فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز . رحمه الله
طرح على فضيلتة هذا السؤال : فيه أناس يوجبون الموازنة : أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه ؟
فأجاب الشيخ ـ رعاه الله ـ :
لا . . ماهو بلازم ، ما هو بلازم ، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة وجدت المراد التحذير ، اقرأ في كتب البخاري "خلق أفعال العباد" في كتاب الأدب في الصحيح ، كتاب السنة لعبدالله بن أحمد ، كتاب التوحيد لابن خزيمة ، رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع . . .
إلى غير ذلك . يوردونه للتحذير من باطلهم ، ما هو المقصود تعديد محاسنهم . . . المقصود التحذير من باطلهم ، ومحاسنهم لاقيمة لها بالنسبة لمن كفر ، إذا كانت بدعته تكفره؛ بطلت حسناته، وإذا كانت لا تكفر ؛ فهو على خطر؛ فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها "
المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني . رحمه الله
ما يطرح اليوم في ساحة المناقشات بين كثير من الأفراد حول ما يسمى . . أو حول هذه البدعة الجديدة المسماة (بالموازنة) في نقد الرجال.
أنا أقول : النقد إما أن يكون في ترجمة الشخص المنتقد ترجمة تاريخية فهنا لا بد من ذكر ما يحسُن وما يقبُح بما يتعلق بالمترجم من خيره ومن شره، أما إذا كان المقصود بترجمة الرجل هو تحذير المسلمين وبخاصة عامتهم الذين لا علم عندهم بأحوال الرجال ومناقب الرجال ومثالب الرجال؛ بل قد يكون له سمعة حسنة وجيدة ومقبولة عند العامة، ولكن هو ينطوي على عقيدة سيئة أو على خلق سيئ، هؤلاء العامة لا يعرفون شيئاً من ذلك عن هذا الرجل . .
حين ذاك لا تأتي هذه البدعة التي سميت اليوم بـ(الموازنة)، ذلك لأن المقصود حين ذاك . . النصيحة وليس هو الترجمة الوافية الكاملة، ومن درس السنة والسيرة النبوية لا يشك ببطلان إطلاق هذا المبدأ المحدث اليوم وهو (الموازنة) لأننا نجد في عشرات النصوص من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر السيئة المتعلقة بالشخص للمناسبة التي تستلزم النصيحة ولا تستلزم تقديم ترجمة كاملة للشخص الذي يراد نصح الناس منه..
والأحاديث في ذلك أكثر من أن تستحضر في هذه العجالة ، ولكن لا بأس من أن نذكر مثالاً أو أكثر إن تيسر ذلك، جاء في الصحيح صحيح البخاري : (أن رجلاً استأذن في الدخول على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال عليه السلام : ائذنوا له بئس أخو العشيرة هو . . ائذنوا له بئس أخو العشيرة هو . . فلما دخل الرجل وكلمه عليه السلام هشّ له وبشّ ، ولما خرج قالت له عائشة : يارسول الله لما استأذن في الدخول قلت : ائذنوا له بئس أخو العشيرة هو، ولما كلمته هششت إليه وبششت إليه ، قال يا عائشة: إن شر الناس عند الله يوم القيامة من يتقيهم الناس مخافة شرهم) هذا الرجل لم يطبِّق فيه هذه البدعة العصرية الجديدة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، ذلك لأن المجال ليس ترجمة الرجال، وإنما هو مجال للتحذير والتعريف بهذا الرجل حتى يُحذَر، من هذا القبيل أيضاً ولعله ألطف وأمس بالحجة في هذا الموضوع لأن ذاك الرجل الذي ذمه عليه السلام بقوله : (بئس أخو العشيرة هو ) يقول شراح الحديث : بأنه كان من المنافقين وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتألفه حتى يكفي شره أتباعه المؤمنين به عليه السلام
وحدث عن هذا ولا حرج لذلك لما تكلم العلماء عن الآيات والأحاديث التي جاءت في تحريم الغيبة لم يسعهم إلا أن يبينوا نصحاً للأمة أنه ليس كل غيبة هي محرمة، وقد جمع ذلك بعض العلماء الظرفاء في بيتين من الشعر فقال قائلهم :
القدح ليـــس بغيبة في ستة متـــــظلم ومعرِّف ومحذر
ومجاهر فسقاً ومستفت ومن طلب الإعانة في إزالة منكر
فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
سئل فضيلته ـ حفظه الله ورعاه ـ بعد أن سئل قبله عدة أسئلة حول الجماعات ـ السؤال التالي :
.. طيب ياشيخ تحذر منهم دون أن تذكر محاسنهم مثلاً ؟ أو تذكر محاسنهم ومساوئهم ؟
فأجاب حفظه الله :
إذا ذكرت محاسنهم ؛ معناه : دعوت لهم ، لا . . لا ، لا تذكر ، اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط ؛ لأنه ماهو موكول لك أن تدرس وضعهم وتقوم، أنت موكول لك بيان الخطأ الذي عندهم من أجل أن يتوبوا منه، ومن أجل أن يحذره غيرهم ، أما إذا ذكرت محاسنهم ؛ قالوا : الله يجزاك خير، نحن هذا الذي نبغيه . . ."
فضيلة الشيخ صالح بن محمـــد اللحيدان
سئل الشيخ صالح بن محمد اللحيدان في محاضرته التي ألقاها بالرياض بعنوان (سلامة المنهج دليل الفلاح) السؤال الآتي :
فضيلة الشيخ : هل من منهج أهل السنة والجماعة في التحذير من أهل البدع والضلال ذكر محاسن المبتدعة والثناء عليهم وتمجيدهم بدعوى الإنصاف والعدل ؟
فأجاب : وهل كانت قريش في الجاهلية وأئمة الشرك ، لا حسنة لأحدهم ؟!
هل جاء في القرآن ذكر حسنة من حسناتهم ؟!
هل جاء في السنة ذكر مكرمة من مكارمهم ؟!
وكانوا يكرمون الضيف ، كان العرب في الجاهلية يكرمون الضيف ، ويحفظون الجار ومع ذلك لم تذكر فضائل من عصى الله جل وعلا .
ليست المسألة مسألة تعداد المحاسن والمساوئ ، وإنما مسألة تحذير من خطر.
وإذا أراد الإنسان أن ينظر ، فلينظر إلى أقوال الأئمة كأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وشعبة .
هل كان أحدهم إذا سئل عن شخص مجروح وقال : كذاب . هل قال: ولكنه كريم الأخلاق ، جواداً في بذل المال ، كثير التهجد في الليل ؟!
وإذا قالوا مختلط . إذا قالوا : أخذته الغفلة . هل كانوا يقولون : ولكن فيه . . ولكن فيه . . ولكن فيه ؟!! لا . . لماذا يطلب من الناس في هذا الزمن، إذا حذر من شخص أن يقال : ولكنه كان فيه . .وكان فيه . . وكان فيه؟!!
هذه دعايات من يجهل قواعد الجرح والتعديل ، ويجهل أسباب تحقيق المصلحة ، والتنفير من ضياعها . اهـ
فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد
سئل الشيخ عبدالمحسن العباد هذا السؤال في درس سنن النسائي في يوم الجمعة بتاريخ (20/11/1416هـ ) وشريط رقم (18942) تسجيلات المسجد النبوي :
فأجاب بقوله : لا . . لا ما يجب إذا حذرت من بدعة وذكرت البدعة وحذرت منها ، فهذا هو المطلوب ولا يلزم أنك تجمع الحسنات وتذكر الحسنات؛ وإنما للإنسان أن يذكر البدعة ويحذر منها وأنه لا يُغتر بها .
فضيلة الشيخ عبدالعزيز المحمد السلمان ـ حفظه الله ـ
سئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز المحمد السلمان ـ حفظه الله ورعاه ـ السؤال التالي :
هل تشترط الموازنة بين الحسنات والسيئات في الكلام عن المبتدعة في منهج السلف ؟
فأجاب حفظه الله :
"اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين أنه لم يؤثر عن أحد من السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم بإحسان تعظيم أحد من أهل البدع والموالين لأهل البدع والمنادين بموالاتهم ، لأن أهل البدع مرضى القلوب ، ويخشى على من خالطهم أو اتصل بهم أن يصل إليه ما بهم من هذا الداء العضال؛ لأن المريض يعدي الصحيح ، ولا عكس ؛ فالحذر الحذر من جميع أهل البدع ، ومن أهل البدع الذي يجب البعد عنهم وهجرانهم ، الجهمية . . الرافضة . . والمعتزلة . . والماتريدية . . الخوارج . . والصوفية . . والأشاعرة . . ومن على طريقتهم المنحرفة . . عن طريقة السلف .
فينبغي للمسلم أن يحذرهم ويحذر عنهم .
وصلى الله على محمد وآله وسلم..