▫التشبه بغير المسلمين محرم ، وقد قال النبي ﷺ : «من تشبه بقوم فهو منهم» .
وفيه إذلال للمسلم أمام عدوه ؛ لأن من المعلوم بطبيعة البشر أن المقلد يفخر على من قلده ويرى أنه أقدر منه ، ولذلك ضعف مقلده حتى قلده ، فهي فيها إذلال للمؤمن بكونه ذليلا وتبعا للكفار .
فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى ، وأن يكون عزيزا بدينه ، فخورا به ، معجبا به ؛ لأجل أن يهابه أعداء المسلمين ويحترموه .
وأنا ضامن لكل من اعتز بدين الله أن يكون عزيزا أمام الناس ، ولكل من ذل أمام أعدائه أن يكون أذل وأذل عند الله وعند أعدائه .
فلا تظن أيها المسلم أن متابعتك للكفار وأخذك أخلاقهم يعزك في نفوسهم ؛ بل إنه يذلك غاية الذل .
وأنت تعلم ذلك .. فأنت الآن لو أن أحدا اقتدى بك في أفعالك ؛ لرأيت لنفسك فخرا عليه ، ورأيت أنه ذل أمامك حيث كان مقلدا لك ، وهذا أمر معلوم معروف بطبيعة البشر .
وكلما رأى أعداؤنا أننا أقوياء وأعزاء بديننا ، وأننا لا نبالي بهم ، ولا نعاملهم إلا بما يقتضيه شريعة الله التي هي شريعة كل العالم بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} وثبت عن النبي ﷺ أنه قال : «والذي نفسي بيده ، لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ، ثم لا يؤمن بما جئت به ؛ إلا كان من أهل النار» .
فإذا كان هذا في أهل الكتاب وهم أهل كتاب ؛ فما بالك بغيرهم من الكفار ؟ كل من سمع بمحمد ﷺ ولم يتبعه فإنه من أهل النار .
فإذا كان كذلك ؛ فما بالنا نحن المسلمين نذل أنفسنا ونتبع غيرنا ؟!
[ فتاوى نور على الدرب (ج 12 / ص 473) - (شريط 17) ]
العلامة ابن عثيمين رحمه الله
https://youtu.be/t2qrySn2Zns