🔹 العاقل يلزم ذكر الله
قـال الإمـام ابن الـقـيم رحمه الله:
( ذكر ابن أبي الدنيا في " كتاب المحتضرين " عن زُفَر - رحمه الله - أنه جعل يقول عند موته : ( لها ثلاثة أخماس الصداق، لها ربع الصداق، لها كذا ..)
حتىٰ مات؛ لامتلاء قلبه رحمه الله من محبّة الفقه والعلم ،
وأيضًا فإنه عند الموت تنقطع شواغله، وتبطل حواسه، فيظهر ما في القلب، ويقوىٰ سلطانه، فيبدر ما فيه من غير حاجب ولا مدافع ،
وكثيرًا ما سُمع من بعض المحتضرين عند الموت : شاه مات، وسمع من آخر بيت شعر لم يزل يغني به حتىٰ مات وكان مغنيًا، وأخبرني رجل عن قرابة له أنه حضره عند الموت - وكان تاجرًا يبيع القماش - قال : فجعل يقول : هذه قطعة جيدة هذه علىٰ قدرك، هذه مشتراها رخيص يساوي كذا وكذا حتىٰ مات ،
والحكاية في هذا كثيرة جدًا، فمن كان مشغولاً بالله وبذكره ومحبّته في حال حياته، وجد ذلك أحوج ما هو إليه عند خروج روحه إلىٰ الله،
ومن كان مشغولاً بغيره في حال حياته وصحّته فيعسر عليه اشتغاله بالله، وحضوره معه عند الموت ما لم تدركه عناية من ربه،
ولأجل هذا كان جديرًا بالعاقل أن يلزم قلبه ولسانه ذكر الله حيثما كان لأجل تلك اللحظة التي إن فاتت شقي شقاوة الأبد، فنسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته )
المصدر:كتابه طريق الهجرتين669/2
•┈┈•◈◉❒✒❒◉◈•┈┈•
منقول