مالمراد بالدعاء و الذكر دبر كل صلاة و متى يكون كل منهما ؟ يجيب العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله تعالى-
للإستماع و تحميل الجواب:هنا وفقكم الله
السؤال:
ذكر بن القيم في كتاب الداء والدواء في جواب الكافي في فصل أوقات الدعاء من بين الأوقات دبر الصلوات أي بعد نهاية الصلاة، ولكنه لم يقل قبل السلام وأيضاً لم يذكر آية أو حديثاً أو مرجعاً فهل الدعاء الفردي برفع اليدين بعد الصلاة جائز أم لا وما الدليل مأجورين؟
الجواب:
نعم ، أقول إن النصوص القرآنية و النبوية يفسر بعضها بعضا، فإذا جاءت كلمة دبر الصلاة نظرنا إن كان المقيد بدبر دعاء فالمراد بدبر الصلاة آخرها قبل السلام، و إن كان المقيد بدبر الصلاة ذكرا فالمراد به ما بعد السلام، دليل ذلك:
أما الأول: فلأن النبي-صلى الله عليه و على آله و سلم- لما ذكر التشهد قال "ثم ليتخير من الدعاء ما شاء" فدل هذا على أن ما بعد التشهد و قبل السلام محل للدعاء، فليغتنمه الإنسان بأن يدعو الله تعالى بما أحب، فما جاء من الدعاء مقيدا بدبر الصلاة حملنا على ما كان في آخر الصلاة، فإن قال قائل هل دبر الشيء من الشيء أو دبر الشيء ما جاء بعده؟
قلنا حسب السياق، قد يكون ما بعده و قد يكون ما قبله، فدبر الصلاة إذن يفسر بحسب ما تقتضيه الأدلة فالدعاء إذا علق بدبر الصلاة فالمراد آخرها قبل السلام و من ذلك ما أمر به النبي -صلى الله عليه و سلم- معاذا حيث قال: "إني أحبك فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك " فهذا الدعاء يكون قبل السلام .
أما إذا كان المقيد بدبر الصلاة ذكرا فهو بعد الصلاة، لقول الله تبارك و تعالى:﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ...﴾ [ النساء 103] فهذا هو الظابط في هذه المسألة، فقول الرسول عليه الصلاة و السلام من سبح الله ثلاثا و ثلاثين، و حمد الله ثلاثا و ثلاثين، و كبر الله ثلاثا و ثلاثين، و قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير دبر كل صلاة يعني مكتوبة غفرت خطاياه و لو كانت مثل زبد البحر، المراد بالدبر هنا مابعد السلام لأنه هو محل الذكر، نعم .
فرغها أخوكم أبو عبيدة طارق بن سعد الجزائري
المصدر /http://www.alwaraqat.net/showthread.php?5183