بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبعد
هذا تفريغ لكلمة الشيخ أحمد بازمول - حفظه الله - في لقاء المشايخ و هذا الرابط المباشر للقاء
http://ia601603.us.archive.org/16/it...baie-angry.mp3
و ان شاء الله نكمل تفريغ اللقاء كاملاً
قال الشيخ أحمد بازمول - حفظه الله - :
بسم الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
((يَا أَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)).
((يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً)).
ألا وإنّ أصدق الكلام كلام الله ،وخير الهدى هدى محمدٍ ــ صلى الله عليه وسلم ـــ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالةٍ في النار.
أما بعد :
ففي هذه الليلة المباركة التي أسألُ الله ـــ عزّ وجلّ ــــ أنْ تكونَ في موازينِ أعمالنا ، وأن نكون ممن يستمعُ القول فيتبِعُ أحسنه، و أسألُ الله ـــ عزّ وجلّ ــــ أنْ يرزقني وإياكم السُنّة وإتباعها ، وأنْ يجعلنا من أهلها ، قولًا ، وعملًا، واعتقادًا، وأنْ يجنبنا البدعَ والفتن ما ظهر منها وما بطن .
أتشرفُ الليلة بالحديث معكم وإليكم ، بل وأتشرفُ بالدخولِ لأولِ مرة في دولة الكويت ــــ حرسها الله من كل سوء ، وجعلها ذخرًا للمسلمين ـــــ، وأشكرُ الإخوة جزاهم الله خيرًا ـــ إخواننا المشايخ ــــ على ما تفضلوا به من معاملة حسنة وضيافةٍ طيبة وتقديمي للكلامي قبلهم ،فهم أهلٌ للكلام ـــ بإذن الله عزّ وجلّ ــــ ولكنْ هذا طلبهم .
فأقول ـــ بارك الله فيكم ــــولا أريدُ أنْ أطيل كثيرًا عليكم .
مذكرًا نفسي وإياكم
من الأمور المهمة للسلفيين ومن الأمور العظيمة التي يتوارثها العلماء :أصلٌ ضيعه بعضُ السلفيين فضاعوا ، أصلٌ ضيعه بعضُ السلفيين فضاعوا ،ألا وهو الالتفاف حول العلماء الكبار والرجوع إليهم في فهومهم للنصوصِ الشرعية ،وفي فهومهم للدين، ليس فقط ترجع للعالم في النص أو في المسألةِ المنصوصة، بل ترجعُ للعالم وتقدم كلامه على كلامك وعلى رأيك أو رأي من دونك في المسائل الاجتهادية، وليس هذا تعصبًا ،وليس هذا تقديسًا للأشخاص ، بل هذا هو منهج السلف الصالح ـــ رضوان الله عليهم ــــ فقد قال ابن مسعود ـــ رضي الله عنه ـــ (( لا يزالُ النّاس بخيرٍ ما أخذوا العلم عن أكابرهم ))،وكان الصحابة ــــ رضوان الله عليهم ــــ يأخذون ويرجعون إلي كبارهم ، فهذا أبو موسى الأشعري ـــ رضي الله عنه ـــ لما رأَى أصحاب الحِلق ورآهم على أمرٍ في ظاهره خير من كونهم يذكرون الله ، ولكنْه أنكره ووجهِ إنكاره له أنهم فعلوا أمرٍ لم يكنْ عليه النبيّ ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ ولا أصحابه الكرام ، ماذا فعل أبو موسى الأشعري ؟ ذهب إلى عبد الله ابن مسعود وانتظر خروجه وعرض عليه المسألة(( قال ماذا قلت لهم ؟ . قال: ما قلت لهم شيئاً انتظار رأيك -أو انتظار أمرك-، قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم، ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الله، حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة. قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم. ثم تولى عنهم.)) فلما ذهب إليهم ابن مسعود أنكر عليهم فانظر كيف أنّ أبا موسى الأشعري ــــ وهو عَالِم ـــــ انتظر كلام من هو أعلم منه .
عمر بن الخطاب ـــ رضي الله عنه ــــ وإذا قيل عمر فذاك الرجل الذي يخافه الشيطان ،ويفرقُ منه ،وإذا قيل عمر فذلك الرجل الذي ملئ بالإيمان ــــ رضي الله عنه وعن جميع صحابة رسول الله ــــ صلى الله عليه وسلم ـ
لما قُتل القراء في عهدي أبي بكرٍ ـــ رضي الله عنهم أجمعين ــــ لما قُتل القراء ماذا فعل عمر ؟لم يذهبْ ويجمع القرآن من تلقاءِ نفسه ، بل ذهب إلى أبي بكرٍ واستشاره، وأشار عليه بجمعه ، ماذا قال له أبو بكر؟ قال له: "كلمة عظيمة "كيف أصنع أمرًا لم يصنعه النبيّ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ فما زال عمر يراجعه حتى فتح الله على قلبِ أبي بكرٍ فجمعوا القرآن" .
فانظروا إلى هولاء لم ينفردوا بأنفسهم عمن هو موجودٌ في عصرهم وهو أكبرُ منهم ، هم رجعوا إلى العلماء الكبار وقدروهم واحترموهم ولم يتقدموا عليهم ، لذلك انظر إلى من شئت ممن ضلّ عن المنهج السلفي ،تجد أنّه لابد أنّه اجتهد، وقدم رأيه ،وقدّم الصغار على الكبار ،أبدًا ، لابد أن يقع في هذا المنزلق العظيم .
فالالتفاف حول العلماء أمر مهم وإذا كان الجميع هذه الليلة ينتظر كلمة الشيخ ربيع ـــــ حفظه الله تعالى ــــ فلا مانع أنْ نذكرَ شيئًا من مواقفه ـــــ حفظه الله تعالى ــــ كما ذكرها المشايخ ـــ جزاهم الله خيرًا ـ
الشيخ ربيع ــــ حفظه الله تعالى ــــ، عالم متفرد في هذا الباب ، في المجال الذي فتح الله عليه فيه في مسألة " الجرح والتعديل " ، ومسألة نقض الجماعات ،ومسألة الرد على أهلِ البدع والأهواء بمختلف أصنافهم وأشكالهم .
الالتفاف حول هذا العَالِم وحول إخوانه العلماء الكبار،"أمرٌ عظيم "يربي طلاب العلم على أشياء كثيرة منها :ــ تواضعه ،تواضعه فمع أنّه درس على العلماء الكبار، ومع أنّه ــــ حفظه الله تعالى ــــ عنده من الطلاب الكُثر ،الشيء العظيم العدد ، وعنده من ثناءات العلماء ووصفهم له بالعلم ، بل وبالرسوخ في الدين والتفرد في هذا الباب الشيء الكثير ، وأيضًا عنده من السداد في المواقف ، يسدده الله ـــ عزّ وجلّ ــــ فيها فيصيب الحق ،
وعنده أيضًا غير هذا وهذا مِن الكتب الكثيرة التي ألفها ــــ حفظه الله تعالى ــــ ، ومع ذلك يتواضع ويراجع العلماء ويقول ننتظر كلام العلماء ولا يتقدم على العلماء يقول: الفوزان موجود ،بل كما تعلمون قوله الأخير :أنّه ــــ حفظه الله تعالى ـــ سأل َ الله أن يقبضه قبل موت الفوزان واللحيدان ، رجل إمام عالم يقول مثل هذا الكلام .
أيضًا لم يغتر بنفسه ويتفرد ويقول لي رأيي، وأذكر تمامًا ــــ حفظه الله تعالى ــــ مرةً من المرات جمع بعض المشايخ السلفيين وحضرت أنا فسمعت كلامه معهم يعرض عليهم الكلام، بعضهم أصغر منه، وبعضهم قريب منه، والكبير منهم الشيخ ربيع أعلمُ منه جزمًا ،ومع ذلك يعرض عليهم الكلام و المسائل يريد أنْ يأخذ رأيهم وتأييدهم وهل هو مصيب أم لا ، وكان من العجيب في تلك الجلسة أن الجميع قالوا: يا شيخ قل ونحن وراءك قل يا شيخ نحن نعرف أنك صاحب سنّة ، صاحب حق ، صاحب دعوة ، ترانا وراءك يا شيخ ، لا تنتظر رأينا، لا تعصبًا لك، ولكنْ لأنّنا نسير على منهج السلف ونعرف قدرك ،فلم تحمله هذه الأمور على رفعةِ النفسِ ، وعلى العظمة ، وعلى التفرد ، وعلى أنْ يقول هذا رأيي من أراده فله ومن لا يُرِده فلا يُنظر إليه ، لا ،هو لا يراعي هذه الأمور كلها ، وهذا من عظيمِ تواضعه ـــ حفظه الله تعالى ـ
وأيضًا فطنته وذكاؤه ، تأتي الأمور تأتي الفتن فيسمعها الشيخ ويقف في وجهها ويردها ، ويبيّن المنزلق في مثلِ هذه الأبواب ،وأن هذا الباب خطير ، مثل تنبيهه ـــ حفظه الله تعالى ـــ على مسألة الموازنات ، ،وأنّ ذكر أخطاء أهل البدع من الظلم ،هذه المسألة نبه الشيخ ربيع ـــ حفظه الله تعالى ـــ قائمة على مذهب المعتزلة أو الأشاعرة في تعريف الظلم : في أنّ الظلم تنقص الآخرين وعدم إعطائهم حقهم ، ومذهب أهل السُنّة في الظلم : هو وضع الشيء في غير موضعه ، فالمبتدع لو زكيته ظلمته، ـــ واضح ـ
بينما مذهب المعتزلة أنْ تذكر الحسنات والسيئات ، هذه المسألة خطيرة ، فنبه الشيخ ــ حفظه الله تعالى ــــ على أنّها قائمة على مذهب أهل البدع ، "وهذا من فطنته" ، أنا كطالب علم لو أردت أنْ أنفرد أقول والله في سير أعلام النبلاء يذكر الحسنات والسيئات ، وفلان يذكر وفلان يذكر فأقول لا،لا ، لعل الشيخ في هذه المسألة أخطأ وأتابع أهل البدع ،لو أنّي ألتف حول هذا العالم وأرجع إليه وأستفيد منه فإنّ هذا ـــ بإذن الله ــــ هو مذهب السلف ، ومذهب السلف عصمة لصاحبه ، مذهبُ السلف الذي يسلكه يعصمه الله ـــ عزّ وجلّ ـــ بإذنه تعالى ـ
أما الإنفراد (( إنّما يأكلُ الذئبُ من الشاة القاصية )).
أيضًا في الرجوع للعلماء الكبار ـــ غير ما ذكر ــــ من كونه مذهب السلف وكونه عصمة و، و، إلى آخر، هو :تربية للنفس ، وحفظ للنفس من أمرٍ آخر أريد أن أتكلم عليه ،
وهذا الأمر الآخر كالأمر الأول في كون صاحبه الذي يقع فيه من السلفيين يخرجه عن السلفية ويبعده عن الصف السلفيّ ، ما هو هذا الأمر الآخر؟ أنْ يحذر السلفيّ عاميًا كان أو طالبَ علمٍ ،من الإنفراد والاعتداد بالنفس في المسائل العلمية من الإنفراد عن إخوانه السلفيين يمشي لوحده ، لا يزاورهم ،لا يتصلُ بهم ، لا يكونُ معهم في أمورهم ويعينهم ، ولا يسمع ما عندهم من حق ، هو سلفي لكنْ لمنهجه خط آخر يسير عليه "انحراف "، بلا شك إما إلى الحدادية، إما إلى إخوانية ، إما إلى شهوانية ودنيا ، فتن ، هذا الأصل الذي يضيعه بعض الشباب السلفيين يقعون في هذا المنزلق ،ما هو الأصل ؟
الأصل : أنْ تكون مع الجماعة ولا تخرج عنهم ، ولا تنفرد عنهم أبدًا التفافك حول العلماء هذا أصل .
قد تلتف حول العلماء لكن بعد أن تخرج من العلماء تنفرد بنفسك ،لا ،لابد أنْ تكون مع الجماعة ، الجماعة العلماء ، الجماعة إخوانك السلفيين ، الجماعة الحق تلزمه ، لذلك قال الإمام أحمد ـــ رحمه الله تعالى ـــ :كلمته العظيمة ((السُنّة عندنا الإتباع )) ، ما قال السُنّة عندنا الاعتداد بالرأي ،أو ما تراه أنت صوابًا ، لا ، السُنّة عندنا الإتباع ، أن تتبع ، فأنت تابع ،لست متبوعًا ولا تطلب لنفسك يومًا من الأيام أن تكون متبوعًا فإنّك تُخذل ،لأنّك لم ترد بهذا وجه الله ـــ عزّ وجلّ ــــ ، كلُ السلفيين المفترض فيهم أن يكونوا دعاةً إلى الله ، لا دعاة إلى أنفسهم ، أن تنظر في نصرة الحق لا في نصرة نفسك ،بعض السلفيين لمآرب في نفسه ،ولأمور شخصية يحمل بعض المسائل في صورة علمية ويطغى ويظلم إخوانه في صورة إتباع الحق ، ونصرة الحق وهو كاذب في هذا ، فلا يوفق في تلك المسألة .
فتجده قد يرمي إخوانه بالظلم.
ويرمي إخوانه بالوقوع في أمورٍ مخالفة لمنهج السلف وهو الذي خالف منهج السلف ،لا ،هم.
هم قصارُ أمرهم إن سُلِم له أنّهم أ خطأوا في اجتهادهم فإنهم معذورون .
أما أنت فلا لست معذورًا أنت متعمد ((القاتل والمقتول في النار )) . قلت: يا رسول الله ، هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : ( إنه كان حريصا على قتل صاحبه )).
فالذي يحرص على ضلال إخوانه أو الطعن فيهم لو أصاب الحق فهو مخذول ،لأنّهما أراد الحق من جهة كونه حقًا إنّما أراد أنْ ينصر وينتصر لنفسه ،فلا تغتروا لبعض الشعارات البراقة ، فلان خالف المنهج السلفي ،وأنا من باب نصرة الحق وبيان الحق أرد على فلان وأكتب ،وأكتب ،تجي تنظر للمسألة ما هي بحاجة للكلام كله، أنت حملت الكلام مالا يحتمله ماذا تريد أنت من إخوانك السلفيين ،من هولاء المشايخ السلفيين فإنّ وراء الأكمة ما ورآها ما الذي جره لهذا "إنفراده ، اعتداده ، اعتداده بنفسه يصحح أحاديث ويضعفها " صححها الألبانيّ "سار عليها العلماء الكبار ، منهج في التصحيح والتضعيف واضح يسير عليه العلماء الكبار ، يأتي هذا ويضعف الأحاديث تلو الأحاديث مما نعرف أنّ الألباني وغيره من إخوانه قد صححوا هذه الأحاديث يسيرُ على منهج المليبارية في الطعن في الأحاديث النبوية منهج ضال فاسد ، في صورة إنسان سلفي متفرد عن إخوانه معتدٌ بنفسه فضل وأضل ، إنْ لم يتب ويرجع إلى الله ـــ عزّ وجلّ ـــــ لذلك يا إخواني فلان والله يكتب ، والله كذا انظروا إلى حاله ، هل هو مع إخوانه السلفيين ، هل يقول بقولهم هل يناصرهم هل له اجتماعات معهم ،يعرفونه ويعرفهم فإن كان كذلك هذا ــــ إنْ شاء الله ـــــ على خير ، أما الإنفراد هذا إياكم ، والله أنا أنصح نفسي وإياكم ،لا تغتروا بأنه عنده مقالات وكتب وكتب وفلان أثنى عليه الشيخ ربيع قد يثني الشيخ ربيع على مقال لكنْ ما يدري أنّه لهذا الرجل قد يثني عليه حين كان على خير ثم انفرد وصار على شر ، لا يعتد بهذا بهذا الأمر، لا يعتد .
الشيخ ربيع ـــ الله يحفظه ــــ وهذا من الأمور التي أردت أن أُنبه عليها والآن جاءت مناسبتها ــــ حريص على طلابه حريص على إخوانه يسأل عنهم إذا غاب فلان ليش ما جاء ، عسى خير ، فينه ، ليش ما نراه ؟، نقول :والله يا شيخ حصله كذا يقول : الله يعينه ،ثم إذا جاء أهلًا ، وينك ، عساك طيب ،فقدناك ،يأتيه من الجزائر يأتوه من اروبا ، من كذا ،
بعض الأخوة يعرفهم الشيخ ويعرف دعوتهم إذا جاءوا أو جاءه الطلاب سألهم كيف فلان ؟
ماذا حصل مع فلان أنت معهم ولا ما أنت معهم ؟ ،لا تنقطعوا عن إخوانكم كونوا يدًا واحدة ،هكذا الشيخ ـــ حفظه الله تعالى ـــ يري طلابه على عدم الإنفراد ((إنّما يأكلُ الذئب من الغنم القاصية )) هذا حديث نبويّ ، فالذي تجده منفردًا عن إخوانه فأحذر منه فإن ((من أخفى عنا الفته ، لم تخفى علينا بدعته ))، هذا صاحب هوى عنده خبيئة سيئة ،
قال عمر بن عبد العزيز : ((إذا رأيت القوم يجتمعون في الخفاء فاعلم أنّهم على تأسيس ضلالة )) ما أريد أسمي بالأسماء لكن الكلام واضح ، عندكم هنا في الكويت لها شيء من الظواهر في هذه الأمور .
فتنبهوا ـــ بارك الله فيكم ــــ أوراق أهل الحق بأوراق أهل الباطل .
الأمر الأخير الذي أريد أنْ أنبه عليه :وهو أيضًا من الأمور المهمة وتابعة لما سبق وهو الحذر من دعاة الفتنة ، والحذر من دعاة الأهواء وإنْ تظاهروا من التسمية بالسُنّة وإنْ تظاهروا بنصرة السُنة ،تعرف الشيخ ربيع أنّه أثنى على فلان وفلان وهم معرفون من خواصه وهم سلفيون يأتيك أناس آخرون وهم يتظاهرن بالسُنّة و بالسلفية، فتذهب إليهم وتترك المعروفين احذر فإنّ هولا دعاة فتنة لا دعاة جماعة ، لو أرادوا الجماعة لكانوا مع إخوانهم انفرادهم واعتدادهم برأيهم سببٌ لضلالهم
إظهارهم للسُنّة والسلفيّة لا يعني أن تنخرط معهم.
"انتبه واحذر "،فإن هولاء كما وصفهم رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ((دعاة على أبواب جهنم )) الصراط المستقيم :خط مستقيم ، رسم ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ خطوطًا عن يمينه وعن يساره فين رسمها ؟ بدأها من ها لا، بدأها من نفس الخط ، فهم في البداية قريبون من الخط المستقيم، لكنْ لازالوا في بعد عن الخط المستقيم ، ولاحظ أنّ الخط المستقيم ما الذي يحصل لتلك الخطوط معه انفراد وبعد ولاحظ أنه فيه قرب من الحق ،ثم لا تزال في البعد.
ولذلك قال البربهاري ـــ كلمته التي تعتبر من الأصول السلفية المعتبرة ـــ((واحذر صغار المحدثات فإنّها تصير كبار )).
احذر ، انتبه ،المسألة مسألة دين إما أن تموت ـــ أسألُ الله ـــ عزّ وجلّ ـــ أن يُميتنِي وإياكم على السُنّة والعمل بها وأنْ نكون من أهلها .
وإما أنْ تموت إذا خالفت السُنّة على بدعة وضلالة.
فقبور أهل السُنّة (( روضة من رياض الجنة)) كما قال الإمام أحمد ، ـــولو كان عندهم تقصير في الوقوع في بعض الذنوب المعاصي لكن مادام أنّهم على السُنّة ـــ هي روضة من رياض الجنّة
وقبور أهل البدعة فهي ((حفرةٍ من حفر النيران)) وإن اظهروا أنّهم من أهل الطاعة والاجتهاد .
لا تغتر، أديكم مثال وأختم به هذه الكلام أما ذكر لنا الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ((أناسًا)) ،بل ذكر للصحابة ،ـــ ونحن تبعًا لهم ـــ ذكر لهم وذكر لنا ((أناسًا نحقرُ صلاتنا إلى صلاتهم ، وقراءتنا للقرآن إلى قراءتهم ، وصيامنا إلى صيامهم ، لكنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهمُ من الرمية ))وقال صلى الله عليه وسلم ((لئن وجدتُهم لأقتلنهم قتل عاد ))، ((وقال صلى الله عليه وسلم : هم شرُ الخليقةِ تحتُ أديمُ السماء))أو شرُ قتلى تحت أديم السماء )) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ،يقول هذا للصحابة لا تغتروا بصلاتهم لا تغتروا بصيامهم ، لا تغتروا بقراءتهم القرآن ولو كان ظاهرهم أنّهم مجتهدون أكثر منكم ، لكنْهم منحرفـــــــــــــــــــــــــــــــون عن الحق .
فلا تغتر بأناسٍ يدعون أنهم على السُنّة وهم منحرفون عن السُنّة .
أسألُ الله ــ عزّ وجل ّ أن يحفظني وإياكم من البدعِ ما ظهر منها وما بطن ،وأنْ يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل ،وأسأله ـــ سبحانه وتعالى ـــ أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويبعدنا عما يسخطه ويغضبه منا
وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين