً- من الفتّانين وفتواهم، ويكفّ عنّا شرّهم وأذاهم.
ــــــــــــــــ
(١) نونيّة القحطاني.
(٢) (الصواعق المرسلة).
(٣) النونيّة.
(٤) (الحسام الماحق على كل مشرك ومنافق).