إن أعظم المصائب التي تحل بالمسلمين بعد قبض الأنبياء والمرسلين موت العلماء الربانيين.
لما بلغَ الإمامَ البخاري خبرُ وفاة الإمام الدَّارمي - رحمهما الله - نكَّسَ رأسه ، ثم رفعَ واستَرجَعَ ، وجعلَ تسيلُ دموعه على خدّيه وقال :
إن تبق تُفجَعُ في الأحِبّةِ كُلِّهم
وفناءُ نفسك لا أبا لك أَفجَعُ
إنا لله وإنا إليه راجعون
فإن موت العلماء خطب جلل ورزية عظيمة وبلاء كبير ، فإن الأشخاص كلما كان دورهم عظيماً وأثرهم كبيراً كانت المصيبة بفقدهم أشد.
لعمرك ما الرزية فقد مال
. ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص
. يموت بموته خلقٌ كثير
وما كان ينشد شعرا إلا ما جيء في الحديث! .
[ انظر تهذيب الكمال : ( 15 / 217 ) ].
••