فائدة_نفيسة_تحتاج_إلى_تأمل
قَـال الإمَـامُ ابْـنُ_القَـيِّمْ رَحِــمَهُ الله
فمن هُدي في هذه الدَّار إلى صراط الله المستقيم، الذي أرسل به رسله، وأنزل به كُتبه، هُدي هناك إلى الصراط المستقيم، الموصل إلى جنّته ودار ثوابه.
وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدّار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم. وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط.
(❶) فمنهم من يمر #كالبرق،
(❷) ومنهم من يمر كالطرف،
(❸) ومنهم من يمر #كالريح،
(❹) ومنهم من يمر كشد الركاب،
(❺) ومنهم من #يسعى سعياً،
(➏) ومنهم من #يمشي مشياً،
(➐) ومنهم من #يحبو حبْوا،
(❽) ومنهم #المخدوش المسلّم،
(❾) ومنهم >المكردَس في النار.
فلينظر العبد سيره على ذلـك الصراط من سيره على هــذا، حذو القُذّة بالقذّة، جزاء وفاقا ﴿ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل : 90].
ولينظر الشبــهات والشــهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم. فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط، تخطفه وتعوقه عن المرور عليه. فإن كثرت هنا وقويت فكذلك هي هناك ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت :46].
المَــصْدَر:
[ مدارج السالكين " (16/1) ].