قال ابن عثيمين رحمه الله:
تعليق المطر بالضغط الجوي، والمنخفض الجوي -وهو وإن كان قد يكون سببًا حقيقيًّا- ولكن لا ينبغي فتح هذا الباب للناس، بل يقال: هذا من رحمة الله، هذا من فضله ونعمته، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} وقال عز وجل: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} فتعليق المطر بالمنخفضات الجوية من الأمور الجاهلية التي تصرف الإنسان عن تعلقه بربه. وليعلم أن النسبة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: نسبة إيجاد وهذه شرك أكبر.
القسم الثاني: نسبة سبب وهذه شرك أصغر.
القسم الثالث: نسبة وقت وهذه جائزة. والله أعلم.
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين(2/193)
قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى-:
فإنزال المطر من الله وبحوله وقوته لا دخل لمخلوق فيه كما قال تعالى:
(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ¤ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) [سورة الواقعة 69-68]
فمن نسب إنزال المطر إلى الكواكب أو إلى الظواهر الطبيعية كالإنخفاض الجوي أو المناخ فقد كذب وافترى وهذا شرك أكبر.
وإن كان يعتقد أن المنزل هو الله ولكن نسبه إلى هذه الأشياء من باب المجاز فهذا حرام وشرك أصغر، لأنه نسب النعمة إلى غير الله، كالذي يقول مطرنا بنوء كذا وكذا.
وما أكثر التساهل في هذا الأمر على ألسنة بعض الصحفيين والإعلامين فيجب على المسلم أن يتنبه لهذا.
والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المصدر: الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد .ص 113