السؤال:يا شيخ ، كثر عندنا في ليبيا الجرح وتعديل حتى أنك لو سألت بعض الشباب الذين يقومون بمقام الجرح والتعديل عن الطهارة أو غيرها من المسائل الفقهية لا يعرفها، وإذا سألت عن أحد من العلماء أو طلبة العلم يجرحه لك ولا يذكره إلا بشر، ولا نجد عندهم محمل حسن على هؤلاء العلماء ولكن على غير هؤلاء العلماء مثل الشيخ ربيع لو أخطأ سيحمل له محمل حسن فنتمنى من شيخنا الفاضل أن يبين لنا إيش العمل مع هؤلاء ؟ ولتعلم يا شيخ أنا لست ضد أحد وأنا مع الحق وأدور معه حيث دار حتى ولو كان من الشيطان نقبله وهذه عقيدتي التي تعلمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبارك الله في جهودك يا شيخ .- الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، ننصحكم جميعا بطلب العلم ، ومعرفة أمور الطهارة فإنها من الأمور الواجبات وكذلك مسائل الفقه ، فعلى طالب العلم أن يبدأ بما يحتاجه وبما يتحتم عليه معرفته ، وكما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه في العالم الرباني : ( هو الذي يربي الناس على صغار المسائل قبل كبارها ) ، فالذي يحتاجه المسلم في يومه وليلته هو أولى بالتعلم ، ثم بعد ذلك تأتي بقية الأمور ومنها الجرح والتعديل ، وأما البدء بمسائل الجرح والتعديل قبل مسائل الطهارة فهذا ليس من الحكمة ، فلا بد من تعلم ما يتعلق بأمور الاعتقاد وأمور الطهارة وأمور الصلاة ، ولابد من إحسان الظن بالمشايخ السلفيين وخاصة المشهورين بالعلم منهم ، وأيضا جزاهم الله خيرا أنهم يحسنون الظن في كلام الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - ، ولكن يجب أن يُحسن الظن في كل المشايخ السلفيين وإن أخطؤوا ، فالخطأ لا نوافقهم عليه ، ويترك خطؤهم ولا يعمل به ، ولكن نحسن فيهم الظن ، وندعوا الله لهم ، وأخيرا قولك أنك مع الحق ولو كان من الشيطان ، فنقول لك نعم ربما يصدقك وهو كذوب ولكن الحذر واجب وإن كان ما يقوله حقا .
منقول من موقع الشيخ
http://www.mandakar.com/FatawaDetails.asp?ID=87