منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية

الشح و البخل

منتدى الأدآب الشرعية


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,533 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي الشح و البخل

كُتب : [ 12-12-2020 - 02:06 AM ]

من قوله: (وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: «ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق...)

ج: الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
قال الحافظُ ابنُ القيم رحمه الله تعالى في حكم الصدقة:
(وفي الصحيحين عن أبي هريرة  قال: ضرب رسولُ الله ﷺ مثل البخيل والمُتصدق كمثل رجلين عليهما جُبَّتان من حديد –أو: جُنَّتان من حديد- قد اضطرت أيديهما إلى ثدييهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كلَّما تصدَّق بصدقةٍ انبسطت عنه حتى تغشى أناملَه، وتعفو أثره، وجعل البخيل كلَّما هَمَّ بصدقةٍ قلصت وأخذت كل حلقةٍ مكانها.
قال أبو هريرة: فأنا رأيتُ رسول الله ﷺ يقول بإصبعه هكذا في جيبه، فرأيته يُوسعها فلا تتسع.
وروى البخاريُّ هذا الحديث في كتاب الزكاة عن أبي هريرة  أيضًا، ولفظه: أنه سمع رسولَ الله ﷺ يقول: مثل البخيل والمُنفِق كمثل رجلين عليهما جُبَّتان من حديد من ثُديِّهما إلى تراقيهما، فأمَّا المُنفق فلا يُنفق إلا اتسعت أو فرَّت على جلده حتى يخفى أثره، وأمَّا البخيلُ فلا يُريد أن يُنفق شيئًا إلا لزقت كل حلقةٍ مكانها، وهو يُوسعها ولا تتسع.
ورُوي عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبي ﷺ قال: على كل مسلمٍ صدقة، قالوا: يا رسول الله، فمَن لم يجد؟ قال: يعمل بيده فينفع نفسَه ويتصدَّق، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يُعين ذا الحاجة الملهوف، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف، وليُمْسِك عن الشرّ؛ فإنَّها له صدقة.
ولما كان البخيلُ محبوسًا عن الإحسان، ممنوعًا عن البر والخير؛ كان جزاؤه من جنس عمله، فهو ضيق الصدر، ممنوع من الانشراح، ضيق العَطَن، صغير النفس، قليل الفرح، كثير الهم والغم والحزن، لا يكاد تُقْضَى له حاجة، ولا يُعان على مطلوبٍ.
فهو كرجلٍ عليه جُبَّة من حديد، قد جُمعت يداه إلى عنقه بحيث لا يتمكَّن من إخراجها ولا حركتها، وكلَّما أراد إخراجَها أو توسيع تلك الجُبَّة لزمت كلُّ حلقةٍ من حِلَقِها موضعها.
وهكذا البخيل: كلَّما أراد أن يتصدَّق منعه بخلُه، فبقي قلبُه في سجنه كما هو.
والمُتصدِّق كلَّما تصدَّق بصدقةٍ انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبَّة عليه، فكلما تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقًا بالاستكثار منها، والمُبادرة إليها.
وقد قال تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9]، وكان عبدالرحمن بن عوف –أو سعد بن أبي وقاص- يطوف بالبيت وليس له دأب إلا هذه الدعوة: رب قني شحَّ نفسي، رب قني شحَّ نفسي. فقيل له: أما تدعو بغير هذه الدعوة؟! فقال: إذا وُقيت شحَّ نفسي فقد أفلحت.
والفرق بين الشُّحِّ والبخل: أن الشح هو شدَّة الحرص على الشيء، والاحفاء في طلبه، والاستقصاء في تحصيله، وجشع النفس عليه، والبخل منع إنفاقه بعد حصوله، وحبه، وإمساكه، فهو شحيحٌ قبل حصوله، بخيل بعد حصوله، فالبُخل ثمرة الشح، والشح يدعو إلى البخل، والشح كامِنٌ في النفس، فمَن بخل فقد أطاع شُحَّه، ومَن لم يبخل فقد عصى شُحَّه، ووُقِيَ شرَّه، وذلك هو المُفْلِح: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9].
والسخي قريبٌ من الله تعالى ومن خلقه ومن أهله، وقريبٌ من الجنة، وبعيد من النار، والبخيل بعيد من خلقه، بعيد من الجنة، قريب من النار، فجود الرجل يُحببه إلى أضداده، وبُخله يُبغِّضه إلى أولاده.
المصدر :
https://binbaz.org.sa/old/2856
•┈┈• ❒◉◈ ✒❒◉◈•┈┈•

 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML