إلى متى والافتراءات تترا على علمائنا ؟؟!!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
فإن الفرية والتقول على عالمٍ ليس كالفرية والتقول على غيره من عامة الناس.
إذ أن التقول على العالم فيه تضليل للأمة بنشر فتوى غير صحيحة عنه, فيستغلها من لا خلاف عنده:
ـــ إما بالهمز واللمز والطعن في هذا العالم.
ـــ وإما باستغلال هذه الفتوى بالوصول إلى مآرب في النفوس.إن الكذب على أهل العلم كبيرة من الكبائر, قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ) حم . م . جه.
وفي لفظ ( فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ). جه .
قال تعالى: ( إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ).
فلا تنسبوا أيها الناس إلى أهل العلم ما لم يكن فإن ذلك أمرٌ خطره عظيم ولا سيما في الأمور التي تنسب إليهم في الفتاوى فإن ذلك يكون ضلالاً وإضلالاً إن الإنسان إذا تحدث عن أهل العلم بفتوى ليست بصحيحة فإنه ضالٌ لأنه لم يتيقنها، وهو مضلٌ لغيره لأن الناس ربما يأخذون بها، وهو الغالب لثقة الناس بالعلماء.
فقد رأينا من افترى الكذب على: شيخنا بقية السلف العلامة معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله .
ورأينا من افترى على: شيخنا العالم الهُمام الجبل الشامخ معالي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله.
ورأينا من افترى على: شيخنا الناقد الحذق علم الأعلام ربيع السنة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى.
ومن أواخر ما وقت عليه ممن افتُري عليه: شيخنا أسد السنة وعالِ الهمة الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله.
وتعظُم الفرية إذا جاءت من قِبَل من ينتسب إلى أهل العلم أو ممن ينتسب إلى الاستقامة على دين الله , ويشتد الخطب إذا صدرت ممن ينتسب إلى السلفية.
وكل ذلك يصدر من هؤلاء له عدة أسباب عندي؛ منها :
1- حب الظهور. وذلك بأن يبرز للعالَم من خلال نقله لفتوى ذلك العالِم.
2- التشبع بما لم يعط . حيث يُظهر للناس أنه من أقرب المقربين لهذا العالِم.
3- الاستعجال بنقل كلام لم يفهمه على حقيقته ـــ لذلك العالم ــ لأنه ينصر مسألة هو يتبنّاها، فيفرح به وينشره, أو يساهم في نشره.
ومما جاء من الافتراءات والتقولات على الشيخ عبيد الجابري ما نسب إليه كذبا وزورا:
أنه أجاز بفتح غرف صوتية ( محادثات ) خاصة بالنساء ليتدارسن فيها فيما بينهن العلوم الشرعية.
وقد استشكل هذا الأمر على نفسي فاتصلت على الشيخ عبيد حفظه الله تعالى يوم الخميس 2/6/1432هـ بعد صلاة الظهر الساعة الثانية (14,00) ودار بيني وبينه نقاش في المسألة وملخصه ومفاده:
إني أخبرته وقلت له : أن هناك من يدعي وينسب إليك أنك أجزته في فتح غرف محادثات دعوية في البالتوك أو البايلوكس للنساء برقم سري.
فرد بالنفي القاطع، ثم قال: أنا على ما أنا عليه من الفتوى السابقة لا أجيز ذلك ولا أراه.
ثم بعد يوم واحد وصلني مشاركة منقولة من موقع "العذب الزلال" وكأن القوم يريدون الترويج والتسويق لمشروعهم ـــ في فتح الغرف النسائية الدعوية زعموا لنشر العلم الشرعي ـــ وذلك عبر فتاوى العلماء الأكابر الموثوقة بهم ـــ الفتاوى المفتراة عليهم ـــ وهذا نص المشاركة:
" سئل فضيلة الشيخ عبيد الجابري عن الغرفة الخاصة التي وضعتها الاخوات للمدارسة بينهن فأجاب حفظه الله:
لا مانع من اشتراك مجموعة من النسوة في غرفة عبر الإنترنت بشروط؛ الأول أن تكون خاصة بنسوة موثوقات وثانيا_التصريح بالأسماء والأماكن _ثالثا_أن تكون مقصورة على مدارسة الكتب العلمية السلفية".
يوم 29 شوال 1430هجرية.
فحصل عندي من الإشكال ماحصل في المرة الأولى، فاتصلت بالشيخ عبيد الجابري حفظه الله ليلة السبت ليلة 4/6/1432هـ الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة (21:45) بتوقيت مكة شرفها الله، وقرأت عليه النص المنسوب إليه أعلاه، فأنكره، وقال: هذا نسب إلي من سنين ورددت عليه وكذبته، وأنا على الفتوى السابقة؛ المنع .
ثم استأذنت فضيلته بأن أرد على الفتوى المنسوبة إليه أعلاه بما دار بيني وبينه من نفيه لذلك وأنه على العهد القديم؛ المنع ، فأذن لي حفظه الله.
فبعد هذا البيان والإيضاح والذي هو إبراء للذمة ؛ أقول :
اتقوا الله عباد الله في أن تنسبوا لعالمٍ فتوى لم يقلها أو لأي طالب علم.كما أدعو كل من قرأ هذه السطور؛ أن لا تصدقوا ما يُنقل عن الأكابر بأنهم يجيزون مثل هذه المسائل حتى ترجعوا وتتأكدوا من الخبر.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين.
كتبه وحرره
أبو فريحان جمال فريحان الحارثي
السبت 4|6|1432 هـ
منتديات نور اليقين السلفية