🔹 ومن فضائل طلب العلم
قال العلامة عبد الرحمٰن السعدي
رحمه الله تبارك و تعالى - :
وحاجة العبد إلى العلم أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب؛ ألا وإن الاشتغال به من أجل الطاعات وأفضل الحسنات المذهبة للسيئات؛ فإن مذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد، وتعلمه وتعليمه ودراسته توجب رضا رب العباد.
أفيحسن بالحازم أن يزهد في رياض فيها من العلوم والمعارف كل زوج بهيج؟ ويستبدل بها مجالس اللغو واللهو وكل أمر مريج؟
أيرضى المؤمن أن يكون في أمر دنياه من أحذق الحاذقين، وفي أمر دينه من الهمج الرعاع الذين لا يعرفون شيئا من أمور الدين؟
لقد اختار الأدنى الخسيس على الحظ الأعلى النفيس، ورضي بمشاركة البهائم وزهد في خصال أهل المكارم،
فوالله لمسألة يسمعها أحدكم فيفهمها ويعمل بها خير له من الدنيا وما فيها،
ولحضوركم في مجالس الذكر خير لكم وأنفس من مجالس لا فائدة فيها،
فإن العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال،
العلم يؤنسك في حياتك وفي قبرك ويوم نشرك، والمال يملأ قلبك هما وغما ويكون وزرا على ظهرك،
العلم يقربك من رب العالمين، ويوصلك إلى أعلى عليين، ويكون نورا لك تمشي به في الظلمات، وحرزا لك يقيك الآفات والمهلكات؛ به تفرق بين الكفر والإيمان، وبه تميز بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان؛ وبه تخرج عن أوصاف الأراذل الجهال،
وبه تعرف الحق والحرام والحلال؛ وبه تعرف كيف تصلي وتصوم وتتعبد، وكيف تبيع وتشتري وتعامل وتنكح وتأكل وتشرب وتقوم وتقعد.
الفواكه الشهية (156)
•┈┈•◈◉❒✒❒◉◈•┈┈•