رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه -
أحد الأساقفة و هو في صومعة له
يجتهد
ويكثر الصلاة
والبكاء من خشية الله
فبكى عمر
فسُئِل : لم بكيت ؟
فقال :
« ذَكَرتُ قول الله - عز و جل -
{ وجوه يومئذ خاشعة * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً } »
[ المستدرك ( 2-567 ) ]
.
قال الشيخ عبد السلام آل برجس - رحمه الله - عقب إيراده لهذا الأثر :
.
« فهنا مقدمتان و نتيجة :
{ وجوه يومئذ خاشعة } تعلوها الخشية
و هي أيضا { عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } بمعنى :
أنها دَأبت في عمل الخير واجتهدت فيه حتى بلغت بها المشقة ما بلغت
و لهذا قال الله - تعالى - :
{ناصبة }
و هو لفظ يدل على شدة التعب في أداء هذه العبادة
فما النتيجة من هذا العمل ؟
إن النتيجة على عكس المتوقع فقد كان جزاؤهم : { تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً }
فهي تدخل النار
و لو كانت خشعت وبكت
و لو كانت نصبت في الطاعة و العبادة
لأنها أخلت بركن من أركان العبادة و هو المتابعة
#إذن فمقصود الشارع الحكيم - تبارك و تعالى - في إرسال الرسل :
أن يتعبد الناس بطريقة الرسل
وأن ينتهجوا نهجهم
فمن لم يفعل ذلك فقد
خاب و خسر
وضل عن طريق الهدى و الصواب »
المصدر :—
[ السنة و البدعة و أثرهما على الأمة - لفضيلة الشيخ عبدالسلام برجس رحمه الله تعالى (ص36) ]