إنَّ وجود الأطفال في حياة أي زوجين هي نعمة من الله تعالى ، ولكن مهمة الوالدين صعبة وليست سهلة ، فهذا الطفل الذي نلاعبه الآن ونُلبي رغباته هو في المستقبل من سيبني المجتمع وتعتمد عليه قوة الأمة، لذلك فإن طريقة تربية الوالدين لأبنائهم وصقل شخصيتهم هو ما يُحدد هويتهم في المستقبل ، إذن أن تكون أباً و أن تكوني أماً ليس بالموضوع السهل ، وإنما هي مسؤولية مشتركة لإنتاج جيل قادر على تحمل المسؤولية وتداعيات الحياة المختلفة. ومن طرق تنمية شخصية إبنك يجب عليك اتباع النصائح التالية : في البداية يجب أن تكوني صبورة وعندكِ سعة الصدر ، فهذه العملية لا تحتاج إلى عصبيّة وحدّة في الطِّباع ولا سرعة نتائج ، فهذا الذي تحاولين غرس بعض الأمور داخله هو كائن حي صغير وليس رجل آلي يعمل على تطبيق الأوامر فقط. يجب أن تستمعي إلى إبنك وتتركيه يُعبِّر عن مشاعره وما يدور في رأسه ، فهذا يُساعِده على الشعور بنفسه وذاته، وقومي بمحاورته بأسلوب لطيف وبطريقة إيجابية ولا تحاولي فرض رأيك عليه، فهذا الشيء قد ينفع عندما يكون صغيراً ولكن في المستقبل سوف يُصبح متمرداً أو ضعيف شخصية وهذا ما لا نريده. أعطيه فرصة الإختيار في بعض الأمور وساعِديه على الإختيار الحسَن وإجعليه يشعر بتحمل المسؤولية عند الإختيار ، فهذا يجعله قادراً على إتخاذ قراراته في المستقبل وتحمّل مسؤولية إختياره. يجب أن لا تُعوِّديه على إعطائِه إهتمامك ورعايتك مقابل شيء ، فذلك يزيد الثقة في نفسه ، وفي نفس الوقت لا تُفرِطي في دلاله وتلبية رغباته حتى لا يعتاد على ذلك ويُصبِح منهجه في الحياة. حاولي إعطاء الطفل بعض المهّام في البيت ليقوم بها ، وقومي بالثناء على نجاحه وتصويب ما قد يُخطئ به. لا تحاولي مقارنة طفلك بأقرانه أو إخوته أمامه ، أو تحاولي إنتقاده أمامهم ظناً منك أنّ هذا يحثّه على التصرف بطريقة حسنة ، عالعكس فهذا الأسلوب قد يزيد الغيرة السلبية لديه وممكن أن يؤدي به إلى الحقد والكره ، وممكن أن يُؤدي إلى ضعف ثقته بنفسه مستقبلاً. عدم ترك الطفل أمام التلفاز لوحده ولساعات طويلة ، وإنما حاولي إشغاله بالألعاب التي تُنَّمي مهاراته وقدراته. حاولي أن تكوني مثالاً حسناً أمامه ، فالأطفال لديهم الرغبة في تقليد مَن حولهم وخاصة الوالدين ، لذلك إذا رغبتي بغرس صفات معينة لديه يجب أن تكوني تُطبِّقينها أنتِ أولاً. قومي بتعزيز نجاحاته ، وقدِّمي له المكافآت على إنجازاته فهذا يُشجعه على الإستمرار بالتميّز والنجاح