🔴 المعية لا تقتضي الاختلاط.
◾قال الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله:
• هذا لا توجبه اللغة أي لا تقتضيه اللغة، فلغة العرب لا تقتضي من المعية الاختلاط، لغة العرب، وهي التي نزل بها القرآن ونطق بها سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم، لا تقتضي الاختلاط فاللغة لا توجب في معنى " مع " الاختلاط حتى يجب الحمل عليه، لو كان ل"مع" معنى واحد توجبه اللغة لوجب أن يحمل عليه لكن هذا ليس واقعا في معنى "مع". بل "مع" قد تدل:
⇠ على الممازجة والمخالطة كما في قولك: وضعت الماء مع الماء، فإن هذا يقتضي الممازجة والاختلاط.
⇠وقد تدل على المجاورة من غير ممازجة، كما في قولك: وضعت الزيت مع الماء، فإن المعلوم أن الزيت إذا وضع مع الماء لا يمازجه بل يتميز هذا عن هذا لكنه يجاوره، وكما في قولك: وضعت الكافور مع الماء فإن الكافور لا يمازج الماء وإنما يجاوره.
⇠وقد تدلّ على الوجود مع البعد، كما لو أودعتني سيارتك ثم لقيتني في المسجد فقلت لي أين سيارتي؟ فقلت: سيارتك معي. فهل تفهم من قول "معي" أنها ممازجة لي، مخالطة للحمي وعظمي ؟ لا شك أنك لن تفهم هذا، هل تفهم أنها بجواري فتنظر للسيارة في داخل المسجد ؟ لا شك أنك لن تفهم هذا. وإنّما تفهم، مثلا، أنها معي عند بيتي.
⇠ وكذلك تقال مع البعد الزماني، تقول: أنا مع دين التابعين والأئمة، مع بعد الزمان بينك وبينهم.
⇠ وقد تكون المعية مع العلو فلا تقتضي باتفاق أهل اللغة مخالطة، كأن تقول: القمر معي والقمر عال عنك. ويقول المقيم في البلد سهرت مع القمر. ويقول المسافر: سرت مع القمر.
✅ وبهذه الأوجه يتبين بطلان من خالف عقيدة أهل السنة الجماعة في هذا ويتبين صواب عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا.
🎙الدرس الثلاثون من شرح العقيدة الواسطية للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله يتصرف يسير.