منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الحديث النبوي الشريف وعلومه


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,225 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي حديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة"

كُتب : [ 12-26-2011 - 02:17 AM ]

حديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة"
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: « أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بفضل ميمونة -رضي الله عنها- »1 أخرجه مسلم، ولأصحاب السنن: « اغتسل بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- في جفنة، فجاء يغتسل منها، فقالت: إني كنت جنبا. فقال: إن الماء لا يجنب »2 وصحَّحه الترمذي وابن خزيمة.


--------------------------------------------------------------------------------


قال عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: « أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بفضل ميمونة -رضي الله تعالى- عنها »1 أخرجه مسلم.

يعني: أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يرفع الحدث الأكبر من الجنابة بأن يغتسل بماء أبقته ميمونة، بماء استعملته ميمونة، وفضل مما استعملته، فيغتسل منه النبي -عليه الصلاة والسلام- وبين هذا في رواية السنن قال: « اغتسل بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- في جفنة -وهي الإناء- فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ليغتس منها فقالت له: إني كنت جنبا. فقال: إن الماء لا يجنب »3 .

يعني: أنه استعمل هذا الماء الذي أفضلته زوجه ميمونة -رضي الله عنها-.

لغة هذا الحديث:

الجفنة: إناء صغير، يعني: وسط وهم مثل الكاسا، وإناء وسط، وليس مثل يعني القدر الكبير، إناء صغير، مما يوضع عادة في البيوت يأخذ قدر يعني -تقريبا- قدر لترين أو ثلاثة من الماء. « قالت: فجاء النبي -عليه الصلاة والسلام- ليغتسل منها، فقالت له: إني كنت جنبا »4 يعني: أن لفظ الجنب يصلح على المرأة ويصلح على الرجل، ومعنى الجنب يعني: من قام به حدث من جهة الجماع أو الاحتلام، الحدث الأكبر من جهة جماع أو احتلام من رجل أو امرأة والجنابة معروفة، وسميت جنابة لأجل البعد؛ لأن الجنب بعيد، والجنب هو البعيد لأجل ابتعاده عن غيره لأجل ما حصل منه.

درجة الحديث:

أما اللفظ الأول: فأخرجه مسلم، والثاني -أيضا- صحيح؛ لأن الترمذي صحَّحه، وصحَّحه -أيضا- ابن خزيمة وجماعة آخرون من أهل العلم.

أحكام الحديث: دلَّ الحديث:


•أولـا: على أن اغتسال الرجل بفضل زوجته بالماء، بفضل الماء الذي أفضلته زوجته بعد غسلها من الجنابة أنه لا بأس به، وأنه يرفع الحدث، وأن الماء لا ينتقل بهذه الخلوة أو بالاستعمال، لا ينتقل من كونه طهورا إلى كونه طاهرا، فهذا الحديث في الحقيقة فيه رد على من قال: إن استعمال المرأة للماء مبطل لطهوريته -كما ذكرنا لكم في الحديث الذي قبله-.

فالصحيح إذن ما دلَّ عليه هذا وهو أن النهي عن استعمال الرجل بفضل المرأة إنما هو للتنزيه، ولأجل الكمال، وقد يحتاج الرجل إلى ذلك فيستعمله، وأما من جهة أن الماء يكون طاهرا أو يجنب الماء فكما قال -عليه الصلاة والسلام-: « إن الماء لا يجنب »5 .


•ثانـيا: دلَّ الحديث على لطفه -عليه الصلاة والسلام- مع أزواجه وعلى حسن تعامله معهم، وهذا هو الذي ينبغي من جهة إكرام الرجل لزوجه وأهله في الألفاظ وفي الأعمال.


•الثالث: من الفوائد أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كانت حاله حال بساطة وحال زهد وبعد عن ملذات الدنيا، وهو الذي خير أن لو شاء لكان ملكا نبيا لحصل له ذلك -عليه الصلاة والسلام- ولكنه اختار أن يكون عبدا رسولا وعاش -عليه الصلاة والسلام- عيشة ليست عيشة المترفين ولا الأغنياء ولا الملوك -عليه الصلاة والسلام-.

فهذه جفنة يتداولها -عليه الصلاة والسلام- هو وزوجه، يعني: من قلة ما في البيت من الأشياء التي تستعمل؛ لهذا لما أراد الوليد بن عبد الملك أن يوسِّع المسجد أراد أن يهدم غرف النبي -عليه الصلاة والسلام- وأن يغير طابعها، وأن يبني بنيانا يغير من الهيئة التي كانت عليها، فبكى كثيرون من التابعين، وأنكر كثيرون -كما هو معلوم في ذلك- لأجل أن لا يكون ما حصل من إدخال الغرفة أو إحاطة المسجد بالغرفة إلا من جهة واحدة أن يكون بتغيير معالم الغرفة أن لا يكون زريعة لتعظيم قبر النبي -عليه الصلاة والسلام- وتعظيم حجرته، ثم هو السبب الثاني الذي صرَّح به سعيد بن المسيب وجماعة قالوا ليتهم تركوا الناس ينظرون ما كان عليه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من الحال في الدنيا وكيف كان بيته من أعواد يستكن بها عن المطر، وكيف كانت حالته -عليه الصلاة والسلام- في أوانيه؛ لأن كانت بعض الآنية موجودة في البيت.

المقصود أن النبي -عليه الصلاة والسلام- هو أكرم الخلق على ربه ومع ذلك لم يعطه من الدنيا، فإن الله -جل وعلا- يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، والنبي -عليه الصلاة والسلام- اختار أكمل الحالات، وهي الزهد والبعد عن المتاع والبعد عن التلذذ، بل قد نام على حصير مرة فأثَّر في جنبه من شدة خشونته ولين جلد النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ ولهذا ينبغي على طالب العلم وعلى الرجل الصالح، والعبد الصالح، وكذلك المرأة الصالحة أن يعوِّد نفسه البعد عن الملذات في بعض الأحيان، نحن اليوم -كما ترون- فاضت علينا الأمور بحيث إن الناس صاروا يتنافسون فيما يريحهم، وينبغي على المرء أن يذكر نفسه بين الحين والآخر بما فيه تقشف، وبما فيه معالجة لبعض الأمور العسيرة عليه بعض الشيء مما فيه ترك الملذات، وترك استعمال الأشياء تذكرا بنعمة الله -جل وعلا- عليه إما في الثياب أو في المسكن أو في الفراش أو نحو ذلك حتى يتذكر العبد النعمة، ويتذكر حال المصطفى -عليه الصلاة والسلام-. نعم.

نكتفي بهذا -إن شاء الله تعالى-، ونكمل ونأخذ -إن شاء الله- قدرا أكبر، يعني: أنا كنت مقرر كل يوم نأخذ خمسة عشر حديثا، واليوم لعل المقدمة أخذت منا وقتا فنرجو من الإخوة أن يبكروا بالحضور حتى لا ننتظر كثيرا.



1 : مسلم : الحيض (323) , وأحمد (1/366).
2 : الترمذي : الطهارة (65) , وأبو داود : الطهارة (68) , وابن ماجه : الطهارة وسننها (370) , وأحمد (1/337) , والدارمي : الطهارة (734).
3 : الترمذي : الطهارة (65) , وأبو داود : الطهارة (68) , وابن ماجه : الطهارة وسننها (370) , وأحمد (1/337) , والدارمي : الطهارة (734).
4 : الترمذي : الطهارة (65) , وأبو داود : الطهارة (68) , وابن ماجه : الطهارة وسننها (370) , وأحمد (1/337) , والدارمي : الطهارة (734).
5 : الترمذي : الطهارة (65) , وابن ماجه : الطهارة وسننها (370).

شرح بلوغ المرام لفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ



منقول من موقع شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله
 

رد مع اقتباس
الجوهرة غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )  أعطي الجوهرة مخالفة
الجوهرة
عضو مميز
رقم العضوية : 10
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة : في قلب أمي الحبيبة
عدد المشاركات : 2,106 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 02-03-2012 - 11:33 PM ]

لكـ خالص احترامي



رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:53 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML