*حكم صيام وصلاة المرأة وهي تشعر بمقدمات نزول الحيض*
سؤال:
زوجتي تسأل هل يجب على المرأة الصيام وهي تشعر بكل علامات الحيض؟ كالدوار، الدوخة، ألم في البطن ، وحتى رؤية الدم بإدخال قطن في فرجها، لكن ما ينزل الدم بل تشعر بكل هذه المظاهر يومين أو ثلاثا، ثم ينزل الدم؟؟
الجواب
الحمد لله.
أولاً :
العبرة في الحكم على المرأة بأنها حائض أو لا، هو نزول الدم، فمتى نزل الدم ، وكانت صفاته مثل صفات دم الحيض، بأن كان أسودا، ثخينا، منتنا، حكم على المرأة في هذه الحال بأنها حائض.
وأما إذا شعرت المرأة بمقدمات الحيض ، من آلام أو دوار أو دوخة ، ولم ينزل مع ذلك الدم ، فهي ليست حائضا ، وتلزمها في تلك الحال الصلاة والصيام .
فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : أنا فتاة في العشرين من عمري وقد تأتيني آلام العادة الشهرية في رمضان قبل صلاة الظهر لدرجة أنني لا أستطيع الوقوف للصلاة ، حتى وأنا جالسة لا أستطيع الصلاة ، ولا تأتيني العادة إلا قبل أذان المغرب بخمس دقائق ، مع العلم أني أظل صائمة طوال النهار ، فهل يجوز لي قضاء هذا اليوم أم أعتبر صائمة ؟
فأجاب رحمه الله : " إذا نزل الحيض ، خرج الدم قبل غروب الشمس فاعتبري نفسك مفطرة وعليكِ أن تقضي هذا اليوم ، أما التألم قبل ذلك ، فلا يبطل الصوم ، التألم لقرب مجيء الدم لا يبطل الصوم فإذا استمر معك التألم ولكن ما خرج شيء حتى غابت الشمس فالصوم صحيح ، ولا تقضي هذا اليوم ، أما إن خرج الدم قبل غروب الشمس ولو بخمس دقائق فإن هذا اليوم يبطل ويجب قضاؤه عليك ، هذا هو الحكم الشرعي فيما نعلم .... "
انتهى من " فتاوى نور على الدرب".
http://www.binbaz.org.sa/mat/16927
🌹وسئل الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله : المرأة ينزل منها الحيض بعد غروب الشمس بقليل هل صومها صحيح ؟
فأجاب رحمه الله:"صوم هذه المرأة صحيح حتى لو أحست بأعراض الحيض قبل الغروب من الوجع والتألم ، ولكنها لم تره خارجاً إلا بعد الغروب ، فإن صومها صحيح ، لأن الذي يفسد الصوم هو خروج دم الحيض قبل غروب الشمس ، وليس الإحساس به ، بل خروجه بالفعل ، والله أعلم " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين" (19/270).
ثانياً :
احتشاء المرأة بالقطن أو الخرقة في مكان خروج الدم ، إن كان ذلك قبل نزول دم الحيض – كما هو الحال في السؤال - ، فهذا غير مشروع ؛ لأنه لم يرد عن نساء الصحابة رضي الله عنهن ، ولأن فيه نوع تنطع ، وهو مذموم .
وأما إذا كان ذلك الاحتشاء في نهاية الدورة ، وكان المقصود منه التأكد من حصول الطهر وانقطاع الدم ، فهذا لا شيء فيه ، وقد كان النساء يبعثن إلى عائشة رضي الله عنها بالدّرجة فيها الكرسف فيه الصفرة ، فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء.
رواه البخاري في " باب إقبال المحيض وإدباره".
قال ابن حجر رحمه الله: " قوله : ( باب إقبال المحيض وإدباره ) اتفق العلماء على أن إقبال المحيض يعرف بالدفعة من الدم في وقت إمكان الحيض, واختلفوا في إدباره فقيل : يعرف بالجفوف , وهو أن يخرج ما يحتشى به جافا, وقيل بالقصة البيضاء وإليه ميل المصنف كما سنوضحه " انتهى من" فتح الباري " ( 1 / 420 ) – ترقيم الشاملة - .
والله أعلم