السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..أما بعد فهذه بعض الفتاوى إنتقيتها من كتاب "فتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ " و التي قام بجمعها و ترتيبها و عرضها على فضيلة الشيخ ، الأخ عبد المحسن اليامين العنابي الجزائري ـ جزاه الله خيرا ـ و هي مطبوعة في مجلدين ..أسئل الله أن ينفع بها كما أسئله عز وجل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه . تنبيه: [الموضـــوع متجدد]:
[ كتــــــاب العقيـــدة و المنـــهج]
السؤال: ماصحة القول بأن إفراد الحاكمية أي: جعل الحاكمية من أفراد التوحيد بدعة؟
الجواب: الذي نعرفه من منهج السلف ـ و لا سيما ابن تيمية و من بعده ، و ابن عبد الوهاب و تلاميذه ـ أن أقسام التوحيد ثلاثة :
1 ـ توحيد العبادة.
2ـ توحيد الأسماء و الصفات.
3 ـ توحيد الربوبية.
و لم يعدوا توحيد الحاكمية من أقسام التوحيد ، لم يجعلوا قسما رابعا يسمى توحيد الحاكمية ، الحاكمية حاكمية الله حقا ، و من ينكرها و يكفر بها كافر ـ و العياذ بالله ـ .
لكن هل هو قسم مستقل من أقسأم التوحيد و قسيم له ، أو يدخل في واحد من الأنواع الثلاثة ؟
الجــواب : يتردد بين أن يلتحق بتوحيد الربوبية أو يلحق بتوحيد الألوهية .
و الذي يترجح لي : أنه يلحق بتوحيد الربوبية ، لأن الله المالك، الملك ، الحق، المبين ، هو الذي له الحق أن يحكم و يشرع ، فيلحق ـ يعني لا يجعل قسما مستقلا ـ و إنما يلحق بأحد القسمين ، و أما يجعل قسيما لأنواع التوحيد التي سبرها السلف من كتاب الله سبرا مستوعبا فلم يجدوا إلا أنواعا ثلاثة فاستقروا عليها ، فهذا ليس منهم إلغاء لحاكمية الله ، و إنما في نظرهم و ـ الله أعلم ـ أنها جزء من توحيد الألوهية او جزء من توحيد الربوبية ، و الذي يترجح لي أنها جزء من توحيد الربوبية.
و قد تكون من حقوق الألوهية كما قال رسول الله ـ عليه الصلاة و السلام ـ : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، و يقيموا الصلاة ، و يؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله ـ تبارك و تعالى ـ".[1]
فالعلماء يعتبرون من حقوق التوحيد : الصلاة و الزكاة و الحج و سائر أنواع العبادات و الطاعات ، فيدخل ـ يعني إذا أدخلنا الحاكمية في توحيد الألوهية ـ فيكون من حقوق توحيد الألوهية ، و كما قلت لكم و يحتمل بوجه قوي أن يكون من توحيد الربوبية ، ومن حقوق الربوبية.
[1] أخرجه البخاري في الزكاة حديث(1399) و مواضع أخرى ، و مسلم في الإيمان حديث(20)، و أحمد (2/528)، و الترمذي في الإيمان حديث(2607) ، و أبو داود في الزكاة حديث(1556) من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
[شريط بعنوان : أسئلة في المنهج]
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=123851