💥 تصحيح العقيدة
📚 من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
♦ كثر الحلف
🔸 س7: لي قريب يكثر الحلف بالله صدقا وكذبا.. ما حكم ذلك؟
🔹 ج: ينصح ويقال له: ينبغي لك عدم اﻹكثار من الحلف، ولو كنت صادقا. لقول الله سبحانه وتعالى {واحفظوا أيمانكم} وقوله ﷺ : «ثﻼثة ﻻ يكلمهم الله وﻻ ينظر إليهم يوم القيامة وﻻ يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته ﻻ يشتري إﻻ بيمينه وﻻ يبيع إﻻ بيمينه».
▪ وكانت العرب تمدح بقلة اﻷيمان، كما قال الشاعر:
قليل اﻷﻻيا حافظ ليمينه ... إذا صدرت منه اﻷلية برت.
واﻷلية: هي اليمين.
🔹 فالمشروع للمؤمن أن يقلل من اﻷيمان ولو كان صادقا؛ ﻷن اﻹكثار منها قد يوقعه في الكذب.
👈 ومعلوم أن الكذب حرام، وإذا كان مع اليمين صار أشد تحريما،
🔹 لكن لو دعت الضرورة أو المصلحة الراجحة إلى الحلف الكاذب فﻼ حرج في ذلك؛ لما ثبت عن النبي ﷺ من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا أو ينمي خيرا قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إﻻ في ثﻼث: اﻹصﻼح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها» رواه مسلم في الصحيح.
▪ فإذا قال في إصﻼح بين الناس: والله إن أصحابك يحبون الصلح ويحبون أن تتفق الكلمة، ويريدون كذا وكذا، ثم أتى اﻵخرين وقال لهم مثل ذلك، ومقصده الخير واﻹصﻼح فﻼ بأس بذلك للحديث المذكور.
▪ وهكذا لو رأى إنسانا يريد أن يقتل شخصا ظلما أو يظلمه في شيء آخر، فقال له: والله إنه أخي، حتى يخلصه من هذا الظالم إذا كان يريد قتله بغير حق أو ضربه بغير حق، وهو يعلم أنه إذا قال: أخي، تركه احتراما له، وجب عليه مثل هذا لمصلحة تخليص أخيه من الظلم.
🔹 والمقصود: أن اﻷصل في اﻷيمان الكاذبة المنع والتحريم، إﻻ إذا ترتب عليها مصلحة كبرى أعظم من الكذب، كما في الثﻼث المذكورة في الحديث السابق.
📚 مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله
✍ مجموعة فتاوى اللجنة الدائمة وكبار العلماء