ترغب كل عائلة في الحفاظ على أبنائها و تربيتهم تربية صالحة بعيداً عن مساوئ الحياة و مصاعبها التي قد تؤثر سلباً على حياة أبنائهم و تجرهم إلى إرتكاب الأخطاء و تدمير مستقبلهم . و من الصعب أن يستطيع الوالدين عزل أبنائهما بشكل كلي عن المجتمع و خصوصاً الأشخاص السيئين أو ابعادهم عن مجتمع و بيئة فاسدة ، لأنّ الطفل جزء من المجتمع و سوف يختلط بهم في المدرسة و الجامعة و أي مكان يذهب إليه ؛ لذلك يجب أن يكون على وعي بالصواب و الخطأ و كيف يتعامل مع الناس و المجتمع من حوله حتى لا يتعرض لأي صدمة نفسية أو استغلال من أحد أو مشاكل كبيرة لا يقدر على حلها في المستقبل . و يجب أن يكون الوالدين على علم بكيفية تربية الطفل تربية سليمة و يتشاركوا في تربية طفلهم بشكل صحيح و يكونوا قدوة حسنة له في حياته و نموذج للأبوين الصالحين المتحابين ؛ لأنه إذا لم يكن الوالدين متفاهمين مع بعضهم البعض و كانوا على خلاف دائم و خصوصاً أمام أطفالهم فإن ذلك يترك للطفل انطباع سيء عن والديهم و يؤثر في نفسيتهم بالسوء كثيراً عندما يكبرون . و ينصح بأن يكون الوالدين أصدقاء لأطفالهم منذ الصغر و يعلموهم على الصراحة و أن يخبروا والديهم بأي مشكلة قد تواجهم حتى يساعدوهم في حل مشاكلهم بشكل سليم و صحيح و يوجّهُهوهم إلى اتخاذ القرار السليم ، كي يستطيعوا بعد ذلك الإعتماد على أنفسهم و مواجهة الحياة و التغلب على أي مصاعب قد تواجههم في كِبرهم . و يجب أن يحافظوا الأبوين على صحة أطفالهم حتى يحموهم من الأمراض ، و يعلموا أطفالهم كيف يحافظوا على صحتهم و ذلك من خلال توجيههم للعادات الصحيحة التي تقيهم من الأمراض مثل : ( أن لا يتركوا الماء البارد على ملابسهم في الشتاء حتى لا يصابوا بالبرد ، أو يشربوا ماء بارد أو مثلج شتاءً ، أو يقوموا بالتعرض لتيار هواء بارد بعد الإستحمام ، أو أن يمشوا في الشمس لفترات طويلة فيصابوا بضربة شمس ...... إلخ ) . فالبدء بتوجيه الطفل و هو صغير إلى الصواب سوف يجعله يكبر و هو ناضج و يعي الصواب من الخطأ و يعرف كيف يكون شب صالح و ذو مستقبل باهر و يسعد والديه في كبرهم و يساعدهم كما ساعدوه و هو صغير . لذلك يجب عدم الإستهانة في تربية الطفل و هو صغير و معاملته على أساس أنه طفل لا يفهم شيء ، بل البدء بتربيته على القواعد السليمة و التربية الصالحة منذ صغره حتى يعتاد عليها و يكبر و ينضج على الصواب بعيداً عن أي ضغوط نفسية أو مشاكل اجتماعية قد تؤثر في حياته و مستقبله .