يقول ابن القيم - رحمه الله -
في مفتاح دار السعادة / ص303 :
"السعادة الثالثة هي السعادة الحقيقية، وهي سعادة نفسانية روحية قلبية، وهي (سعادة العلم) النافع ثمرته، فإنها هي الباقية على تقلُّب الأحوال، والمصاحبة للعبد في جميع أسفاره، وفي دُوره الثلاثة؛ أعني: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار، وبها يترقَّى معارج الفضل ودرجات الكمال،
وإنما رغِب أكثر الخلق عن اكتساب هذه السعادة وتحصيلها؛
لوعورة طريقها،
ومرارة مباديها،
وتعب تحصيلها،
وإنها لا تنال إلا على جسر من التعب؛
فإنها لا تحصل إلا بالجد المحض،
فلا يورثك إياها إلا بذلُ الوسع،
وصدق الطلب،
وصحة النية،
وقد أحسن القائل في ذلك:
فقُل لمرجِّي معالي الأمورِ
بغير اجتهادٍ رجوتَ المُحالاَ
ولولا جهــــل الأكثرين بحلاوة هذه اللذة،
وعظم قدرها،
لتجالدوا عليها بالسيوف، ... ولكن.. حفَّت بحجاب من المكاره، وحُجبوا عنها بأسوار من الجهل؛ ليختص الله بها مَن يشاء من عباده، والله ذو الفضل العظيم"؛ اهـ.
فتأمل قوله: (ليختص الله بها مَن يشاء من عباده) .. جعلني الله وإياكم منهم 🌹