قال الإمام الحميديُّ رحمه الله في أصول السُّنّة: " وسمعتُ سفيان يقول : الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. فقال له أخوه إبراهيم بن عُيينة: يا أبا محمد، لا تقل ينقص. فغضب، وقال: اسكت يا صبيّ، بل حتّى لا يبقى منه شيء".
علّق الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله: "...
المسألة الثانية: التعليق على كلام سفيان على أخيه إبراهيم قال: "ينقص حتّى لا يبقى منه شيء".
هذه المسألة تفطّنوا لها، هذا خلاف ما قرّره أهل السُّنّة الإيمان يزيد وينقص لكن لم يقولوا لم يبق منه شيء؛ لأنّه إذا لم يبق من الإيمان شيء كان المرء كافرًا، فلا بدّ أن يبقى معه من الإيمان ما يدخل به الجنّة؛ فإذا لم يبق منه شيء كان كافرًا؛ أي: لم يكن من أهل الجنّة.
فكيف يُوجّه كلام سفيان هذا؟ له عندنا توجيهان:
الأوّل: لعلّه قال ذلك تحذيرًا، أو زجرًا عن المعاصي الّتي تُنقص الإيمان.
الثاني: التّحذير مما يوجب الرِّدّة؛ لأنّ من وقع في الرِّدّة ذهب إيمانه."اهـ
من كتاب فتح ذي الجلال والمنّة
في شرح أصول السُّنّة للحميديِّ