تفسير كلام المنان للسعدي الفائدة (38)
يقول السعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها اﻷنهار.)سورة البقرةآية266
وهذا المثل مضروب لمن عمل عمﻻ لوجه الله تعالى من صدقة أوغيرها ثم عمل أعماﻻ تفسده، فمثله كمثل صاحب هذا البستان الذي فيه من كل الثمرات،.....وتلك الجنة فيها اﻷنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة، وكان صاحبها قد اغتبط بها وسرته، ثم إنه أصابه الكبر فضعف عن العمل وزاد حرصه، وكان له ذرية ضعفاء....فبينما هو كذلك إذ أصاب تلك الجنة إعصار وهو الريح القوية التي تستدير ثم ترتفع في الجو، وفي ذلك اﻹعصار نار فاحترقت تلك الجنة، فﻻ تسأل عما لقي ذلك الذي أصابه الكبر من الهم والغم والحزن....كذلك من عمل عمﻻ لوجه الله فإن أعماله بمنزلة البذر للزروع والثمار، وﻻيزال كذلك حتى يحصل له من عمله جنة موصوفة بغاية الحسن والبهاء، وتلك المفسدات بمنزلة اﻹعصار الذي فيه نار والعبد أحوج ما يكون لعمله إذا مات وكان بحالة ﻻيقدر معها على العمل، فيجد عمله الذي يؤمل نفعه هباء منثورا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه....
فلو علم اﻹنسان وتصور هذه الحال وكان له أدنى مسكة من عقل لم يقدم على ما فيه مضرته ونهاية حسرته ولكن ضعف اﻹيمان والعقل وقلة البصيرة يصير صاحبه إلى هذه الحالة التي لو صدرت من مجنون ﻻيعقل لكان عظيما وخطره جسيما، فلذلك أمر الله بالتفكر وحث عليه فقال تعالىكذلك يبين الله لكم اﻵيات لعلكم تتفكرون)
تفسير السعدي ص114 بتصرف
المرجئة :سموا المرجئة لقولهم باﻹرجاء وله معنيان: أحدهما التأخير حيث يؤخرون العمل، والثاني:إعطاء الرجاء حيث قالوا:ﻻيضر مع اﻹيمان معصية وﻻينفع مع الكفر طاعة، وقيل: معنى ثالث مقابل الشيعة أي وضع علي بن أبي طالب رابع الخلفاء خﻻفا للرافضة.
وهم أربعة أصناف: مرجئة الخوارج ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، والمرجئة الخالصة.
وقد ذم السلف هذه الفرق. قال الزهري: ما بتدعت في اﻹسﻻم بدعة أضرعلى أهله من اﻹرجاء.
الفرق بين الفرق لﻷسفرايين (25) والتنبيه والردللملطي(57)