قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ"؛
وهذا فيه أن الدين كله يراعي الجانب الأخلاقي، فأنى أدرت بصـرك فيه وجدت مراعاة الأخلاق؛
انظر إلى الطهارة ومقصودها طهارة الباطن من الشـرك والأخلاق الرذيلة، والظاهر من النجاسات والأحداث، فيكون المسلم طاهراً في قلبه وفي ثيابه وفي بدنه، فلا يحمل الخبث والسوء، وهذا معنى أخلاقي.
وانظر إلى الصلاة، وحال المسلم في أدائها، يقف صفا مع غيره، فيقف القوي بجانب الضعيف، والغني بجانب الفقير، والكبير بجانب الصغير، وهكذا في عمل واحد، وعبادة واحدة، والله تعالى يقول: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ (العنكبوت:45).
وتفكر في أمر الزكاة المفروضة في الأموال الأربعة، السائمة، والخارج من الأرض، والنقدين، والتجارات، أسمها من التزكية بمعنى الطهر والنماء، والله تعالى يقول: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (التوبة:103)، و"فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين".
أما الصوم؛ فهو تربية للنفس على الصبر، والأخلاق، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ".
والحج تربية، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وفي الحديث: "بر الحج إطعام الطعام وإفشاء السلام".
وكذا إذا نظر في أبواب المعاملات فمن غشنا ليس منا، وإذا صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما.
والله الموفق.
الشيخ محمد بن عمر بازمول من صفحته