📍قال الشيخ السعدي رحمه الله في قوله تعالى: ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾[المائدة: 54]:
فَإِنَّ محبَّةَ اللهِ لِلعَبدِ هي أَجَلُّ نِعمةٍ أَنعمَ بها عليهِ، وأفضلُ فضيلةٍ تَفَضَّلَ اللهُ بها عليهِ، وَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا
☜ يَسَّرَ لَهُ الأَسْبابَ، وَهَوَّنَ عليهِ كُلَّ عسيرٍ، وَوَفَّقَهُ لِفِعلِ الخيراتِ وتَركِ المُنكَراتِ، وأَقبلَ بقلوبِ عِبادِهِ إليهِ بالمحبَّةِ والوِدادِ.
☜ وَمِن لوازمِ محبَّةِ العَبدِ لِرَبِّهِ، أنَّهُ لابُدَّ أنْ يَتَّصِفَ بمُتابعةِ الرَّسولِ ﷺ ظاهرًا وباطنًا، في أقوالِهِ وأعمالِهِ وجميعِ أحوالِهِ، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ﴾.
☜ كما أنَّ مِنْ لازمِ محبَّةِ اللهِ لِلعَبدِ أَنْ يُكْثِرَ العَبدُ مِن التَّقرُّبِ إلى اللهِ بالفرائضِ والنَّوافلِ، كما قال النَّبيُّ ﷺ في الحديثِ الصَّحيحِ عن اللهِ: «وما تقرَّبَ إليَّ عبدِي بشيءٍ أَحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليهِ، ولا يزالُ [عبدي] يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَهُ الَّذي يسمعُ به، وبصرَهُ الَّذي يبصرُ به، ويدَهُ الَّتي يبطشُ بها، ورجله الَّتي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّهُ، ولئن استعاذَني لأعيذنَّهُ».
☜ وَمِنْ لوازمِ محبَّةِ اللهِ مَعْرِفَتُهُ تعالى، والإكثارُ مِنْ ذِكرِهِ، فإنَّ المحبَّةَ بِدونِ مَعرفةٍ باللهِ ناقِصةٌ جِدًّا، بل غَيرُ موجودةٍ وإنْ وُجِدَتْ دَعْواها، وَمَن أَحَبَّ اللهَ أَكثَرَ مِنْ ذِكرِهِ، وإذا أَحَبَّ* اللهُ عَبدًا قَبِلَ مِنهُ اليسيرَ مِن العَملِ، وَغَفَرَ لَه الكثيرَ مِن الزَّلَلِ.
[ تيسير الكريم الرحمن (259) ]