السؤال:
جاء في الحديث الصحيح وصفُ جبريل عليه السلام بالناموس(?- أخرجه البخاري في «بدء الوحي»: (3)، ومسلم في «الإيمان»: (422)، وأحمد: (26616)، من حديث عائشة رضي الله عنها)، بينما يُطلق لفظ الناموس في منطقتنا على البعوض، فهل في مثل هذا الإطلاق محذور شرعي؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالمرادُ بالناموس لغةً هو صاحب سِرُّ الإنسان، ويطلق على الجاسوس؛ لأنه صاحب سرِّ الشرِّ، وإنما أراد في الحديث بالناموس الأكبر جبريل عليه السلام؛ لأنه صاحب سرِّ المَلِكِ سبحانه، فخصَّه اللهُ تعالى بالوحي والغيب اللَّذَين لا يطَّلع عليهما غيرُه. قال ابن دريد: «كُلُّ شيء سترتَ به شيئًا فهو ناموس له»(?- «مقاييس اللغة» لابن فارس: (5/481))، ويُستعمل الناموس أيضًا في المكر والخداع والتلبيس؛ لأنَّه يسترها ويخفيها.
قلت: ولعلَّ إطلاق تسمية الناموس على مكمن البعوض وأماكن استتاره فيه أوَّلاً، ثمَّ استعيرت فيه.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 8 ربيع الثاني 1427?
الموافق ?: 5 مـاي 2006م
http://www.ferkous.com/rep/Ba30.php
--------------------------------------------------------------------------------