ـ هل المجاهر بالمعصية إذا تاب تُقبَلُ توبتُه ؟
لا شكَّ أنَّ الله يقبل التَّوبة من جميع الذُّنوب؛ من المجاهرين وغيرهم، حتى الكفار،
{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ } [ الأنفال : 38 . ] ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( التَّوبةُ تجبُّ ما قبلها )[ ذكره الإمام ابن كثير في " تفسيره " ( 3/126 ) . ] ،
والله تعالى يقول : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا }
[ الزمر : 53 . ] ؛ فالتوبة الصادقة تكفِّرُ الذُّنوب جميعًا؛ الشِّرك، والكفر، والنِّفاق، وكل المعاصي، من تاب؛ تاب الله عليه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب : المنتقى من فتاوى الفوزان جـ17 صـ2
139 ـ مجاهرة البعض بالمعاصي وارتكاب الآثام؛ ما حكمُها ؟
لا يجوز ارتكاب المعاصي لا سرًّا ولا جهرًا؛ قال تعالى : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }
[ الأعراف : 33 . ] ، والمجاهرة بالمعاصي فيها زيادة إثمٍ على المعاصي الخفيَّة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :
( كلُّ أمَّتي معافىً إلا المجاهرينَ ) [ رواه الإمام البخاري في " صحيحه " ( 7/89 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ] ؛ لأن المجاهرة تدلُّ على عدم المبالاة، وتسبِّب الاقتداء بالمعاصي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب : المنتقى من فتاوى الفوزان جـ17 صـ3