سلسلة [ أحاديث من كلمتين - مع شرحها ] للشيخ مصطفى مبرم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد مبرم -حفظه الله تعالى- :
•°• الحديث الأول •°•
● عن أبي هريرة -رضي الله عنه- : «العَينُ حَقٌّ» (١)
قال الخطابي [ ت ٣٨٨ ] : " أي: الإصابة بالعين حقُّ وأن لها تأثيرًا في النفوس والطباع إبطالاً لقول من يزعم من أصحاب الطبيعة أنه لا شيء إلا ما تدركه الحواس والمشاعر الخمسة وما عداها فلا حقيقة له ". اهـ (٢)
وقال ابن عبد البر [ ت ٤٦٣ ] : " وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ يُتَأَذَّى بِهَا ". (٣) ، وقال : " العين حق ، وأنها تصرع وتودي وَتَقْتُلُ ". اهـ (٤)
وقال الحافظ [ ت ٨٥٢ ] : " أي الإصابة بالعين شيء ثابت موجود ، أو هو من جملة ما تحقق كونه ، قال المازري: أخذ الجمهور بظاهر الحديث ، وأنكره طوائف المبتدعة لغير معنى ، لأن كل شيء ليس محالا في نفسه ، ولا يؤدي إلى قلب حقيقة ، ولا إفساد دليل ، فهو من متجاوزات العقول ، فإذا أخبر الشرع بوقوعه لم يكن لإنكاره معنى ، وهل من فرق بين إنكارهم هذا ، وإنكارهم ما يخبر به من أمور الآخرة ". اهـ (٥)
يفسره حديث أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: " رَأَى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي بَيْتِي جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ (٦) ، فَقَالَ: اسْتَرْقُوا لَهَا ، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ (٧) ". وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عبر عن العين بالنظرة .
هذا وقد قرر كثير من أهل العلم بأنها تصدر من نفس خبيثة (٨) ، وفي ذلك نظر ؛ قال ابن عبد البر : " وَفِيهِ أَنَّ الرَّجُلَ الصَّالِحَ قَدْ يَكُونُ عَائِنًا وَأَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ بَابِ الصَّلَاحِ وَلَا مِنْ بَابِ الْفِسْقِ فِي شَيْءٍ ". اهـ (٩)
وفي ذلك قلت :
فالعين حق ولها تأثير ••• يجري بما قدره القدير
وليس شرطا كونه شرير ••• قد قرر النمري ذا التحرير
دليله الوقوع في الصحابة ••• كعامر كما روى ابن ماجه (١٠)
انتهى.
__________
⚠️ الحواشي /
(١) كذا رواه مسلم (٢١٨٧) ، وأبو داود (٣٨٧٩) ، وابن ماجه (٣٥٠٧) . ورواه البخاري (٥٧٤٠) وزاد « ونهى عن الوشم » ، وانفرد به مسلم (٢١٨٨) عن ابن عباس وزاد « ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا »
.
(٢) أعلام الحديث (٢١٣١/٣).
(٣) الاستذكار (٤٠٣/٣).
(٤) التمهيد (٢٣٧/٦).
(٥) فتح الباري (٢٠٣/١٠).
(٦) السفعة: " بسين مهملة بعدها فاء ثم عين مهملة أي نظرة بعين من الجن ، وقيل: علامة وأراد بالنظرة العين يعني أن بها عينًا أصابتها من الجن ، وقيل: عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح " اهـ.
شرح السنة للبغوي (١٦٣/١٢) ، وكشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح للمناوي (٩١/٤).
(٧) أيْ: " أُصِيبَتْ بِالْعَيْنِ ". قاله : الحافظ في الفتح (٢٦٦/١٦) . والحديث في البخاري (٥٤٠٧) ، ومسلم: (٢١٩٧).
(٨) كشف مشكل الصحيحين (٤٤٥/٢) ، زاد المعاد (١٤٩/٤) ، والطب النبوي (١٢١) ، وطرح التثريب (١٩٦/٨).
(٩) التمهيد (٦٩/١٣).
(١٠) وهو أن عامرا بن ربيعة رأى سهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لبط به ، فأتي به النبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل له: أدرك سهلا صريعا ، قال: " من تتهمون به " ، قالوا: عامرا ، قال: " علام يقتل أحدكم أخاه ، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة " ، ثم دعا بماء ، فأمر عامرا أن يتوضأ ، فغسل وجهه ، ويديه إلى المرفقين ، وركبتيه ، وداخلة إزاره ، وأمره أن يصب عليه. [ ابن ماجه : (٣٥٠٩) ].
__________
رابط مباشر لتحميل المنشور منسق بصيغة ( pdf ) /
http://bit.ly/1JIRmjO
__________
لمتابعة قناة الشيخ مصطفى مبرم الرسمية على التيليجرام /
https://telegram.me/mbrm1430
منقول