'
【 لا تستوحش لقلة السالكين وانظر
إلى الرفيق السابق 】
"ولما كان طالب الصراط المستقيم طالب أمر أكثر الناس ناكبون عنه، مريد لسلوك طريق مرافقة فيها غاية العزة، والنفوس مجبولة على وحشة التفرق، وعلى الأنس بالرفيق، نبه الله -سبحانه- على الرفيق في هذه الطريق، وأنهم مع الذين ﴿أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقًا﴾ فأضاف الصراط إلى الرفيق السالكين له.
• وهم الذين أنعم الله عليهم، ليزول عن الطالب للهداية وسلوك الصراط وحشة تفرده عن أهل زمانه وبني جنسه.
⇠ وليعلم أن رفيقه في هذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له، فإنهم هم الأقلّون قدرًا، وإن كانوا الأكثرين عددًا، كما قال بعض السلف: عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين،
⇠ وكلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق، واحرص على اللحاق بهم وغض الطرف عمن سواهم
↲ فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا وإذا صاحوا بك في طريق سيرك، فلا تلتفت إليهم فإنك متى التفت إليهم أخذوك وعاقوك".
📜 [التفسير القيم لابن القيم].
•┈•✿•┈••┈•✿•┈••┈•✿•┈•
https://t.me/alaistiqamat