منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة

كلام أهل العلم في أحمد ديدات

منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي أ/أحمد مخالفة
أ/أحمد غير متواجد حالياً
 
أ/أحمد
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 121
تاريخ التسجيل : Apr 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,285 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي كلام أهل العلم في أحمد ديدات

كُتب : [ 01-25-2012 - 04:33 PM ]

هذا كلام للشيخ يحيى الحجوري وفقه الله
في بيان حال أحمد ديدات
http://aloloom.net/upload/h/fatawa/fawa3d/fdh32.mp3
ضلالات ( أحمد ديدات )
( 1 )
يقول الشيخ / محمود بن رضا صالح المراد
في كتابه " ثوابت الدعوة من الكتاب والسنة ونقد كتاب الإختيار لأحمد ديدات " .
في ( ص 1 ) قال الشيخ محمود المراد :
" وعليه فإن الداعية الذي ينطلق من منطلقات مختلفة أو تجاوز ثوابت الدعوة ، فإنه يهوي بتجاوزه هذا في ظلمات الابتداع ، فكما تكون البدعة في أصل العمل تكون كذلك في المنهج والوسيلة . فإن اعتمد الداعية على التنـزيل أحسن وأصاب . وإن اعتمد على نفسه ، وكل إليها فضل وخاب .
لقد حوى هذا الكتاب الذي بين يديك ، اخي القارىء ، عددا من ثوابت الدعوة ونقداً لكتيبات أربعة لـ ( أحمد ديــــدات )
باللغة الانجليزية تدور حول إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من الانجيـل ، جمعها في مجلد سماه " الإختيــــــــــار "
ونظرا لما في هذه الكتيبات من تجاوزات وأخطاء في العقيـــدة
لا يحل السكوت عنها ، ونظراً لأن قراء هذه الكتيبات هم من الاعاجم الذين لايتكلمون العربية ،فقد رأيت أن من واجبي أن أبين مواطن الخلل في هذه الكتيبات لعل بياني هذا يكون معذرة الى ربي ، ولعل الذين يروجون هذه الكتيبات من اهل الخير بقصد حسن ، ودور النشر وباعة الكتب يعيدون النظر في ترويجهم لها .
وقال في ( ص 5 ) :
ظاهرة الحوار الديني
شاعت في الآونة الأخيرة ظاهرة الحوار الديني والمناظرات مع النصارى ، وأخذت المطابع تقذف بغثائها حول هذا الموضوع بلا روية ، وركز كثير من القائمين على الدعوة جل اهتمامهم على دراسة الانجيل لاستنباط أدلة من نصوصه تثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
فانتشرت الأناجيل بين أيدي الدعاة الأعاجم لا بواسطة المنصرين ولكن بواسطة من رفع لواء هذا الضرب من الدعوة ، فانشغلوا بحفظ مافي الإنجيل عن حفظ ما في القرآن ، وبأدلته عن أدلة القرآن ، فلم يبق للتوحيد حظ في دعوتهـــــم .
فبدلاً من أن يعطي المأمول إسلامه كتابا عن التوحيد ، يعطى كتيبات يؤكد مؤلفها إثبات
نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، من دين النصارى ، وانتشرت هذه الكتيبات في أيدي الدعاة والمدعوين فما التقيت بأحد ممن يوزعونها أو ممن يمولون توزيعها إلا وسألته أقرأها واطلع على ما فيها ورد علي بالايجاب ، ولو أنهم قرأوها وعرفوا ما فيها لما انتشرت في المكتبات أو بين المسلمين الجدد .
وقال أيضا في ( ص 5 ) :
اما المناظرات فلها شأن آخر ، فالمناظرة لغة أن يناظر الرجل رجلاً آخر في أمر اذا نظرا فيه معا كيف يأتيانه .
والمقصود بالمناظرة الدينية والسياسية مناقشة قضية عامة على ملأ من الناس بين طرفين ، مؤيد ومعارض يسعى كل طرف منهما لإقناع المستمعين بحجته ، فمن كان ألحن حجة من صاحبه هوت إليه أفئدة المستمعين بغض النظر عما إذا كان على حق أو باطل . فتفوق طرف على آخر لايعني بالضرورة إصابته الحق ، ومن هذه الحيثية فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من مغبة اللحن في الحجة من أجل إقناع الحاكم أو القاضي للحكم في صالحه لما ثبت في الصحيحين عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع منه ، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئاً فإنما أقطع له قطعة من النار ) . أخرجه البخاري ومالك وأبو داود ، الصحيحة 1162 .
فها هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي كان يأتيه الوحي من السماء ، يقضي بنحو ما كان يسمع من حجة فما بالك بمن دونه صلى الله عليه وسلم بآجال ؟ .
ثم إن هناك أمر آخر ينبغي التنبيه اليه ، وهو وجود عوامل خارجية تؤثر على المستمعين من الطرفين المتناظرين .
وقال في ( ص 6 ) :
ولكن المناظرات التي تجري بين مسلمين وكفرة يسعى فيها المناظر المسلم الغلبة على خصمه الكافر على مسمع من الحضور ليقنع الكافرين منهم بوجهة نظره .
فالمسلمون في غنى عن مناظرة أو غيرها لإقناعهم ، اذ ليسوا هم المستهدفون ، ولكن الكفرة هم المستهدفون ، ومن الطبيعي أن تميل قلوبهم مع أخيهم المناظر الكافر ، أضف الى هذا احتمال كون المناظر الكافر ألحن حجة من المناظر المسلم ، عندها لاتقتصر النتيجة على هزيمة المناظر المسلم امام الكافر فحسب ، بل تتجاوز ذلك الى تعزيز ايمان الكفرة بكفرهم وتمسكهم به ، وهذا بحد ذاته أحد الآثار السلبية التي تترتب على هذه المناظرات وكفى بهذا إثمـــاً .
وليكن معلوما من جهة اخرى ، ان من يدخل الاسلام بمناظرة نتيجة اتباع المناظر الألحن حجة ، قد يخرج منه بحجة ألحن ، وهذا خلاف من يدخل الاسلام بقناعته بعقيدة التوحيد ، فهذا تمسك بالعروة الوثقى ، وذاك تمسك بالحجة لو لقى .
كان من الممكن إعتبار هذه الظاهرة أمراً عارضاً لايستدعي الوقوف عنده لتحليل أو نقد علمي ، لولا أنها شغلت حيزاً في ساحة الدعوة أوسع مما تستحق ، ولولا أن كثيراً من الدعاة شغلوا بكتب النصارى عن طلب العلم الشرعي ، فلا هم إستفادوا ، ولا غيرهم أفادوا ، لا بل إن ثمة من القائمين على الدعوة من ينسب الى أهل " الإختصاص ! " من حصر همه في تعليم الدعاة كيفية مناظرة النصارى من الإنجيل ، فصار الإنجيل منطلق الدعوة وأساسها بدلاً من كتاب الله وعقيدة التوحيد ، وصارت نصوص الإنجيل هي التي يستشهد بها بدلاً من نصوص كتاب الله المنـزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
فلا حول ولا قوة الا باللــــــه .
وقال ايضا في ص 6 :
أهمية سلامة المعتقد والالمام بالنص
إن التخصص في مجال ما من مجالات الدعوة أمر محمود ، فمن انفرد بجانب من جوانبها وركز اهتمامه فيه بعد سلامة معتقده كان لدعوته أثر فعال ، أضف الى هذا حقيقة أن سلامة المعتقد وفهم النص القرآني ، والسنة المطهرة لغةً وفقهاً يحول بين الداعية وبين وقوعه في حيز التنازلات على حساب دينه ، ويربطه بالمنهج النبوي ويعينه على الإستدلال من التنـزيل وتفنيد دعاوى أهل الكتاب كما فعل شيخ الاسلام ابن تيمية حين أعد سفره العظيم " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " فمن يحتج بمناظرة شيخ الاسلام لقسيس نصراني ، يقال له ان شيخ الاسلام لم يناظره شروعا ، وانما كتب سفره هذا رداً على كتاب ورد إليه من قبرص فيه احتجاج لدين النصارى ، لما يحتج به علماء دينهم من الحجج السمعية والعقلية ، ومع هذا فإن شيخ الاسلام رحمه الله كان حبر الأمة في عصره ، نهل من العلوم كلها ، وارتوى منها فكان له في كل منها باع طويل ، وقدم راسخة ، فشتان بينه وبين بعض مناظري هذا العصر .
وقال في ص 7 :
أزمة انعدام الثقة :
لهذه الأزمة عوامل نفسية جماعية كرسها واقع المسلمين في التاريخ المعاصر ، فالمسلمون اليوم مصنفون بين شعوب دول العالم الثالث لا أثر لهم على الساحة العالمية يداني أثر تلك الساحة عليهم ، وإن نظرة واحدة الى خارطة العالم السياسي تؤكد هذه الحقيقة ولامجال هنا للتفصيل ، وقد ترك هذا الواقع آثاراً سلبية على تفكير كثير من المسلمين ، فكان لهذا أثر على مواقفهم ، وأخص بالذكر منها المواقف الدعوية .
وكنتيجة حتمية لهذه السلبية في التفكير ، فقد البعض القناعة بأن الاسلام دين الحق ، فما ان تعتنق الاسلام شخصية معروفة ، أو رمز من رموز السياسة أو الفن ، أو غير ذلك سرعان ما يعطى مركز الصدارة في المؤتمرات والندوات ، ويحظى بمقابلة أكابر وأعيان البلد ، وإن طلب تبرعاً أعطي بسخاء ، وإن سأل حظوة نالها بلا عناء ، ليس هذا فحسب ، بل إنه يدعي للتكلم باسم الاسلام والمسلمين ، فلا يدري هذا المسكين ما عساه يقول ولم يمض على اسلامه ايام ، فيضطر لتحدث عن دوافع اسلامه المرة تلو المرة حتى يستهلك طاقته ، ويجف حلقه ، كما كان حال يوسف اسلام ـ المغني البريطاني سابقاً " كات ستيفن " ـ ، وروجيه جارودي الفرنسي ، وكاري ميللر القسيس الكندي ، وستيف جونسون الفيلسوف الامريكي .. وغيرهم
أين هم الآن ؟
هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ؟
رأيناهم كيف صعدوا ورأيناهم كيف هووا بنفس السرعة التي صعدوا فيها .
إن امثال هؤلاء أضعف من ان يتحمل الواحد منهم مسؤولية الدعوة الضخمة فالمسلم الجديد الذي لم يألف طبيعة الدعوة ولا الصبر عليها ، يفتقر الى أبسط مبادىء الاسلام سرعان ما يفقد قدرته على الاستمرار فلا بد والحال هذا من تقييم الداعية ومادته بمعيار الشرع ، لا بمعيار العاطفة والذوق ، أو العقل ، وأن لايرفع فوق منـــزلته وقدره .
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 2 )
سبب كتابـة هذا البـحث :
دفع إلي أحد الأخوة كتاباً بعنوان " الإختيار " لأحمد ديدات ، بغية مراجعته لمعرفة مدى صلاحيته للنشر ، ولكن انشغالي بإعداد كتاب حول فقة المرأة ، وترجمة واختصار تفسير ابن كثير حال بيني وبين انجاز المطلوب ولم يتسن لي حينئذٍ الاطلاع على كتاب ديدات ذاك ، ثم لم ألبث إلا أن دفع إلي أخ آخر كتيباً بعنوان :
" المائة " للمؤلف نفسه ، وذكر لي ان فيه كفر صريح ، ولايجوز السكوت عنه ، فجمعت على إثر ذلك كتيبات أخرى للمؤلف وشرعت في مراجعتها ، فتبين لي بالفعل أنها تحوي أخطاءً خطيرة ، فقرأتها واحداً واحداً حتى انتهيت الى كتاب للمؤلف بعنوان " الإختيار " الذي وصفه ديدات أنه آخر كتبه ، ثم تبين لي أنه عبارة عن أربعة كتيبات سبق أن نشرها فرادى ، ثم جمعها بعد ذلك في مجلد واحد سماه " الإختيار " الجزء الاول .
وهذا يعني أنه سيجمع كتيبات أخرى له في مجلد ثان وهكذا دواليك ، فكفاني مغبة مــراجعة " الإختيار " .
كتيب ( الـ 100 ) أو ( أعظم مائة شخصية في التاريخ ) ـ 1 ـ
هذا كتاب ألفه رجل نصراني أمريكي إسمه مايكل هارت ضمنه بمائة شخصية عالمية برز كل واحد منها في مجال من مجالات الدين والسياسة والموسيقى وغير ذلك ، وذكر المؤلف سبب اختيار كل واحد منهم ، وجعل على رأس القائمة محمداً صلى الله عليه وسلم .
رويدك أخي القارىء !
لاتدع اختيار مايكل هارت للنبي صلى الله عليه وسلم ، ليكون على رأس قائمة أعظم مائة شخصية في العالم يدغدغ عواطفك ، فما ان تعرف السبب حتى يتلاشى العجب .
ويجدر هنا طرح أسئلة منها :
لماذا اختار هذا النصراني محمداً صلى الله عليه وسلم كأعظم شخصية في العالم بدلاً من نبيـــه عيسى عليه السلام ؟ ولماذا لم يثر رجال الكنيسة ، وقساوستها في أنحاء العالم أكثر من " زوبعة في فنجان " على كتابه ؟ ولِمَ لـم يحتج الفاتيكان على هذا الإختيار ؟.
هذه الأسئلة وغيرها لها أجوبة واضحة وجلية في النص الذي دون فيه هارت سبب اختياره
محمداً صلى الله عليه وسلم على رأس القائمة .
وسيتبين لك أن كل ما حوي هذا النص هو شتم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وليس فيه كلمة مديح له إلا في معرض الذم أو العكس .
أعاد أحمد ديدات ـ هداه الله ـ بدوره طباعة الفصل الذي كتبه مايكل هارت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي ذكر فيه سبب اختياره على رأس القائمة دونما أي اعتراض أو تعليق منه وصنفه في كتيب قال ديدات في مقدمته :
" من هذا البحث الذي شمل شخصيات لامعة مثل عيسى المسيح ، موسى ، قيصر ، الاخوان رايت ، نابليون شكسبير ، كولمبس ، ومايكل انجلو ، صنف هارت محمداً عليه السلام ، رقم واحد ، ثم ختم مايكل هارت الفصل عن حياته بالكلمات التالية :
( إن هذا المزيج الفذ من التأثير العلماني والديني ليؤهل ـ بنظري ـ محمداً أن يعتبر شخصية ذات أقوى نفوذ في تاريخ الانسانية ) .
ثم تابع ديدات قائلاً : " وبترتيب خاص ، حظينا بتقديم الفصل الكامل عن محمد عليه السلام ، من كتاب ( الـ 100 ) لمايكل هارت " .
فلنتحرى في هذا الفصل السبب الذي يشرف مسلماً أن ينقله برمته للمسلمين لكي يشاركوه حظوته .
يقول مايكل هارت مؤلف الكتاب مبيناً سبب اختياره النبي صلى الله عليه وسلم على رأس القائمة :
( أسس محمد ، الذي جاء من أصول مغمورة ، واحدة من أعظم الديانات في العالم وأشاعها ثم صار بعد ذلك قائداً سياسياً ذا أثر عظيم ) .
( كان معظم العرب إنئذٍ مشركين آمنوا بألهة كثيرة ، الا أنه في مكة عدد قليل من اليهود والنصارى الذين عرف محمد منهم ـ بلا شك ـ أول ما عرف عن الاله الواحد القادر الذي يدير الكون بأجمعه ، ولما بلغ الاربعين إقتنع بأن هذا الاله الفرد الحقيقي ( الله ) كلمه واختاره لنشر الدين الحقيقي ) .
( وفي عام 622 م فر محمد الى المدينة ، خوفاً على حياته ، حيث عرض عليه فيها منصب ذو قوة سياسية معتبرة وعلى أثر ذلك حصل على نفوذ جعله دكتاتورياً فعلياً ) .
أولاً وقبل المضي في التعليق ، ليكن معلوماً أن قائمة المائة شخصية حوت الى جانب أنبياء الله ، طواغيت ورموزاً في السياسة والعلم والموسيقى ، وقد لا يلام مايكل هارت على تصنيفه هذا ، فهو كافر ولايقدر أنبياء الله حق قدرهم ، ولهذا فقد صنفهم مع رموز الكفر .
ولكن المأساة ان يتشرف مسلم بكتابة مقدمة لكتاب ذاك الكافر يضفي فيها على المؤلف صفة التكريم .
قال ديدات عنه : ( لم يطلب منا الموافقة معه ، ولكننا لا نملك الا أن نعجب ببحث الرجل وأمانـته ) .
وأمانة هذا الرجل في نظر ديدات هي التي جعلته يختار محمداً في رأس القائمة ، لأنه أسس الاسلام وألف القرآن ـ كما سنرى ـ
ثم يتابع ديدات معبراً عن فرحته : ( وإن أعجب ما في نخبته أنه وضع نبينا الكريم ، النبي المقدس ، محمدا صلى الله عليه وسلم ، عليه السلام في المرتبة الأولى في قائمته ) .
ثم يصل ديدات الى استنتاج غريب عجيب فيقول : ( وبهذا يكون هارت قد أكد دون ان يدري " !!! " شهادة الله نفسه في آخر كتبه للعالم " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " .
ثم يذكر ديدات ، دونما تعقيب أو تعليق ، أن عيسى عليه السلام ، صنف في المركز الثالث ، بينما صنف موسى عليه السلام في المركز الواحد والاربعين ، علماً بان محمداً وعيسى وموسى عليهم الصلاة والسلام هم من اولى العزم من الرسل .
أما عن وصف مايكل هارت لنبينا صلى الله عليه وسلم أنه جاء من أصول متواضعة أو مغمورة ، فقد كذب عدو الله ، إن محمداً صلى الله عليه وسلم هو من أشرف بيوت العرب قاطبة كما ذكر ابن كثير : " هو صفوة الله منهم كما رواه مسلم في صحيحه " في كتاب الفضائل " عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله اختار كنانة من ولد إسماعيل ثم اختار من كنانة قريشاً ، ثم اختار من قريش بني هاشم ، ثم اختارني من بني هاشم " .
ولكي ينـزع عن النبي عليه السلام صفة النبوة ، وعن رســالته صفة الألوهية ، وصفه بأنه " قائد سياسي عظيم " وقد يظن جاهل أن هذا مدح للنبي صلى الله عليه وسلم ، بينما هو في الواقع ذم في معرض المدح ، فبإظهار النبي صلى الله عليه وسلم بمظهر القائد السياسي ، يعطي القارئ انطباعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما حقق ما حققه ـ كأيٍ من قادة السياسة والحرب ـ بمعزل عن الوحي الإلهي .
وهذا هو الغرض الذي يرمي إليه هذا النصراني مايكل هارت ، ولقد قال الله جل وعلا في نبينا صلى الله عليه وسلم " إن هو إلا وحــــي يوحـــى " .
وأما الفقرة الثانية التي كتبها عدو الله فهي تساوي افتراء المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم أنه " معلم " فهؤلاء قاتلهم الله ، زعموا أن أحد أهل الكتاب كان يعلم النبي صلى الله عليه وسلم فرد الله عليهم
" ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ، إن الذين لايؤمنون بآيات الله لايهديهم الله ولهم عذاب أليم ، إنما يفتري الكذب الذيـن لايؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكـاذبون " سـورة النحل الآية 103 ـ 105 " .
لقد أعلمنا الله تعالى في كتابه العزيز أن المشركين رموا النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب ، ورموه بالسحر وزعموا أنه معلم ، وأنه اختلق القرآن .
وهذا مايكل هارت يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أسس الإسلام .
ثم لاحظ أخي القارئ الكلمة التي استعملها هارت في الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي " اقتنع " في قوله : " ولما بلغ الأربعين اقتنع بأن الله يكلمه " .
ولم يشأ عدو الله أن يترك فرصة دون أن يستغلها في النيل من شخص النبي صلى الله عليه وسلم .
فأهل اللغة الإنجليزية والحاذقون في قواعدها واستعمالاتها ومدلولاتها ، يدركون أن مدلول هذا الفعل بالطريقة التي استعمله وفي هذا السياق بالذات ، إنما هو لعب بالألفاظ
يسمى " Euphemism " .
وهو استعمال تعبير لطيف مكان آخر بغيض ، فبدلاً من قول " مات فلان " ـ على سبيل المثال ـ يقال " ذهب بلا عودة " ، والفعل الذي استعمله هارت هنا هو " اقتنع " إنما جاء به أولا : ليشكك من طرف خفي بقوى النبي صلى الله عليه وسلم العقلية ، فهناك فرق كبير بين من يقتنع الناس انه وحي يوحى وبين من هو نفسه يقتنع انه يوحى إليه فالأول صادق مصدوق وأما الآخر فهو إما دعي أو مخفوق وفي هذا غمز ولمز في صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والتي لا يقر بها مايكل هارت أصلاً .
ثم يتابع عدو الله مسبته للنبي صلى الله عليه وسلم زاعماً : " وفي عام 622 م فر محمد إلى المدينة خوفاً على حياته " .
لا ريب أن القناعة بهذه الكلمات والسكوت عنها إثم عظيم ، أضف إلى هذا أنها تنبي عن سوء ظن بالله تعالى ، إذ كيف يخاف النبي صلى الله عليه وسلم على حياته وقد آمنه ربه جل وعلا بقوله : " والله يعصمك من الناس " ، قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية : " وفـــي قوله : " والله يعصمك من الناس " أي بلغ أنت رسالتي ، وأنا حافظك ، وناصرك ومؤيدك على أعدائك ومظفرك بهم ، فلا تخف ولا تحزن فلن يصل أحد منهم إليك بسوء يؤذيك .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول هذه الآية يحرس .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية " والله يعصمك من الناس " فاخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة وقال : " يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله عز وجل " فكيف يحل بعد هذا السكوت على كاذب يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم فر إلى المدينة خوفاً على حياته ؟ .
ويزعم عدو الله أن النبي صلى الله عليه وسلم اختلق القرآن ، وانه مُعَلّم ، أي انه تعلم التوحيد من أهل الكتاب في مكة ، وزاد مايكل هارت مسبته للنبي صلى الله عليه وسلم إذ زعم انه كان قائداً علمانياً وسياسياً ودكتاتوراً فعلياً ، فما الفرق بين مشركي الأمس وهذا المشرك اليوم ؟ " كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون إلا كذبا " .
ولا يحل لمسلم أن يعجب بخيانة عدو الله ويصفها بأنها " أمانة " ويتشرف بكتابة هذا الذي يحط فيه من قدر نبينا عليه افضل الصلاة والسلام ، لمجرد أن مؤلفه أعطى النبي صلى الله عليه وسلم المرتبة الأولى في قائمة تحوى عبدة النار والطواغيت وسائر رموز الكفر .
وكيف يفرح مسلم حين يرى نبي الله عيسى عليه السلام يعطى منزلة دون منزلة رموز الكفر ، وموسى عليه السلام دون ذلك بكثير ؟
أليسوا هم أنبياء الله وأولو العزم من الرسل ؟
أليسوا هم صفوة الخلق ؟
وهل يجهل هذه الحقيقة رجل من عوام المسلمين فضلاً عن داعية ؟
وهل يبرر تصنيف محمد صلى الله عليه وسلم على رأس القائمة غض الطرف عن شتيمة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يجهل مسلم شرف ومقام نبيه صلى الله عليه وسلم في كتاب الله ؟ .
ألا يكفي المسلم قناعة وفخراً تصنيف رب العالمين لنبيه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد ولد آدم ، واحب خلق الله إلى الله ، وصفيه من خلقه ؟ فان من المعلوم من الدين بالضرورة انه لايكتمل إيمان المؤمن حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم احب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ، كما ورد في الحديث ، فلا ينبغي بعد هذا أن يتشرف مسلم بكلام رجل خبيث مثل مايكل هارت ، فهو وان صنف النبي صلى الله عليه وسلم كأعظم رجل في التاريخ إلا انه قال قالة السوء دون أي اعتراض ممن نقل أو ترجم ما كتبه هذا الرجل عن المصطفى صلى الله عليه وسلم .
لم يدخر مايكل هارت وسعاً في تذكير قرائه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أسس مبادىء الدين لينفي دور الوحي الإلهي في رسالة الاسلام .
قال : " لقد كان محمد ، من جهة أخرى ، مسؤولاً عن المبادىء الدينية والمبادىء الأخلاقية والعرفية ، أضف الى هذا انه لعب دوراً رئيساً في إشاعة الدين الجديد وتأسيس طقوس العبادة في الاسلام " .
ثم يستمر هارت هذا في شتيمته للنبي صلى الله عليه وسلم بلهجة المؤكد حيث انتقى كلماته انتقاء المحترف ، لا ليدندن حول الفرية التي افتراها المشركون ورددها من بعدهم المستشرقون بنفي الوحي عن القرآن ، أو ليلمح اليها ، بل ليصرح مؤكداً أن القرآن ليس
كلام الله .
قال : " زد على هذا ، فهو مؤلف كتب المسلمين المقدسة ، القرآن ، وهو مجموعة معينة من أفكار محمد التي إعتقد أنها أوحيت اليه مباشرة من الله " .
واستعماله تعبير " زد على هذا " إنما جاء به للربط الذهني أي ليربط في ذهن القارئ بين وصف النبي صلى الله عليه وسلم " مؤسس الإسلام " وبين فريته في الجملة الأخيرة أنه صلى الله عليه وسلم " مؤلف القرآن " بحيث يشعر القارئ عن طريق الربط الذهني بأن التسلسل الفكري يجعل الجملة الأخيرة أمراً مسلماً به .
فطالما أن محمداً صلى الله عليه وسلم مسؤول عن تأسيس مبادئ الإسلام ، فمن الطبيعي أن يكون هو مؤلف القرآن ، ثم انظر إلى عدو الله كيف استعمل لفظة " اعتقد " لينفي علاقة القرآن بالله ، وعزوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، كما نفى علاقة نبوته بالله .
وحرصاً من المؤلف على ألا يغيب عن ذهن القارئ تجريد رسالة الإسلام عن الوحي وإثباته لعيسى عليه السلام ، قال : " أضف إلى هذا أن محمداً ـ خلافاً لعيسى ـ كان قائداً علمانياً ودينياً ، والواقع أنه يعتبر القوة الدافعة وراء الفتوحات العربية ، فيمكن أن يصنف كأقوى قائد سياسي في كل الأزمان " .
يدرك القارئ ـ بلا شك ـ من كلام هارت ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم ـ بنظره كان مجرد قائد دنيوي وديني وعسكري ، ولم يشر إليه قط بصفة النبوة أو الرسالة ، بل إن هارت بين أن سبب اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للمرتبة الأولى ليست نبوته ولا قيادته الدينية ، بل قيادته السياسية التي وحدت العرب ، بحد زعمه .
ومن جهة أخرى أراد هذا النصراني الحاقد أن يثبت أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان القوة الدافعة للفتوحات الإسلامية وليس نشر الدين لتكون كلمة الله هي العليا .
كان من الممكن الوقوف عند كل جملة أو عبارة في الفصل الذي كتبه مايكل هارت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ولكن لم يكن هذا الهدف وراء هذا البحث .
ولكني أردت أن ألفت انتباه أحمد ديدات ومن ينشرون ويوزعون كتيباته ، إلى انه " ليس كل ما يلمع ذهباً " فلو تريث ديدات ، أو استشار أهل العلم في بلده على الأقل وأقصد مجلس علماء جنوب أفريقيا ، فيما عسى أن يكون الرد على مفتريات مايكل هارت لكان خيراً له وأقوم قيلا .
كنا نتمنى لو أن أحمد ديدات كتب إلى مايكل هارت ليصحح معلوماته عن حقيقة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأن القرآن هو كلام الله وأن الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده أو على الأقل إن لم يشأ ذلك لو أن بديدات كتب كتيباً يفند فيه أقوال مايكل هارت وأراجيفه لكانت له معذرة عند ربه ، بدلاً من مدح ذلك الرجل الخبيث ، والإعجاب بأمانته .
والعجيب أن قام بترجمة هذا الكتاب إلى العربية بعنوان " الـ 100 الأوائل " كل من
خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو
بعد أن حذفا منه كل ما يسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول ، ونشرته دار قتيبة في دمشق .
فلا بد هنا من وقفة أستعرض فيها الدوافع التي حدت بترجمان كتاب مايكل هارت إلى العربية حتى وصل إلى أيدي القراء العرب ، فقد لاحظت بعد مراجعة الترجمة أن من ترجمه أغفل ترجمة شتيمة المؤلف مايكل هارت للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يتعرض لها بتعليق أو تلميح أو تصريح ، بل على العكس من ذلك تماماً ، مدح المؤلف على إنصافه وتجرده .
ليس هذا فحسب ، بل إن الترجمان حرف النص الأصلي في ترجمته ، وأضاف تعبيرات من عنده لم يذكرها مايكل هارت في كتابه ، فعلى سبيل المثال قال هارت :
Most Arabs at that time were pagans, who believed
In many gods. There were, however, in Makkah,
A small number of Jews and Christians, it was from them no doubt that Muhammad first learned of a single, omnipotent god who ruled the entire universe.
وترجمة هذا النص كالتالي :
( كان معظم العرب آنئذ عبدة أصنام آمنوا بآلهة كثيرة إلا انه كان في مكة عدد قليل من اليهود والنصارى ، ومنهم بلا ريب تعلم محمد أولاً عن الإله الواحد القادر الذي يحكم الكون كله ) .
فأغفل الترجمان الكلمات المضللة ، وكذا كل قول أساء المؤلف فيه الأدب مع مقام النبوة كفريته أن النبي صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن ، وقد حاول الترجمان إظهار المؤلف بمظهر المنصف المتجرد .
فمن باب حسن الظن بالترجمان ، يمكن القول بأنه ثمة احتمالات ثلاثة وراء ترجمة هذا الكتاب : أولها أن يكون حب النبي صلى الله عليه وسلم هو الدافع للترجمة ، أو الرغبة في إشهار المؤلف كاحتمال ثان ، والاحتمال الثالث أن تكون الروح التجارية والربح المادي هي الدافع وراء ذلك .
أما بالنسبة للاحتمال الأول أن يكون حب النبي صلى الله عليه وسلم هو الدافع لترجمة هذا الكتاب فهو ابعد الاحتمالات لما في هذا الكتاب من شتيمة للنبي صلى الله عليه وسلم ، إذ أن في هذا الكتاب من الشتائم ما ينفي ورود هذا الاحتمال ، ولست اشك في أن الترجمان قد قرأ فرية المؤلف أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ألف القرآن ، وأسس الإسلام فكيف يجرؤ بعدها على ترجمة هذا الكتاب ان كان الدافع حبه لنبيه صلى الله عليه وسلم ؟
وأما الاحتمال الثاني فهو الرغبة في إشهار المؤلف ، وإظهاره بمظهر المنصف المتجرد لكننا وان افترضنا جدلاً وجود مثل هذا الاحتمال فكيف يستسيغ ترجمان مسلم أن يشهر رجلاً نال من نبيه صلى الله عليه وسلم ما نال ؟ .
إن حسن ضننا بالترجمان يحول بيننا وبين احتمال كهذا ، فلم يبق إذا إلا احتمال ثالث وهو أن الروح التجارية والربح الزهيد ، كانا وراء ترجمة هذا الكتاب ، فهو وان كان أخف وطأة من سابقيه ، إلا انه لاعذر له فيه حين يجادل فيه عن نفسه يوم القيامة .
ـــــــــــــــــــ
( 3 )
كتيب : ( العرب وإسرائيل ) ـ 2 ـ
سبب تأليف هذا الكتاب :
استضاف احمد ديدات في بيته بعض اليهود الذين هم كما ذكر أبناء عم رب عمله ، جاءوا من الأرجنتين ، بعد إن اقترح ديدات على رب عمله دعوتهم إلى بيته ، وتقديم الطعام الهندي لهم ، وإسماعهم الموسيقى الهندية ، وأخذهم في جولة إلى المسجد هناك .
وبعد أن دخل معهم في مناقشة حول فلسطين واليهود ، أقر اضيافه له أن الله لم يعد فلسطين لليهود ، ثم أكد ديدات بعد ذلك أن اضيافه اليهود مؤمنون ، وانه يجب العمل على مواصلة الاتصال بهم .
وتحت عنوان " يهود في المسجد " قال ديدات :
طلبت منهم أن يخلعوا أحذيتهم قبل الدخول إلى المسجد ولما سألتهم عما إذا عرفوا سبب ذلك ، أجابوا بالنفي ، فقلت لهم : أتذكرون أنه لما كان موسى في جبل سيناء وكلمه الإله ثم تلا عليهم نصاً من الإنجيل : " وقال الإله : لا تقترب اخلع نعليك من قدميك لأن المكان الذي تقف عليه ارض مقدسة " .
ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة بالنعال قائلاً : خالفوا اليهـــود فانهم لا يصلون بالنعال .
فالأصل في الصلاة أن يصلى الرجل بنعليه ، فأراد بهذا أن يجعل اليهودية أصلا للإسلام وقد يبدوا الاستشهاد بنصوص من الإنجيل أمرا عادياً لولا ما تلاه من استشهادات حول الوضوء وحركات الصلاة ، فأساء ديدات إلى دينه من حيث لا يدري هداه الله ، حيث أصّل العبادة في الإسلام من كتب اليهود والنصارى ، فبعد أن بين لاضيافه اليهود أغراض الوضوء من نظافة جسدية واستعداد نفسي ، قال : " زد علي هذا ، أن ثمة وصية أخرى أعطاها الإله للنبي المقدس موسى .
واستشهد ديدات بنص من الإنجيل : " وغسل موسى وهارون وأولادهم أيديهم وأقدامهم هناك " ، ثم ذكر رقم النص في التوراة ، وتابع ديدات استشهاداته من التوراة عن الســــــجود في الصلاة : ـ
1 ـــ وخر إبراهيم على وجهه وكلمه الله .
2 ـــ وخرا علي وجهيهما " موسى وهارون " وتجلى لهما مجد الإله .
3 ـــ وخر يوشع على وجهه وعَبَدَ .
4 ـــ وابتعد عيسى قليلاً وخر على وجهه .
وتكمن الخطورة في هذه الاستشهادات في أمرين ، أولهما تأصيل عبادتي الوضوء والصلاة من التوراة والإنجيل .
وفي هذا دعم أو تأييد لفرية مشركي أمس ومشركي اليوم ، أن العبادة في الإسلام متلقاة من أهل الكتاب ، ألم يزعم أهل الكتاب والمشركون أن النبي صلى الله عليه وسلم " معلم مجنون " فكذبهم الله بقوله " ولقد نعلم انهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " سورة النحل . الآية 103
وهذا التأصيل بلا ريب يخدم اليهود والنصارى والدليل على هذا أن اضياف ديدات اليهود فرحوا بهذا التأصيل وعبروا عن فرحتهم بردهم على ديدات قائلين : " ديدات انتم اكثر يهوديةً من اليهود أنفسهم " .
وعبر ديدات بدوره عن افتخاره بملاحظتهم قائلاً : " لو كانوا نصارى لقلت لهم : نعم يا سيدي ، ونحن اكثر نصرانيةً من النصارى أنفسهم " !!
ثم أردف معقباً : " يستطيع المسلمون مع كل نقائصهم ان يفتخروا انهم اعظم اتباعاً لآثار أنبياء التوراة والإنجيل من معظم اتباع هؤلاء الأنبياء " .
وأخشى لو عقبت على هذا الهراء أن يتسم تعقيبي بالحدة ، لذا أترك القارىء ليعقب على ذلك بما يريد ، لا سيما حول قول ديدات لليهود الذين هم ، كما وصفهم الله " أشد الناس عداوة للذين آمنوا " : " يستطيع المسلمون مع كل نقائصهم " !!!
والأمر الثاني الذي لا يقل خطورة عن الأول هو إعتقاد ديدات أن ابراهيم عليه السلام كان يهودياً ، وقد أكد ديدات اعتقاده هذا أكثر من مرة في هذا الكتيب وغيره .
ففي النص رقم " 1 " الذي استشهد به ديدات من الانجيل : " وخر ابراهيم على وجهه وكلمه الله " ، أكد به أن ابراهيم كان يهوديا ، لأنه إنما استشهد بهذا النص ليقنع أضيافه اليهود أنه أكثر يهودية منه وذلك باتباعه لمن يعتقد أنه نبيهم ، وقبل أن يستدرك علي أحد فيقول هذا ليس صحيح ، أورد فيما يلي تأكيداً آخر من ديدات على اعتقاده بأن ابراهيم يهودي ما قاله لأضيافه اليهود تحت عنوان " المسلمون الأقرب لليهود " في كتيبه قال :
" إنا نعطي أبناءنا أسماء يهودية دون ان نفكر بالتعصب العرقي ، فاسم إبني الأكبر ابراهيم وهو نفس اسم إبراهام ، واسم إبني الأصغر يوسف وهو نفس اسم جوزف ، واسم زوج أختي موسى ، وهو نفس اسم موشــي " .
إن ما يثيره اعتبار ابراهيم يهوديا من عجب لا يقل عن العجب الذي يثيره عنوان الفصل الذي ورد فيه تأكيد ديدات على يهودية ابراهيم عليه السلام ، فالعنوان يخالف نص القرآن حيث يقول تعالى : " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا "
وهذا نص محكم لا يحتمل تأويلا ولا يحتمل أكثر من معناه الظاهر ، اما فيما يتعلق باتهام ابراهيم باليهودية ، فقد رده الله تعالى بمحكم كتابه فقال : " يا اهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما أنزلت التوراء الا من بعده أفلا تعقلون " .
ويقول تعالى منكراً على اليهود الذين يزعمون أن ابراهيم كان يهوديا : " ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " آل عمران ، الآية 67
وبعد مناقشة ودية مع أضيافه اليهود ، وصل ديدات الى قناعة بأنهم مؤمنين ، واستشهد هذه المرة بآية من القرآن ليؤكد للقارىء ايمان هؤلاء اليهود ! من قوله تعالى : " منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون " .
ثم أردف قائلاً : " لابد من ايجاد طرق ووسائل للاتصال بهؤلاء المؤمنين الربانيين ، المخلصين من اليهود والنصارى " .
ولمزيد من التأكيد على هذه النتيجة التي وصل اليها ، أخذ يعدد جوانب التشابه بين المسلمين واليهود فقال : " إن المسلم من حيث دينه وأجداده ، وقيمه الثقافية هو الأقرب لليهود فان اليهود يؤمنون أن الله لا يرى في أي وقت ، ولا يرى الله بشر ويبق حياً ، والمسلم يوافق اليهود من كل قلبه ، ويقول : " نحن نؤمن بما تؤمنون "
تقول اليهود : " لا تأكلوا لحم الخنزير " ويقول المسلم " لن نأكله " .
يقول اليهود : " لا تأكلوا الدم " ويوافق المسلم على هذا ولن يمسه .
يقول اليهود : " الختان " فيقول المسلم : " كلنا مختونون "
ماذا تريدون أكثر من هذا ؟ حقاً ما يريد اليهودي أكثر من هذا حتى يرضى عن المسلم ؟ فكل ما أمر به نفذه هذا الأخير .
مناقشـــــــة هذا .. القول
أما استشهاد ديدات بقوله تعالى " منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون " فهو استشهاد في غير محله ، ومرد هذا هو الجهل باللغة العربية وبمعاني آي التنزيل .
قال الشوكاني في تفسير هذه الآية : " منهم المؤمنون " وهم الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ، فإنهم آمنوا بما أنزله عليه وما أنزل من قبل ، " وأكثرهم الفاسقون " أي الخارجون عن طريق الحق المتمردون في باطلهم المكذبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولما جاء به ، فيكون هذا التفصيل على هذا كلاماً مستأنفاً جواباً عن سؤال مقدر كأنه قيل! هل منهم من آمن.
أجل . بقي هناك فرق لابد من ذكره هنا ، بين من يقرأ القرآن ويتدبر آياته يدرك أن الله تعالى غضب على اليهود وقرعهم أيما تقريع ووعدهم أشد العذاب ، وحذرنا منهم بأنهم أشد الناس عداوة لنا ، وبين الذي يقضي عمره منكباً على الانجيل يؤصل منه ويفصل فيه ، فالأول يصدر عن القرآن والثاني يصدر عن الانجيل .
أليس من السذاجة ان يعتبر يهودي بانه مؤمن ، ومخلص ، ورباني لمجرد موافقته المسلمين في أمور فرعية ، فأنى يكون ليهودي إيمان وإخلاص وربانية وهو يكذب محمداً صلى الله عليه وسلم ؟ .
أليس من السذاجة أيضاً أن يسلم امرؤ بأن اليهود أقرب الناس للمسلمين من حيث الدين ، والأجداد ، والقيم الثقافية ، لعدة وجوه :
اولاً:ان اعتقاد ديدات هذا يخالف نص القرآن : "لتجدن أشد الناس عـداوة للذين آمنوا اليهود".
ثانياً : إن اليهود لا يعتقدون أن من البشر من يدانيهم في الدين والأجداد والقيم ، فهم مازالوا يعتقدون أنهم شعب الله المختار ، وأنهم احباء الله ، وقد كذبهـــم الله في ادعائهم هذا قائلاً : " و قالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله وأحباؤه ، قل فلم يعذبكم بذنوبكم ، بل أنتــم بشــــر ممن خلق " . المائدة ، الآية 18 .
وبناء على زعمهم هذا فهم لا يدعون الناس الى دينهم لأنهم لا يرونهم أهلاً لذلك .
ثالثاً : إن من ينكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة يكفر ، فاهل السنة والجماعة يؤمنون أن المؤمن سيرى ربه يوم القيامة ، وتأكيد هذا في قوله تعالى " وجوه يومئذ ناضـــرة الى ربها ناظرة " . القيامة ، الآية 22 ـ 23 .
أما الكفار من أهل الكتاب وغيرهم " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " المطففين ، الآية 15 .
وقد ثبت في الصحيح ان قوله تعالى : " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " . ان الحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر الى وجه الله تعالى ، جعلنا الله ممن ينظرون إلى وجهه الكريم من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .
رابعاً : قوله : " والمسلم يقول : نحن نؤمن بما تؤمنون " يخالف قوله تعالى مخاطباً المؤمنين " فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا " وليس العكس .
خامساً : ان أكل لحم الخنزير والدم منهى عنه المسلم بنص القرآن ، وليس من المستحسن صياغة هذه العبارات كما لو كان اليهودي هو الآمر الناهي ، فكان الأجدر لو ذكر النهي من القرآن وجعل كتاب الله هو المرجع الذي يؤصل عليه الاعتقاد والعبادة والأحكام والمعاملات بدلاً من اعتماد ما يسمى بالانجيل .
سادساً : إن حصر أوجه التشابه بين المسلمين واليهود بهذه الفرعيات وإعتبارها نقاط التقاء هو تجاوز لأصول الاسلام التي ينكرها اليهود ، والتي يجب ان تكون المنطلق الأول لدعوة الكفار من يهود وغيرهم ، الا وهي عقيدة التوحيد ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسيلم .
سابعاً : عجباً لمسلم يقرأ الفاتحة أكثر من عشرين مرة كل يوم ، ولا يدري ان المغضوب عليهم هم اليهود ، والضالين هم النصارى ، واليهود مغضوب عليهم لأنهم عرفوا الحق ولم يعملوا به ، واما النصارى ضالون لأنهم ضلوا عن الحق وضلوا عن ســواء السبيل .
ثامناً : لا يجوز شرعاً اطلاق مسمى الايمان على كافر يهوديا كان أو نصرانيا طالما أنه لم يتلفظ بالشهادتين ولم يؤمن بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فاليهود والنصارى وسائر الكفار ملعونون بنص التنزيل ، قال تعالى :
( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) سورة ةالمائدة ، الآية 78 .
وقد وردت لعنتهم في التنزيل في أكثر من عشرين آية .
تاسعاً : ما الذي حققه ديدات من هذا اللغو ؟ هل أعلن أحد أضيافه إسلامه ؟ ولكنه حقق شيئاً آخر كما ذكر : " حصلت على احترام في المؤسسة ، وهو انه بدلاً من ان يناديني رب العمل اليهودي بـ " ديدات " بلا لقب ، صار يناديني بـ ( السيد ديدات ) " !!! " .
ــــــــــــــــــــــ
( 4 )
الكتيب الثالث : ماذا يقول الإنجيل عن محمــــد " 3 "
بينما كان ديدات يحاور قسيس كنيسة ، سأله : " ماذا يقول الانجيل عن محمد ؟
" فأجاب القسيس بلا تردد : " لا شىء " . عندها قال ديدات : " لماذا لا شىء ؟ بالتأكيد هذا الرجل محمد الذي كان مسؤولا عن إخراج جماعة إلى الوجود على نطاق عالمي تعد بالملايين .. "
هذه عبارات تظهر عدم توقير للنبي صلى الله عليه وسلم إذ يشير ديدات الى النبــي صلى الله عليه وسلم : " هذا الرجل محمد " ، وقد تكررت منه هذه العبارة خلال حواره ـ أي من ديدات ـ هذه الإشارة للنبي صلى الله عليه وسلم في حوار مع النصارى ، ولسنا هنا بصدد التكلم عن " القصد " أو " النية " ، إذ ليس ذاك ولا تلك محل اتهام فالواجب تبجيل النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره كأمر مسلم به عند المسلمين سواء ذكر بين أنفسهم أم بين غير المسلمين ، ثم انظر في المقابل كيف إذا ذكر ـ أي ديدات ـ قسيساً أو أحد رجال الكهنوت المعروفين لا ينسى أبدا أن يذكر قبل اسمه كلمة REVEREND وتعني " المــــوقر " أو " المبجل "
والجانب الآخر من عبارته الذي لا يقل خطورة عن سابقه ، هو إشارته إلى النبـــــي صلى الله عليه وسلم أنه كان مسؤولاً عن إخراج الملايين إلى الوجود ، وكما يعلم كل مسلم ، إن فعل " الإخراج إلى الوجود " هو من صفات الله الفعلية ، ويعني " يخلق " أو فعل الخلق ، ومثل هذه العبارات تكون عرضة لتأويلات القارئ الأعجمي .
ولكي تثبت اوجه التشابه بين محمد صلى الله عليه وسلم وموسى عليه السلام .
قال ديدات : " موسى ومحمد كانا نبيين كما كانا مَلِكين ، وبالنبي اعني : رجل تلقى وحياً إلهياً لهداية الناس ، وهذه الهداية بلغها إلى مخلوقات الله كما تلقاها دون زيادة أو نقصان ، والملِك هو الشخص الذي له سلطة الحياة والموت على شعبه ، بغض النظر عما إذا لبس هذا الشخص التاج أم لا ، أو عما إذا خوطب بلقب ملك ، إذا كان للرجل حق إصدار حكم الإعدام فهو ملك ، وقد كان لموسى سلطة كهذه ... وكذلك كانت لمحمد له سلطة الحياة والموت على قومه " .
هذه الكلمات هي كلمات ديدات بالحرف الواحد ، وليست كلمات نقلتها عن أحد .
ومن المعلوم أن التوراة والإنجيل انزلا على غير المسلمين وسمو أهل الكتاب لهذا السبب ثم انزل الله كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه على خير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم ، فالمسلم مأمور أن يجعل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كدعاء الله له ، لا بل إن الله تعالى حذر من دعاء نبيه كدعاء الناس بعضهم بعضا ، فقال تعالى : " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " سورة النور الآية 63 .
فنقل ابن كثير قول قتادة في تأويله لهذه الآية : " أمر الله أن يهاب نبيه صلى الله عليه وسلم وان يبجل وان يعظم وان يسود " .
وليس في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ملكاً تشريف له ، إذ لو كان ذلك كذلك لدعاه أصحابه بهذا اللقب ، وكيف يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اللقب بعد أن خير بين أن يكون ملكاً أو عبداً رسولا فاختار أن يكون عبداً رسولا ؟
وتحت عنوان " لا قوانين جديدة " قال ديدات : " الحقيقة أن محمداً أعطى قومه قانوناً جديداً لم يعرفوه من قبل " .
وكان الأحرى أن ينسب القانون إلى الله تعالى ولو فعل ذلك لأكد حقيقة الوحي ، وأضفى صفة الألوهية على رسالة الإسلام وأكد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، مصداقاً لقوله تعالى : " إن هو إلا وحي يوحى " ثم لماذا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم مجرداً عن لقبه الذي دعاه به الله " نبي الله " أو " رسول الله ؟ " .
إن ديدات يناظر اليهود والنصارى من كتبهم ، ولهذا محاذير عديدة أولها انه بفعله هذا يؤكد للنصارى أن كتبهم صحيحة ، بينما هي في الواقع لا تحوي إلا ما هو منسوخ أو محرف ، وهذا الذي ندين الله به .

 

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML