هجران أهل البدع .
الهجران مصدر هجر وهو لفة: الترك.
والمراد بهجران أهل البدع: اﻻبتعاد عنهم وترك محبتهم وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتعم وعيادتهم ونحو ذلك.
وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهَُ} [المجادلة : 22] وﻷن النبي صلى الله عليه وسلم هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزة تبوك.
لكن إن كان في مجاستهم مصلحة لتبيين الحق لهم وتحذيرهم من البدعة فلا بأس بذلك وربما يكون ذلك مطلوباً لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل : 125] وهذا قد يكون بالمجالسة والمشافهة وقد يكون بالمراسلة والمكاتبة.
ومن هجر أهل البدع: ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها أو ترويجها بين الناس فاﻻبتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: (( من سمع به فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما ييعث به من الشبهات )) رواه أبو داود. قال اﻷلباني: وإسناده صحيح.
لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك، لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم، بل ربما كان واجباً، ﻷن رد البدعة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
( شرح لمعة اﻻعتقاد ص 123- 124 ) فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ).