الرد على بعض شبه المستشرقين
يدعي المستشرقون أن الإسلام أبقى على شيء من الوثنية وذلك مثل تقبيل الحجر الأسود فكيف ترد عليهم؟[1]
ليست هذه وثنية، هذا أمر وضعه الله لنا لحكمة بالغة وليس لنا في هذا تشبه بالجاهلية ولا تعبد بالعبادة الجاهلية، والله يوجه أمره لعباده بما يشاء سبحانه وتعالى، فإذا أمرهم بشيء صار شرعاً مستقلاً ليس له تعلق بالجاهلية، فقد كان من أمور الجاهلية أمور طيبة أقرها الإسلام، وكان من أمور الجاهلية الدية مائة من الإبل وأقرها الإسلام، وكان من أمور الجاهلية القسامة وأقرها الإسلام، وكذلك تقبيل الحجر واستلامه، وهذا فيه تعظيم الله وطلب مرضاته، وليس التبرك بالحجر أو الطلب للحجر ولكنه طاعة لله في استلام الحجر والركن اليماني، والله امتحن عباده بذلك هل يطيعون أم يعصون، فإذا أمرهم الله بشيء امتثلوا، واستلام الحجر الأسود والركن اليماني أقر الله ذلك فيهم ابتلاءً وامتحاناً هل يسمعون ويطيعون، هل يمتثلون ما شرع الله لهم أم لا؛ فلهذا لما قبّل عمر رضي الله عنه الحجر الأسود قال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبّلك ما قبلتك.
كما كان من أمر الجاهلية إكرام الضيف، وبقي في الإسلام إكرام الضيف، وكل هذا وغيره من مكارم الأخلاق التي يحبها الله وحث عليها رسوله صلى الله عليه وسلم، وجميع الخصال الطيبة من أمر الجاهلية قد بقيت في الإسلام وأقرها الإسلام.
[1] من أسئلة حج عام 1407هـ، الشريط السابع.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون