منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي أ/أحمد مخالفة
أ/أحمد غير متواجد حالياً
 
أ/أحمد
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 121
تاريخ التسجيل : Apr 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,285 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي أساليب أهل الأهواء والشبهات لتفريق السلفيين/ لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله البخاري-حفظه الله-

كُتب : [ 01-25-2012 - 02:40 PM ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أقدم لكم إخوتي محاضرة قيمة لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-حفظه الله-أجاد فيها وأفاد، فجزاه الله عنَّا وعن المسلمين كل خير.

التفريغ:

بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

من أعظم الأسباب الحقيقة لوجود هذه الإشكالات والمشاكل بين الطلبة وبين الإخوان عمومًا في العالم الإسلامي كما يقال وغيره، ووجود هذه المناحرات والإشكلات بين الإخوة لها أسباب من أعظمها في نظري: (تسلط أهل الشهوات والشبهات على أهل الحق).

وعندما يتسلط أهل الأهواء عمومًا-الشبهات والشهوات-على أهل الحق ولا يجدون منهم دفعًا لهذه الشهوات ولهذه الشبهات يجدون في هذه الإشكالات التي يوردون على أهل الحق وأهل السنة مدخلًا يدخلون من خلاله إلى تمزيق الصف السلفي وبث الشكوك والشبهات فيما بينهم.

ومن أعظم وأخطر ذلك أهل الشبهات، لأن ليس لهم وجه واحد لهم وجوه عديدة، وأبوابهم وأبواقهم كثيرة، كذلك أهل الشهوات.

يقول الإمام ابن القيم-رحمه الله-: (...قَدْ يَتَسَلل إليكَ لصُ الْهوى وَأَنت فِي زَاوِيَة التَّعَبُّد ثمَّ لا يجد مِنْك طردا لَهُ فَلَا يزَال بك حَتَّى يخْرجك من الْمَسْجِد...)، يعني: هذا تصوير في غاية من الدقَّة منه-رحمه الله-.

قال: (...قَدْ يَتَسَلل إليكَ لصُ الْهوى...) يصف لك الهوى باللص، ومعلوم أن اللصوص لا يأتون إلَّا على حين غرة من أهل الدار وأهل البيت، ولو كان البيت حصينًا وكبيرًا والأبواب كلها من حديد، ولكنك تركت ماذا؟، فرجة يسيرة هكذا في آخر الليل ما أغلقت الباب تركته مردودًا أو مفتوحًا قليلًا يتسلل من ذاك.

قال: (...قَدْ يَتَسَلل إليكَ لصُ الْهوى وَأَنت فِي زَاوِيَة التَّعَبُّد...) متنسِّك، (...ثمَّ لا يجد مِنْك طردًا...) لِمَا جاءك به والعياذ بالله من الهوى ومن الكذا، (...فَلَا يزَال بك...) كل مرة يأتيك بأخرى وثانية وثالثة (...حَتَّى يخْرجك من الْمَسْجِد...)، وهذا موجود-بارك الله فيك-.

فلا يزال أهل الأهواء-عمومًا-، ولهذا سُمِّي أهل الأهواء: (أهل الأهواء) لأن الهوى يهوي بصاحبه، يأتون بالشبه هنا وهناك على أهل الحق يوردونها واحدة تلو الأخرى لا يجدون دفعًا لهذا البلاء، ولا يمكن أن يدفع إلا بالعلم الصحيح المبني على الوحيين، ليست هي فُتُوَّة!، وليست هي عضلات!، هي دفع لهذه الشهوات والشبهات بالعلم الصحيح المبني على الوحيين بفهم السلف-رضي الله عنهم وأرضاهم-، هذا هو الحصن الذي من دخله كان من الآمنين.

قال الله-جل وعلا-: (...وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(آل عمران/101) بمعنى: من اعتصم بغيره؟، أضلَّه الله-عز وجل-ولم يهدَ.
فعندما يتكالبون ويضربون-ولهم كما قلت: أوجه وأبواب عديدة-يجدون أهل السنة في ضعف شديد، شبهة ترد ما يستطيعون الدفع يبحثون ويتمزقون بسببها، يأتي أهل الشهوات كذلك، وهذا من هنا وهذا من هنا كل يوم تأتيهم فتنة تجتال مجموعة وترفع معها أمَّة.

طيب، وفي النهاية؟، يضعف أهل الحق وحملته، ولا يمكن أن تقوَ البدع في مكان إلَّا يقينًا تجد أن أهل السنة قد ضعفوا في ذاك المكان، هذه عملية طردية عكسية، كما أشار إلى هذا شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى-، ما تضعف السنة في مكان إلَّا ويظهر في مقابلها وتقوى البدع وأهل البدع، ما تضعف البدعة في مكان إلَّا هذا دليل على نصرة السنة وعلو أهلها وقوة أهلها، تضعف السنة يقوى أهل البدع، تضعف البدعة يقوى أهل السنة.

طبعًا قوة أهل السنة ليست القضية فقط سيف! علم، بغير هذا ما يمكن أن تدفع ولا ترفع الجهل لا عن نفسك ولا عن غيرك ولا تدفع هذه الشبه.

يعني: يكثرون على أهل الحق فيشوشون عليهم الحق الذي يعرفون، ويقع الإنسان في التنكر للحق الذي يعرف (والضلالة كل الضلالة أن تنكر ما كنت تعرف).

الآن كأنه يصور إلى أن المنهج السلفي هذا الذي يفهمه الشباب والإخوة وأهل السنة في كل مكان يحتاج إلى تجديد!، وكل يوم والثاني تأتينا قاعدة، صحيح؟، قواعد كأن هذه القواعد غابت عن أئمة أهل السنة-علماء أهل السنة-هذه القرون كلها وهدى الله إليها فلان أو علَّان.

ثمَّ تحتاج إلى طرد هذا اللص، وإذا ما جئت لتطرد هؤلاء اللصوص قامت الناس يصيحون في وجهك: يا أخي يا شيخ أنت متشدد إلى متى بس تدفعون؟، كذا وكذا وكذا، طيب ماذا نفعل نترك اللصوص يدخلون؟، دخل من قبلهم ومزقوا وفرقوا وشوشوا كثيرًا.

في فترة مضت يذكر شيخنا الشيخ ربيع-وفقه الله-في أيام أزمة الخليج لَمَّا دخل العراق الكويت، طبعًا قبل أن تحصل هذه الفتنة كانت الناس يعني الحمد لله يعني: غالبها، أهل الأهواء موجودين لكنَّهم في ضعف-ولله الحمد-، والسنة والسلفية ظاهرة وقوية.

الشيخ ابن باز-رحمه الله-كان إذا أفتى فتيا تمشي في الناس كأن أحمد بن حنبل هو الذي أفتى، ما يجرؤ أحد على أن يقول كذا ولا يفقه واقع ولا...ولا...ولا...، فلمَّا وقعت فتنة الخليج-أزمة الخليج-بدأ أصحاب فقهاء الواقع هؤلاء، نعم، ومشايخنا وعلماءنا لكن تعرف مضغوط عليهم، هذه شبهة جاءت-مرَّت-ما في من يطرد.

وجاء الآخر ماذا يقول مثلًا: (فقهاء! ومشايخنا وعلماءنا على العين والرأس لكن تعرف الدول لها سياسات-إملاءات-).

والآخر: (لا يفقهون الواقع، مشايخنا يعني: هم الحمد لله سدُّوا لكن هذه الأمور لا يعرفون السياسة).

جاءت هنا وهنا وهنا شوف (شُبَهْ!) وجدت آذان من الطلبة ومن الناس صاغية بدؤوا يتلقفونها، تزعزعت يعني: ثقة المشايخ في نفوس كثير من الناس، عالم فاضل لكن معلش هذه المسائل لا يعرفها!، شككوا في ثقة الناس في علمائهم.

كما قال الله-جل وعلا-: (...إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ...) والحبل الذي بينك وبين الله هم العلماء، فقطعوه، وإذا قطع الحبل الذي بينك وبين الله وهم-العلماء الذين يدلونك إلى الحق ويرشدونك إليه-، فالقطع-قطع الحبل-الذي بينك وبين الناس وهم: الحكام، أسهل ما يمكن قطعه، إذا شككوك في علماءك الربانيين فالتشكيك في الحكام أسهل بكثير من باب التعريج على فسقهم وفجورهم و...، طبعًا هم يكذبون ويفجرون فيقطعونه بسهولة، لكن التشكيك في العلماء هو الإشكال، فإذا سقطت سقط الحبل بينك وبين الله والحبل الذي بينك وبين الناس تلقفوك هم وحضنوك، ثمَّ أملئوا-والعياذ بالله-عليك هذه الشبه.

فكان يقول شيخنا-وفقه الله-، يعني، يقول: (...بعد أن صارت هذه الأزمة صار الشيخ ابن باز إذا ما تكلم لا يلقون له بالًا، وقبل هذا كان كأنه أحمد بن حنبل يتكلم...).

ولهذا: تلحظ أن الشاطبي-رحمه الله-في الاعتصام أو في الموافقات أنا نسيت الآن نصَّ-رحمه الله-قال معددًا بعض علامات أهل الأهواء، قال[1]: (ومن ذلك تقبيح فتاوى العلماء في أسماع العامة لينفروهم عن السنة).

من مسالك أهل البدع: تقبيح فتاوى العلماء في أسماع العامَّة لينفروهم عن السنة، لا أنَّ العلماء هم السنة، ولا أنَّ السنَّة هي العلماء، لكن العلماء يرشدون إلى السنة ويدلون الناس إلى الحق، ولذلك لهم من الحقوق مثلمَا لِمُوَرِّثِهم-عليه الصلاة والسلام-في قوله: (...العلماء ورثة الأنبياء...).

فعندما يقبِّحون وينفِّرون! وهذا مسلك قديم لأهل البدع، لَمَّا كانت الناس حول الإمام الحسن وحول محمد بن سيرين وغيرهم من العلماء، ضاق بهذا عمرو بن عبيد المعتزلي مع أنه متنسك، فلَمَّا تكلم في هؤلاء، قال ماذا؟، هؤلاء علماء خرق!، فلكل قوم إيش؟، وارث.

ذمًّا لينفروا الناس أو لينفر الناس عن الأخذ عن الإمام الحسن والإمام محمد بن سيرين وعلماء أهل السنة في ذاك الوقت.

فإذا لم يجد الإنسان الطرد لهذا والدفع تستقر الشبهة، تَمُر فتجد فراغًا تستقر فيه.

والإشكال العظيم أيضًا الذي يتولد من هذا أن العقول عندما تكون فارغة غير ممتلئة بالحق إذا مَرَّت هذه الشبه تستقر، فإذا استقرَّت بعد ذلك يصعب عليك يعني: بصعوبة بالغة أن ترفع ما استقر في النفوس، لماذا؟، لأنه إذا دخلت الشبهة في القلب وكانت مغلفة استقرت على أنها حق، فأنت صاحب حق تريد أن ترفع الباطل الذي استقر تحتاج إلى جهد إيش؟، مضاعف وجهيد حتى تستخرج الباطل وتجعل محله ماذا؟، الحق.

ولذلك أهل الأهواء مباشرة ما أن يضعف أهل السنة إلَّا جاءوك من كل مكان، رموا عليك الشبه في كل مكان، ما أصابت هذه تصيب هذه، ما استقرت هذه تستقر هذه.

ولهذا الإمام ابن القيم-رحمه الله-ذكر في نصيحة يعني: استفادها من شيخه الإمام ابن تيمية-رحمه الله-قال: (...فكانت كلَّمَا تَمُر عليه شبهة آتي بها للإمام ابن تيمية فيزيلها يعني يدفعها أو يبينها لي، فلمَّا أكثرت عليه قال لي: يا بني (...لا تجعل قَلْبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فَلَا ينضح إلا بهَا وَلَكِن اجْعَلْهُ كالزجاجة المصمتة تمر الشُّبُهَات بظاهرها وَلَا تَسْتَقِر فِيهَا فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وَإِلَّا فإذا اشربت قَلْبك كل شُبْهَة تمر عَلَيْهَا صَار مقرا للشبهات اَوْ كَمَا قَالَ فَمَا اعْلَم اني انتفعت بِوَصِيَّة فِي دفع الشُّبُهَات كانتفاعي بذلك.

وهذا هو الحق-بارك الله فيك-، لذلك القلوب إذا ما ملئت بالحق ملئت بالباطل، والباطل ليست له صورة له صور كثيرة، فتوارد مثل هذه الشبه، وتوارد مثل هذه يعني:، أقول: وتوارد مثل هذه الشهوات والشبهات من أهل الباطل نعم، يجعل أهل الحق في خلاف دائمًا لأنهم سوف يلتفون حول هذه قاعدة تقبلها النفس لا تقبلها النفس تقبلها يعني: يتوافق مع هوايا لا يتوافق معه وهكذا.

فيفترق أهل الحق في باطل قد ورد عليهم، ولو كانت القلوب ممتلئة بالحق الصافي النقي ما اختلفوا على هذا.

قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-: (...أَعلَى الهمم فِي طلب علم الْكتاب وَالسّنة والفهم عَن الله وَرَسُوله نفس المُرَاد وَعلم حُدُود الْمنزل وأخّس همم طلاب الْعلم قصر همته على تتبع شواذ الْمسَائِل وَمَا لم ينزل وَلَا هُوَ وَاقع أَو كَانَت همته معرفَة الِاخْتِلَاف وتتبع أَقْوَال النَّاس وَلَيْسَ لَهُ همة إِلَى معرفَة الصَّحِيح من تِلْكَ الْأَقْوَال وقلّ أَن ينْتَفع وَاحِد من هَؤُلَاءِ بِعِلْمِه...)[2]، شوف!.

قَلَّ أن يفلح!، فمثل هذا الكلام، كلام يعني: مثل شرب الماء البارد للقلوب النظيفة الصافية النقية، والعكس بالعكس فإذا القلب كان ممتلئًا بالضلال والهوى والشهوات أبدًا لو صحت عليه صباح مساء إلَّا أن يشاء الله-جل وعلا-.

فيجب على أهل الحق أن يعرفوا الحق جيدًا وأن يثبتوا عليه، ما كلَّمَا جاءهم رجل ألحن حجة من الآخر تركوا دين محمد-صلى الله عليه وسلم-لقوله، يكون كالشكاكة كلما يأتيهم إنسان تركوا الدين، هذه مذمَّة ومنقصة على الإنسان ما يعرف يلزم الحق ما هو لازم أن يخوض، والخوض في كل ما يحصل بلاء.

فهذه كما قلت من الأسباب العظيمة الْمُفَرِّقة لأهل الحق ومشغِّبة عليهم، وقد عرف أهل الأهواء كيف يدخلون على أهل الحق فدخلوا من أكثر من جهة، وكل يوم تنبت لنا نابتة هنا وهنا وهناك، باسم منهج السلف-خَلِّ بالك-وكلهم يتكلموا باسم السلفية.

أنت: لو الآن جاءنا أي داعية إخواني ولَّا تبليغي ولَّا قطبي ولَّا الذي يكون يريد أن ينشر فكر التكفير أو القطبية أو الإخوانية اللي يكون، وطلب السلفيين ما يأتيه أحد، يقول: سندعوكم إلى منهج الإخوان!، ما يقبل أحد، الإخواني لو ذهب إلى التبليغ قال لجماعته أعطوني مجموعة، ما يعطونه، كيف؟، ولو ذهب إلى كذا ما يعطونه، كذلك الغير.

لكن يأتي هؤلاء الدسائس بماذا؟، باسم السنة، لأن الشباب السلفي شباب طيب، على الفطرة السنيَّة، نعم، فيأتي إلى الشباب، كيف؟، ما هي القاعدة الصلبة؟، شباب أهل السنة السلفيين، يتكلم قال الله، قال رسول الله، قال الألباني، قال فلان، قال أحمد، قال الأوزاعي، قال كذا؟، فتنجذب القلوب إليه إنه والله هذا كلامه كلام أهل السنة، إذًا سلفي!!، مباشرة يعطونه ماذا؟، هذه التزكية فيلتف الطلبة حوله.

ثمَّ يبدأ يدخل البلاء شيئًا فشيئًا، جرعة فجرعة، طبعًا هي نكت يضرب الأولى تَمُر، يضرب الثانية بعد حين تَمُر، والثالثة، أنت تتعامل معه من باب أن لا تسيء الظن-إحسان الظن-لعله لا يقصد!، لعلها زلقة لسان!، هذه مع هذه مع تلك وإذا بها بعد حين صارت جبال من الشبه، وصارت عقيدة عنده، الذي جعلك تقبل العاشرة والحادية عشر السبب: أنك قبلت الأولى.

ولهذا قال المفضَّل بن المهلهل-رحمه الله-كما في الإبانة الكبرى: (...لَوْ كَانَ صَاحِبُ الْبِدْعَةِ إِذَا جَلَسْتَ إِلَيْهِ يُحَدِّثُكَ بِبِدْعَتِهِ حَذَرْتَهُ, وَفَرَرْتَ مِنْهُ, وَلَكِنَّهُ يُحَدِّثُكَ بِأَحَادِيثِ السُّنَّةِ فِي بُدُوِّ مَجْلِسِهِ, ثُمَّ يُدْخِلُ عَلَيْكَ بِدْعَتَهُ, فَلَعَلَّهَا تَلْزَمُ قَلْبَكَ, فَمَتَى تَخْرُجُ مِنْ قَلْبِكَ...)، تدخل في القلب مغلفة، وهكذا جاؤوا على الشباب، لو نظرت وتأملت أكثر المشاكل الآن، ما اختلف أهل السنة في حسن البنا وفي سيد قطب يعني: وكذا، يعني: لَمَّا ظهرت الحقائق ما اختلفت الناس، صحيح؟.

لكن لَمَّا جاءنا أبو الحسن، عرعور (نصحح ولا نجرِّح) وما أدري إيش! (إن حاكمت حوكمت) القضايا هذه والأصول هذه صار في اضطراب صحيح؟، أثَّر، ومن أعظم التأثير أيضًا فتنة المأربي وبلاء المأربي، لِمَ اشتد بلاء هذه الفتنة؟، لأنه وجد في هذا الانترنت كل الكلام يزبر في هذا الانترنت، وخاضت الناس الجهلاء والجبناء والدخلاء والكل يتكلم.

وكنت أقول: لا ينبغي لكل أحد، كثير من الطلبة لا يستوعبون ولا يفهمون مكامن الخطر والخطأ في هذا الكلام، والانترنت هذا كل الناس تكتب، الجبان صار أسدًا من وراء الجهاز، أو علَّان أبو فلان، من هو هذا؟، هل تستطيع أن تثبت أنت أو غيرك أن الذي يكتب كلهم أهل سُنَّة؟، قد يكون منهم يهود أو نصارى ومجوس وجِنّ وإن شئت من شياطين الإنس وشياطين الجن، ما الذي يمنع؟، كل ما يُكتب خلاص نُصَدِّق؟.

شباب، مشاكل، صارت العقول الآن في الإنترنت والفقه صار يؤخذ من الإنترنت وكل من تكلم صار هو العالم والشيخ، صحيح؟، كم مشايخ الإنترنت الآن؟، ما أكثر هؤلاء! صبية، أطفال صاروا يشيخون!.

بل بعض الطلبة مِمَّا أضحكني المضحك المبكي أنه لَمَّا ذكر مسألة قال: (هذه المسألة قال بها الشيخ ربيع والشيخ فلان!!)، أحد مشايخ الإنترنت الأطفال، فصار في مَصَافّ ربيع ومَصَافّ المشايخ الآن! يرجح بقوله!، والله مهازل، مبكي هذا الأمر، هذا أمر مبكي.

فعندما يرى أهل الأهواء والبدع هذه عقليات بعض أهل السنة إلى هذا المستوى نزلوا ليش ما يرمون عليهم بعشرات الشبه؟، هذه علومهم، هذه بضاعتهم بضاعة مزجاة تعبانة!.

ولذلك أنا قلت ولا زلت أقول: ما علا سيف السنة والعلم رؤوس أهل الأهواء جميعها إلَّا وقطعها-سيف السنة والعلم-أبدًا، ولك أن تتأمل منذ أن بعث الله نبينا محمدًا-صلى الله عليه وسلم-بالرسالة الحقَّة هذه إلى يومنا هذا، انظر في المصلحين المجددين كلهم ستجد أنهم علو رؤوس أهل الأهواء جميعًا بسيف العلم والسنة.

وهذه نقطة أخرى أيضًا، لعل الإخوة بعضهم نشر هذا عنِّي كلمة وجهناها للإخوان في قضية كبرى ومفصلية ومهمة تتعلق بالتميُّز-تميُّز أهل السنة-، التميُّز بصحة الاعتقاد وصفاءه ونقاءه، والتميُّز بصحة الاتباع لرسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-، صفاء ونقاء على المنهج الحق، وتمايز عن أهل البدع (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ...)(آل عمران/179).

ويقول-جل وعلا-: (...وَلتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)(الأنعام/55).

فما يمكن أن يبقى الناس كلهم في غمغمة ودمدمة.

لو تنظر إلى الأئمة الذين ذهبوا منهم الإمام أحمد ومن قبله ومن جاء بعده تَمَيَّزوا ومايزوا أهل البدع وفارقوهم وأهل الأهواء والفسوق والفجور، الآن خلاص التعايش مع الآخر! مو عندنا هذه النبرة الآن الطالعة؟، يعني: من النظرات الصاعدة الآن، التعايش مع الآخر! قبول الآخر! صار يعني: تغيير حتى في اللفظ الشرعي (الآخر!)، إيش هو الآخر هذا من هو؟، الكافر يدخل فيه، يدخل فيه المبتدع، يدخل فيه العاصي، يدخل فيه جميع من سبق (الآخر!) غيرك يعني، وغيرك كثير، المسلم الفاسق، المسلم الفاجر، المسلم العاصي، المسلم المبتدع، وغير المسلم، واضح؟، فلا تَمَيُّز.

وما أكثر هذه الشبهة التي تزبر علينا من كل مكان، فلا بد لأهل السنة أن يتميَّزوا، ولا يمكن أن يتميزوا إلَّا بماذا؟، بالعلم الصحيح، إذا غرس فيك العلم ورضعت العلم وتعلمت العلم الصحيح كما بيَّنا فيما مضى كلام الإمام ابن القيم-رحمه الله-تميَّزت بصحة الاعتقاد وصفاءه ونقاءه وقوته وصلابته، وكذلك تميَّزت بتجريد الاتباع لرسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-وصحته، نعم، والانتصار للحق والذبِّ عنه وعن أهله كذلك مايزت أهل البدع ما يمكن يمشون معك أهل البدع ولا أهل الضلال ولا غيرهم ما يمكن!.

انظر: أنت لك أن تستعرض التاريخ كله تميُّز وتمايز، لكن لَمَّا يضعف أهل الحق خلاص ذابت الناس.

كان عندنا يعني: قبل فترة يمكن صار مؤتمر في الجامعة، بعض الطلبة جاءني لَمَّا صار هذا المؤتمر (الإرهاب) ما أدري إيش كلام كده، قبل فترة ويا شيخ ويا شيخ، الطلبة، في طبعًا أسماء من أهل الإرهاب هم، طبعًا أنا هذا الاسم لا أعتبره، (الخوارج) هذا اسمهم الشرعي.

قال: يا شيخ كيف كذا؟، وكيف...؟، قلت له: يا أخي-بارك الله فيك-أنت وإيَّاه لا يكون الإنسان إمَّعة كلَّما جاءه رجل ألحن حجة من آخر ترك دين محمد لقوله لو كان من كان، (فالضلالة كل الضلالة أن تنكر ما كنت تعرف)، نحن على يقين من ديننا ما عندنا شكَّاكة!، ولو تغيرت الأسماء وتغيرت الظروف ما نترك دين محمد-عليه الصلاة والسلام-لأقوال فلان وعلَّان من اللعابين هؤلاء.

طيب، ما العمل؟، قلت له: العمل الثبات على الحق، ولزوم الحق، والتميُّز بالثبات عليه، من أهم ما يمكن أن يكون في مثل هذه المقامات تقرير الثبات على الحق، لك أن تتأمل حديث الدجال في آخر الزمان وهو عند مسلم وعند غيره والبخاري وغيره حديث طويل، طبعًا عندما يخرج ومعه جنة ونار إلى غير ذلك وفي الحديث قال: (...فيخرج إليه شاب من أهل المدينة...) اللفظ، فيجري بينهم الحوار الشهير المشهور و...و...إلى آخره.

ثمَّ لَمَّا يقطعه نصفين ويَمُر من خلاله ثمَّ يقول: إحيا فيحيا، ويحاول شقه مرة أخرى لا يستطيع، فيقول: (...ما ازدَدّت بك إلا كفرًا أنت الذي حدَّثنا عنك رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-...).

انظر عرف الشاب أن العصمة في ماذ؟، في لزوم السنة والحق فاستدل بالحق على الباطل مع ما في هذا الباطل من قوة، يصحب معه جنة ونار وعالم تركض، يقول للسماء أمطري تُمطِر للأرض أنبتي تنبت فتنة عظيمة، لزم هذا الشاب العصمة لأن الله قال: (...وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ...)(آل عمران/101)، لزم الحق هذا فتميَّز، تميَّز بصحة الاعتقاد هذه وصفاءه وصحة الاستدلال، وتميَّز أيضًا بصحة الاتباع لرسول الله-عليه الصلاة والسلام-وتمايز عن أهل الضلال وغيرهم الذين ماذا؟، يصحبون الدجال، وفارقهم (...أنت الذي حدَّثنا عنك رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-...).

فلا يمكن! حتى في أحلك الأمور الثبات والرسوخ في السنة والثبات عليها، ما يمكن، من رغب في النجاة بغير هذه الطريق هلك أبدًا.

ولهذا ذكر الإمام ابن القيم-رحمه الله-أن التوفيق أن يهديك الله إلى الطاعة وأن يعينك عليها، بعض الناس يعرف الطاعة لكن ما يعان عليها، قال: والخذلان أن يكلك الله إلى نفسك، هذا هو الخذلان أن يكلك الله إلى نفسك، من ينصرك؟، من ينصرك إذا كان الأمر كذلك؟، والقضية ترى ما هي شيء! هي ظاهرها يعني: شديد، لكن عند التأمل هي شيء يسير جدًا، بس تحتاج إلى الصبر على السنة كما قال-صلى الله عليه وسلم-في الصحيح: (إنما النصر صبر ساعة)، اصبر فعاقبة الصبر دائمًا تكون حميدة، لا يمكن أن تكون إلَّا حميدة، فلزوم الحق مهم والثبات عليه مهم.



نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
وصلى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

 

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML