بسم الله الرحمن الرحيم
انتصف رمضان .. فماذا قدمت؟!
للشيخ :صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -
❞ علينا أن نتأمل ماذا عملنا في هذا النصف الذي مضى ، إن كان خيرا نحمدالله ونستزيد ، وإن كان غير ذلك نتوب إلى الله عز وجل ونستدرك الباقي قبل فواته ، هذا هو الواجب على المسلم ، ولا يستمر في غفلته وأعراضه ،ولا يسير مع الناس فيما يسيرون من الغفلة والإعراض ، بل يتنبه ، هو سيتنبه ، لكن .. سيتنبه إذا جاءه الموت ، لاشك إنه سيتنبه لكن هل يتمكن من التوبة إذا جاءه الموت ؟ لا ، ما يتمكن ، فاليتنبه مادام على قيد الحياة ، وبإمكانه التوبة ،وإلا هو سيتنبه مامن ميت يموت إلا ويندم .. يندم ، إن كان صالحا ، يندم ألا يكون تزود من الخير ، وإن كان غير صالحا يندم لأنه ضيع وفرط وفات عليه عمره بالخسارة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فعلينا جميعا على كل مسلم أن نرجع إلى الله عز وجل ، وأن نحسن فيما بقي ، ونستغفر عن تقصيرنا فيما مضى ، والله جل وعلا يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لصالح القول والعمل ، وأن يجعلنا وإياكم ممن صام الشهر واستكمل الأجر ، وفاز بجائزة الرب سبحانه وتعالى ، الجائزة التي لا يعدلها شيء ، جائزة الرب ، أما جوائز الدنيا وجوائز الناس فإنها فانية وهي فتنة ، وأما جائزة الرب سبحانه وتعالى ،فإنها هي الجائزة الحقيقية ، وهذه الجائزة إنما تحصل لمن بذل السبب في حياته وعمره ، في ساعاته وأوقاته ،في شهوره وأيامه ، في حياته ، بذل السبب لنيل هذه الجائزة ، والسبب : هو العمل الصالح ، والتوبة إلى الله عز وجل ، والإكثار من الحسنات ، والتوبة من السيئات ، هذا ينال الجائزة بإذن الله ، ولكن التوفيق بيد الله عز وجل ، والله جل وعلا حكيم عليم ، يضع الأمور في مواضعها ، فيعطي الجائزة لمن يستحقها ، ويحرم من لا يستحق وهو أعلم بأحوال عباده ، فعلينا أن نتنبه لأنفسنا ، وأن نستدرك ما بقي من شهرنا ، ومن عمرنا ، وأن نرجع إلى الله عز وجل من غفلاتنا ، وعلينا إصلاح أعمالنا ، وإصلاح أنفسنا ، وإصلاح أولادنا ، وما حولنا هذا هو الواجب علينا جميعا ، والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ❝ اهـ .