🌼🌟🌼🌟🌼🌟
*◾ ضابط الرياء: أن يكون الإظهار بقصد مدح الناس للإنسان.*
⏪ ومن الرياء: التسميع. والفرق بينهما:
-أنّ الرياء يتعلق بإظهار العمل الصالح ليُرى.
- أمّا التسميع فيتعلق بالكلام.
⚠والتسميع له أربع صور:
*🔺الصورة الأولى:* أن يُسمِّع الإنسان بعمله الصالح أثناء العمل بقصد أن يُمدح. مثال: إنسان مع إخوانه في الغرفة، قام يصلي من الليل، وما انتبه له أحد أنه قام يصلي من الليل، فكبر وما انتبه له أحد، فرفع صوته بقراءة الفاتحة من أجل أن يُسمِعهم، ليعرفوا أنه يصلي من الليل، هذا أثناء العمل، وهذا تسميع ورياء.
*🔺الصورة الثانية:* أن يقع بعد العمل وقد كان مقصودًا عند العمل. مثال: إنسان قام يصلي من الليل وما رآه أحد، لكن وهو يصلي -إمّا قبل أو أثناء العمل- قَصَدَ أنه غدًا سيحدِّث الناس أنه صلى، هذا لم يقع أثناء العمل أنه سمَّع؛ ولكن قَصَدَ التسميع أثناء العمل، فلمّا أصبح وصلى الفجر مع أصحابه إمّا أنه صرَّح وقال: يا أخي قيام الليل في هذه الليالي صعب ومتعب، البارح ما كدت أستيقظ لصلاة الفجر بعد أن صليت!... فهذا من التسميع المحرَّم الذي يُبطِل العمل على ما يأتي تفصيله.
*🔺الصورة الثالثة:* أن يسمِّع بعمله بعد العمل من غير أن يكون ذلك مقصودًا عند العمل، أن يَتحدَّث بعمله الصالح بعد فراغه منه من أجل أن يُمدَح. مثلًا: يكون صلى الليل لله، ما قصد التسميع، لكن لمّا صلى الفجر وجلس مع أصحابه جاء الشيطان يتلاعب وقال: أخبرهم أنك كنت تصلي البارحة حتى يرفعوك، انظر ما أحد يلتفت لك، لكن لو عرفوا أنك صالح وتقيم من الليل يقدِّمونك ويرفعونك! فقال: أنا البارحة صليت أو كذا حتى يُشعرهم أنه صلى، فهذا ليس من التسميع وليس له أثر في العمل؛ لكنه حرام، هو بذاته حرام، لكن لا أثر له في العمل؛ لأنّ العمل قد مضى وانقضى بشروطه وتمامه، فلا أثر له.
*🔺الصورة الرابعة:* أن يسمِّع بعمله لقصد مشروع، وليس لقصد المدح -الصور الثلاثة المتقدِّمة كلها بقصد المدح أمّا الصورة الرابعة: أن يسمِّع بعمله لقصد مشروع- ولقصد أن يشجع الناس، مثال: رجل عنده مال، وأنعم عليه فأكرمه مع المال بحب التصدُّق، فكان يجلس مع أغنياء فيهم بخل، فقال لهم مثلًا: أنا بحم الله أتصدّق وكلّما تصدقت وجدت خيرًا.
كان هناك رجل من الأغنياء يحدث الشيخ ابن باز –رحمه الله- يقول: ما طلبني الشيخ ابن باز شيئًا من المال إلا أعطيته، مهما كان، قال: لأنه يضعه في موضعه، يقول: وما أعطيت الشيخ شيئًا إلا ورُدَّ لي أربعة أضعافه من الله عز وجل.
....................
📙 الدرس (51) من شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله.