لتقريرات المسطورة بالكشف عن سقوط قصة المقبورة
تفريغ لسلسلة الشيخ عبيد الجابري((تحذير أولي الألباب من المقالات المخالفة للصواب ,, الحلقة الثانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله الدى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيد
واشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له اقرار به وتوحيدا واشهد ان محمد عبده ورسوله صلي الله عليه وعلى ال واصحابه وسلم تسليما مزيدا
أما بعد ..
فيا معاشر السامعين من المسلمين والمسلمات أحيكم هذه الليلة وارحب بكم محدث إياكم في مقالنا الثاني من سلسلة مقالتنا الموسومة "تحذير أولي الألباب من المقالات المخالفة للصواب"
وهذه المقولة وهي الثانية من تلكم المقالات عنوانها التقريرات المسطورة بالكشف عن سقوط قصة المقبورة
وهذه القصة إستمعت إليها عبر شريط للاستاد صالح إبن عواد المغامسي وفي اغلب ظني انه أستاد في كلية اللغة من جامعة طيبة بالمدينة النبوية ومند سمعت هذه القصة
إستنكرتها وأستوحش منها قلبي كما مجها سمعي ولكن لم أحب أن أقول فيها شي قبل أن أستوفي دراستها سندا ومتنا .
وفي الأيام القريبة القليلة وقفت على ما اري انه يروي الغليل ويشفي العليل بإقامة الدليل على إن تلكم القصة هالكة تالفة داهبة
وتتظمن رسالتنا إليكم هذه الليلة معاشر السامعين من المسلمين والمسلمات ونحن نحدثكم
عن هذه القصة ماياتي
أولا إسماعكم اياها بصوت الرجل ويعلم الله انه لم يكن فيه من قبلنا لازيادة ولانقص
وثانيا بيان المأخد على هذه القصة التى عدها من سمعها وليس له أهلية النظر في سقيم الكلام وصحيحه موعظة من المواعظ البليغة . فهاكم القصة أولا مسوقة إليكم بصوت الأستاد صالح إبن عواد المغامسي حاكي .
الان صوت المغامسي
جاء رجل إلي أمير المؤمنين عمر إبن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه وكان الرجل معه إبنه
وقال ليس هناك فرق بين الإبن وأبيه فتعجب عمر قال والله مارأيت مثل هذا اليوم عجبا
ما أشبه أحد احد أن تعده إنك ما أشبه الغراب الغراب والعرب تضرب فى أمثالها إن الغراب كثير الشبه بقرينه وقال له يا أمير المؤمنين كيف ولو عرفت إن أمه ولدنه وهي ميتة فغير عمر من جلسته . !!!!!!! وبدل من حالته وكان رضي الله عنه وأرضاه يحب غرائب الأخبار قال أخبرني
قال يا أمير المؤمين كانت زوجتي أم هذا الغلام حاملا به
فعزمت على السفر فمنعتني فلما وصلت الي الباب الحت عليا الأ أذهب قالت كيف تتركني وأنا حامل . فوضعت يدي على بطنها وقلت اللهم إني أستودعك غلامي هذا ومضيت وتأمل بقدر الله
لم يقل وأستودعك أمه .وخرجت ومضيت وقضيت في سبيل مشاء الله ليا أن امضي وأقضي
ثم عدت فلم عدت وإذا بالباب مقفل وإذا با أبناء عمومتي يحيطون بي
ويخبرونني إن زوجتي قد ماتت فقلت إن لله وإن إليه راجعون فأخدوني ليطعموني عشاء أعدوه فبينما أنا على العشاء إذ بدخان يخرج من المقابر فقلت ماهذا الدخان قالوا هذا الدخان يخرج من مقبرة زوجتك كل يوم مند أن دفنها فقال الرجل والله أنني لمن أعلم خلق الله بها كانت صوامة قوامة عفيفة لاتقر منكر وتأمر بالمعروف . ولايخزيها الله أبدا فقام وتوجه إلي المقبرة وتبعه أبناء عمومته قال فلما وصلت إليها ياامير المؤمنين أخدت أحفر حتى وصلت إليها
فإذا هي ميتة جالسة وإبنها هذا الذى معي حي عند قدميها وإذ بمنادي ينادي يامن أستودعت الله وديعة خد وديعتك قال العلماء ولو أنه أستودع الله جل وعلا الأم لوجدها كما أستودعها لكن ليمضى قدر الله لم يجرى الله على لسانه أن يودع!!!!!!
الأن سماحة الوالد الشيخ عبيد الجابري
سمعت معاشر المسلمين والمسلمات هذه القصة وكما أسلفت فإنها بصوت الرجل كما حكاها وهاكم بعد أن سمعتموها ووعيتموها تماما التعليق عليها ويتضمن أولا . مصادرها كما وقفت عليها
المصدر الأول
كتاب الدعاء للإمام أبي القاسم سليمان إبن أحمد الطبراني اللخبي رحمه الله فإنها موجودة في كتابه ذلك بسندها . وسندها فيه عبيد إبن إسحاق العطار ويقال عطار مطلقات كوفي كنيته أبوعبدالرحمن مات بعد المئتين من الهجرة
وهذا الرجل العطار ضعفه جما غفير من الائمة قال فيه إبن عدى عامة أحاديثه منكر . وقال إبن حبان في المجروحين يحدث عن الثقات او يروي عن الثقات مالايشبه أحاديث الإتباع ولايعجبني ما أنفرد به. أقول وهذه القصة ممن انفرد بها دلكم الرجل وقال فيه البخاري له مناكير . وقال الأزدي متروك الحديث وقال فيه إبن معين ليس بشي كما ضعفه الدارقطمي والنسائي وأمثال هؤلاء الأئمة
والعلماء كثيرون أختصرتهم لإن مقصودي الإشارة التي يدرك بها السامع أن القصة ضعيفة الإسناد.
والمصدر الثاني
كتاب لرجل من غلاة المتصوفة وهو ابن عطاء الله الاسكنداراني وقد شرح هذا الكتب الحكم متصوفا أخر هو احمد إبن محمد إبن عجيبة الحسني. قال فيه صاحب معجم المطبوعات العربية العارف الصوفي وسمى شرحه إيقاظ الهمم شرح متن الحكم والقصة موجودة في الشرح .
فبان بهذا التقرير إن مصادر القصة ليست موثوقة حتى يعمد إليها في وعظ الناس وعظ يراد به إصلاح حالهم وترغيبهم في الخيرات وترهيبهم من المنكرات والسيئات
وأما المأخد الثاني
وهو منصبا على بعض عبارات القصة وليست كلها فالعبارة الأولى قول الشيخ عفا الله عنا وعنه وأصلح الله حالنا وحاله في عمر رضي الله عنه
وكان يحب غرائب الأخبار فالسؤال أولا ماهذه الغرائب التي كان يحبها عمر رضي الله عنه كما قال الأستاد صالح المغامسي فإن هذه العبارة مجملة ولاعبرة بالمجمل إلا بعد البيان
وثانيا . من له عناية بالحديث والأثر نظر يتظمن الرواية والدراية لايقبل هذا القول لما هو ثابت عن الفاروق رضي الله عنه من الشدة في الحق والتحري ومن دلكم مافي صحيح البخاري وغيره إنه لما بلغه أبوموسى رضي الله عنه ماسمعه عن النبي صلي الله عليه وسلم فى الإستئذان أستنكره لإنه لم يسمعه من النبي صلي الله عليه وسلم مع طول ملازمته له
وكثرة مجالسته له صلي الله عليه وسلم
فما قبل قول أبوموسى حتى اتي برجل اخر يشهد بما شهد به ودلكم الرجل هو أبوسعيد الخدري رضي الله عنه
وثالثا من خبر قصة صديق من خلال دواووين الإسلام في العقائد خاصة وماصنع به عمر رضي الله عنه من ضربه بالعراجين لإنه يعمد الي غرائب من الأقوال تيقن أن عمر رضي الله عنه بعيد كل البعد من سماع الغرائب حتى إن الفاروق رضي الله عنه كتب الي عامده بالعراق وأظنه سعد إبن أبي وقاص رضي الله عنه بعزل صديق عن مجالس الناس
فبلغ به من شدة الكرب والضيق مابلغ لإن صديق كل ما أتى حلقة من حلق المسجد نادت حلقة أخرى عزمة أمير المؤمنين حتى أصبح الرجل كالأجرب الذي يطرده الناس حتى لايعدي مواشيهم
أفبعد هذه الأمور الثلاثة يقال إن الفاروق أمير المؤمنين ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين كان يحب غرئب الأخبار .
المأخد الثاني من المأخد المنكرة
في هذه القصة ماتظمنته أن تلك المراة ماتت حاملا وأن زوجها بعد عوده من سفرها الذى أمضى فيه مشاء الله نبش قبرها بعد إن رأى دخان يخرج منه فوجد ولدها الذى ماتت في حمله حي
وبإتفاق الأطباء إن القبر ليس فيه هواء ومعدوم الأكسجين فلاتستقر فيه حياة
وإن قال قائل الأ تصدقون بكرامات الأولياء فهذه كرامة .؟
والجواب نحن على ماعليه أئمتنا من أهل السنة من التصديق بكرامات الأولياء والإيمان به وإعتقاد أنها حق على حقيقته ولكن لها اعني الكرامة عند أهل السنة شرطان
أحدهما .
ان يكون من يخبر عنه بالكرامة من أهل التوحيد والسنة ومن أهل التقوى والصلاح وليس من أهل الشركيات والخرافات ولا من الفساق ولا الفجار
وثاني الشرطين
صحة نسبتها الى من رويت عنه وهذان الشرطان معدومان في هذه القصة وقد علمتم إسنادها ونكارة متنها ومن كان له مسحة من العلم والفقه لايقرها ولايستشير نقلها على إنها كرامة يوعظ بها الناس ولاأدري لما عمد الشيخ صالح المغامسي عفا الله عنا وعنه الي حكاية هذه القصة
وكان الواجب عليه أن يعمد مافيه الغنى والشفى من نصوص الكتاب والسنة وإستعمال فهم السلف الصالح ليستعين به على إستنباظ الأحكام منهما فإن هذا هو شأن الواعظ المصلحين ولايسلك غير هذا المسلك من تقصد الحكايات والقصص الضعيفة أو المنقولة عن أهل الخرافة الإ رجلان .
رجل جاهل ليست عنده أهلية النظر حتى يميز ماينقله للناس ويعظهم به.
وأخر صاحب هوى ضال مضل له مقصد سيئ وهو إشغال الناس عن فقه الكتاب والسنة أو ربط عوام الناس بأهل الخرافة من غلاة المتصوفة وأمثالهم
وأعيد نفسي والاستاد المغامسي بالله من هدين المسلكين فكلاهما إفساد غير إصلاح وكلاهما
سبيل غير سبيل المؤمنين.
هذا مايسر الله سبحانه وتعالى جمعه حيال هذه القصة والله يعلم إني ما أردت إلا النصح
كما قال صلي الله عليه وسلم الدين النصيحة
قالوا لمن يارسول الله . قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم أخرجه مسلم
وخاتمة هذا الحديث .
أسئل الله الكريم رب العرش العظيم ان يحفظ أهل السنة في كل مكان وزمان وأن يثبتهم عليها بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
أملاه عبيد إبن عبدالله إبن سليمان الجابري
بعد مغرب الخميس الرابع والعشرين من شهر صفر
الموافق للتاسع عشر من فبراير شباط عام تسعة والفين
وفرغه الفقير الي عفو ربه علي الطرابلسي
صبيحة يوم الجمعة 25 صفر 1430
الموافق 20 فبراير 2009
المصدر: منتديات شباب ليبيا - من قسم: المـنـبـر الإســـــلامـــــي العــام