السؤال:
كيف الرد على من يقول: إن خبر الآحاد ليس بحجة في العقائد والأحكام؟
الجواب:
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبه هداه وبعد ، يكفيك في هذا جواب الإمام الشافعي في كتابه الرسالة عندما ذكر أنه لا يقول أنه الإجماع ، بل قال:"لا أعلم أحداً من أهل العلم" ـ من الذين سبقوا الشافعي،والإمام الشافعي وفاته في سنة 204هــ ،على الرغم من سعة اطلاعه ومعرفته وترحاله في بلاد الإسلام والتقائه بأهل العلم واتصاله بالعلماء يقرر أنه لا يعلم أحداً من أهل العلم ـ :"يخالف في الاحتجاج بخبر الآحاد" ثم نقول: هذا الكلام أيضاً ـ كون خبر الآحاد حجة أو غير حجة في العقائد أو في الفروع ـ ،من أول من قال به؟ ستعرف أن أهل القرن الأول والثاني والثالث أي قرن الصحابة والتابعين وأتباع التابعين لا يعرفون شيئا من هذا. هذه أمور كلها طرأت في الأمة بعد ذلك ، في القرن الثاني الهجري، في النصف الثاني منه أي بعد المائتين والخمسين من الهجرة. فلذلك ما عرفه السلف ولا قالوا به ما كانوا يفرقون بين خبر الآحاد وبين المتواتر ، وهذا التقسيم لم يُعرف أيام الصحابة أبداً،بمجرد ما ينقل لهم أمر عن رسول الله قالوا:سمعنا وأطعنا..[إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا] دون النظر والسؤال عن عدد من نقل هذا الخبر أو الأمر عن رسول الله ،وليس عندهم حجة مما يحتجون به على بدعتهم هذه،لا من كتاب الله،ولا من سنة رسول الله، ولا عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم جميعاً؛ لذلك هذه أمور دخلت على الأمة وابتدعها أهل البدع والأهواء ترويجاً لباطلهم الذي هو:تقديم العقل على النقل، أو عرض النقل والنص وكلام الله وكلام الرسول على العقول،فما قبله العقل قبلوه،وما لم يقبله العقل عبثوا به إما رداً بحجة أنه خبر آحاد، وإما تأويلاً وصرفاً للفظ عن معناه الظاهر والحقيقي. وهناك رسالة لطيفة جداً ننصحك بقراءتها للشيخ الألباني - رحمه الله- في"حجية خبر الآحاد"ما ترك فيها شيئاً لأهل البدع رحمه الله إلا وبين الأمر غاية البيان فعليك بها.
منقول من موقع الشيخ حفظه الله