🌟 قصة تدل على ذكاء وأدب
الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -
• - قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - :
" يُذكر أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حين سافر إلى مكة رأى عالماً من علمائها على كرسي يحدِّث الناس ، فأعجبه حديثه وأُعجِب به ، فلما أراد أن يقوم وهو شيخ كبير معتبر عند أهل مكة لما أراد أن يقوم من الكرسي قال : " يا كعبة الله " فهذه مشكلة ؛ لأنه أشرك وهو لا يدري ، وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ذكيَّاً وكان الدرس قد انتهى عند الأذان ، ونزل هذا العلم من على الكرسيِّ وجلس ينتظرُ الإقامة ، قال له الشيخ محمد بعد أن سلَّم عليه، وسأله من أين أنت ؟ فقال : أنا من نجد، لكن أنا أعجبني كلامك ، جزاك الله خيراً ، هذا كلام طيب وعالم ، وأنا أريد أن أقرأ عليك شيئاً من القرآن لأَنَّنِي مبتدئٌ ، فقرأ من آخر القرآن ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، و(تَبَّتْ) و(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)، والكافرون ، و الكوثر ، والماعون ، فلما وصل إلى سورة قريش قرأ( لإِيلاَف قريش • إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ • فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذا الْبَيْتِ • الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، قال : (فليعبدوا البيت) - فرد عليه الشيخ - قال : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذا الْبَيْتِ) قال : هكذا تعلمتُ قال : لا يمكن ، لو عبدوا البيت لأشركوا ، والله لم يأمر بالشرك ، فقال : ما الصواب ؟ قال : الصواب (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذا الْبَيْتِ)، ثم قال له : وقال الله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )، ولم يقل : ادعوا الكعبة أو البيت ؛ لأنه لا أحد يُدعى إلا الله ، فقال له : أنا سمعتُك يا شيخنا لما أردت أن تقوم من الكرسي قلت " يا كعبة الله " فقال له : فتح الله عليك ، وجزاك الله خيراً " .
📜【 شرح الكافية الشافية ( 410/4 ) 】