ما هي كتب أهل السنة الصحيحة التي روت هذه الأحاديث؟
- أصح الكتب في هذا المجال هي كتب الصحاح الستة، وأصحها كما هو معروف صحيح البخاري، بل هو أصح الكتب على الإطلاق بعد القرآن الكريم، هكذا قال علماء الجرح والتعديل، وقالوا جميعًا: إن حجة البخاري أقوى على من نازعه.
انتقى الإمام البخاري رحمه الله كتابه الصحيح الذي تبلغ أحاديثه بالمكرر منها سبعة الآف وثلاثمائة وسبعة وتسعين حديثًا، وبدون المكرر ألفان وستمائة واثنين من الأحاديث، انتقى هذه الأحاديث من ستمائة ألف حديث،
ولم يكتب حديثًا من الأحاديث إلا صلّى قبله ركعتين يستخير الله أن يكتب هذا الحديث أم لا، وكان يسافر الأميال البعيدة طلبًا لحديث واحد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ولد الإمام البخاري في سنة 194 هـ في قرية تُسمّى (بخارى) من قرى (خراسان) فهو ليس بعربي، وقد مات رحمه الله عن اثنين وستين سنة.
- يأتي في المرتبة الثانية بعد صحيح البخاري صحيحُ مسلم، وهو من الكتب المهمة أيضًا في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إن بعض العلماء يجعلونه على مرتبة البخاري، وبعض العلماء يقولون:
إن صناعة الحديث عند مسلم من ناحية تحرّى السند، وتنظيم كتابه، أفضل من البخاري، لكن البخاري أصح، ومن ثَم يُقدّم على مسلم، ويوجد بعض الأحاديث وإن كانت قليلة جدًا نُوزِع فيها الإمام مسلم، وكان الحق مع من نازعه، وغير المكرر عنده أربعة آلاف حديث، لكن البخاري كما ذكرنا فيه 2602 حديث غير مكرر، وقد ولد الإمام مسلم في (نيسابور) فهو غير عربي أيضًا، ومات وعمره سبعة وخمسين عامًا.
- يأتي بعد مسلم في المنزلة النسائي وقد ولد في (نسا)، وهي تابعة لخراسان، وليس بعربي أيضًا، وقد ولد في سنة 215 هـ، ومات، وعمره 88 سنة، وكان من أدق الناس في الرجال.
- بعده سنن أبي داود وفيها أربعة الآف وثمانمائة حديث، وهو عربي، ولد في البصرة سنة 202 هـ، ومات وعمره 73 سنة.
- ثم الترمذي وفيه بعض الأحاديث الضعيفة، لكنها محققة، وكان الترمذي يشير إلى الحديث من ناحية الصحة، والضعف، ولم يشر إلى ضعف بعض الأحاديث، وصححت من قبل علماء الجرح والتعديل، وقد ولد الترمذي في (ترمذ) على ضفاف نهر (جيحون) في أفغانستان سنة 209 هـ، وليس بعربي، ومات وعمره 70 سنة، ومن شدة ثقة البخاري فيه كان يأخذ منه، مع أن البخاري شيخ الترمذي.
- ثم سنن ابن ماجه، وهو في المرتبة السادسة، ويقال:
إن ما انفرد به ابن ماجه غالبًا ما يكون ضعيفًا، إلا ما اتفق فيه مع غيره من الأئمة.
وقال ابن حجر: إن هذا الأمر ليس على الإطلاق.
وهذا يعني أنه قد ينفرد ببعض الأحاديث دون أن تكون ضعيفة.
وُلد ابن ماجه في قزوين سنة 209 هـ، فهو ليس بعربي، وكما نلاحظ أن كتب الصحاح الستة قد كتب منها خمسة من غير العرب، وسبحان الله الذي أنعم على المسلمين بفتح هذه البلاد، ودخل منها الإسلام من حفظوا لنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- يأتي بعد هذه الصحاح مسند الإمام أحمد، وهو أعظم المسانيد على وجه الأرض
منقول