( تفضيل بعض الأعمال على بعض).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"العمل الذي هو في جنسه أفضل، قد يكون في مواطن غيره أفضل منه، كما أن جنس الصلاة أفضل من جنس القراءة، وجنس القراءة أفضل من جنس الذِّكر، وجنس الذِّكر أفضل من جنس الدعاء.
ثم الصلاة بعد الفجر والعصر منهي عنها، والقراءة والدعاء والذِّكر أفضل منها في تلك الأوقات، وكذلك القراءة في الركوع والسجود منهي عنه، والذِّكر هناك أفضل منها، والدعاء في آخر الصلاة بعد التشهد أفضل من الذِّكر.
وقد يكون العمل المفضول أفضل بحسب حال الشخص المعين، لكونه عاجزاً عن الأفضل، أو لكون محبته ورغبته واهتمامه وانتفاعه بالمفضول أكثر، فيوم أفضل في حقه لما يقترن به من مزيد عمله وحبه وإرادته وانتفاعه.
ومن هذا الباب صار الذِّكر لبعض الناس في بعض الأوقات خيراً من القراءة، والقراءة لبعضهم في بعض الأوقات خيراً من الصلاة وأمثال ذلك، لكمال انتفاعه به، لا لأنه في جنسه أفضل.
وهذا الباب باب تفضيل بعض الأعمال على بعض إن لم يعرف فيه التفضيل، وأن ذلك يتنوع بتنوع الأحوال في كثير من الأعمال، وإلا وقع فيها اضطراب كثير".
" مجموع الفتاوى"(199/24).
#فرائد_الفوائد